بكين 2 اغسطس/ نشرت صحيفة الشعب اليومية / طبعة دولية/ فى عددها الصادر اليوم تعليقا تحت عنوان // من الصعب ان تحقق رايس حلم الشرق الاوسط// وفيما يلى موجزه:
قامت وزيرة الخارجية الامريكية بجولتها هذه فى الشرق اوسط , وعادت الى وطنها بدون النجاح تقريبا. تكبدت خسارة فادحة لسمعة الولايات المتحدة مع وقوع مجزرة بلدة قانا, ووقعت فى عزلة لم يسبق لها مثيل مرة اخرى منذ اندلاع حرب العراق. وادرك المجتمع الدولى وخاصة الدول الاسلامية والعالم العربى ادراكا واضحا الانحياز العشوائى الامريكى الى اسرائيل بصورة متزايدة. وبالنسبة الى مقتل الجماهير الشعبية واصابتها, اعربت حكومة بوش لنغمة عالية عن اهتمامها وحزنها من ناحية, ومن ناحية اخرى منعت وقف اطلاق النار, ونقلت على عجل الى اسرائيل مزيدا من القنابل. حتى حلفائها الاروبيين لا يوافقون ولا يتابعون هذا الموقف الامريكى, كما يجعل ذلك بعض الدول العربية الموالية لها تبتعد عنها. بعد وقوع مجزرة بلدة قانا, حتى رئيس الوزراء اللبنانى الموالى للولايات المتحدة رفض ان يجتمع مع رايس ايضا.
لاجل التخلص من الضغط الدولى والعزلة الدولية, بدأت رايس تضع // مشروعا للحل الكامل// , مله 3ى مضمونات: احدها انهاء النزاع بالعنف, والاخر, تحديد المبدأ السياسى للحل النهائى, والثالث, تأسيس القوات المتعددة الجنسيات المستقرة. ومهمات القوات الرئيسية هى تأييد اعمال المساعدات الانسانية, ومساعدة المتشردين فى عودتهم الى ديارهم, ولكن المهمة الاهم هى مساعدة قوات الحكومة اللبنانية فى تقدمها الى الجنوب وتجريد حزب الله من السلاح, وتوسيع المنطقة الحاجزة فى جنوب لبنان لضمان سلامة اسرائيل. وتجدر الاشارة الى انه اولا, هذا الاتفاق هو اتفاق ضمنى فقط توصلت رايس مع اسرائيل لا رايس عجزت عن زيارتها للبنان, ولا نعرف رأى حكومة لبنان. ثانيا, المهمات الثلاث المذكورة انفا تم اعلانها حسب ترتيبها من رايس, وليس ترتيبا لحل المسألة, لان الولايات المتحدة واسرائيل تتمسكان دائما بمرابطة القوات المتعددة الجسيات وتجريد حزب الله من السلاح اولا وقبل كل شىء, ثم ستحقق اسرائيل وقف اطلاق النار. ومن المتواقع احالة مشروع رايس الى مجلس الامن الدولى يوم الاربعاء القادم ولا نعرف متى يستمر الجدل فى ذلك.
ولكن, اذا وافق مجلس الامن الدولى على هذا المشروع, فربما لا يفى ذلك بما تريد الولايات المتحدة اثناء تنفيذه. اولا, من الصعب تدمير حزب الله تدميرا تاما. لان حزب الله له مقاعد فى برلمان لبنان ولها وزراء فى حكومة لبنان, ولا يتمتع بالاساس الجماهيرى العميق فى المسلمين الشيعة فى لبنان فحسب, بل ارتفعت نسبة تأييده الى اكثر من 80 بالمائة فى لبنان كلها بعد وقوع مجزرة بلدة قانا. ولا يمكن الغاؤها تماما. ان حزب الله نتاج لاحتلال القوات الاسرائيلية جنوب لبنان عام 1982, طالما تظل اسرائيل تحتل مزرعة سابا فى جنوب لبنان, لحزب الله رايتها المشروعة لمكافحة الاحتلال. حتى اعلن رئيس الوزراء اللبنانى السنيورة الموالى للولايات المتحدة ان حزب الله منظمة مقاومة شرعية فى لبنان, وان تجريده من السلاح بالقوة سيثير الحرب الاهلية. اذا لم تقدر القوات الاسرائيلية القوية على دحره, فكيف نرى انه سيستسلم الى القوات المتعددة الجنسيات؟ طبعا, من المحتمل ان يتم تطريده من جنوب لبنان وبناء المنطقة الحاجزة هناك, ولكن, اذا لم تنسحب اسرائيل من مزرعة سابا, فلحزب الله الحق فى وجوده.
اعلن بوش ورايس علنا عن ان هذا ليس الا هدف قصير الاجل للولايات المتحدة, والهدف الامريكى الطويل الاجل هو استغلال هذه الفرصة السانحة للقضاء على حزب الله وحماس بيد اسرائيل, وعزل وضرب وضغط سوريا وايران فى نفس الوقت, لتغيير تشكيلة السياسة الجغرافية فى الشرق الاوسط, وبناء // شرق اوسط جديد// موال للولايات المتحدة. ولكن الاجراءات الامريكية القصيرة الاجل تخالف الهدف الامريكى الطويل الاجل. ان انحياز الولايات المتحدة العلنى وتجاهلها التام للارواح والممتلمات فى لبنان جعلا شعور الجماهير الشعبية العربية بمقاومة الولايات المتحدة يزداد. كما اوقعا بعض الدول العربية الموالية للولايات المتحدة تقع فى الموقع الحرج, وان غضب الجماهير يجعل حكوماتها لا تعرب عن تأييدها للسياسة الامريكية, ناهيك عن ان هؤلاء الزعماء يعرفون ان خطة الاصلاح الديمقراطى الامريكية تهدف مباشرة الى حكمهم. هل تنجح الولايات المتحدة فى تنفيذ استراتيجية الديمقراطية الشرق الاوسطية الامريكية بدون تأييد الجماهير الشعبية العربية والحكومات العربية ؟ / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/