بكين 20 سبتمبر/ نشرت صحيفة الشعب اليومية فى عددها الصادر اليوم تقريرا بقلم مراسلها فى القاهرة وتحت عنوان // فلسطين تشكل حكومة وحدة فى سيرها بمشقة// وفيما يلى موجزه:
هوجم هنية رئيس الوزراء الفلسطينى من الذين تأخر فى دفع رواتبهم وذلك كان فى طريقه الى اللجنة التشريعية ليلقى الكلمة يوم 18 سبتمبر الحالى, وشهد مكان الحادث فوضى. وقبل ذلك القى هنية كلمة نفى فيها ان عباس رئيس السلطات الوطنية الفلسطينية جمد المفاوضات مع حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية / حماس/ حول تشكيل حكومة الوحدة. فى يوم 17 سبتمبر الحالى, قال مستشار لعباس ان عباس جمد المفاوضات مؤقتا. ولكنه اكد ذلك لا يعنى اغلاق باب المفاوضات بين فتح وحماس.
يمكن القول بان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية شأنه شأن ان موجه تكاد تتلاشى حتى ترتفع اخرى وملىء بلون درامى. ولكن, اذا لم يكن شىء فى الحسبان, فان ان حماس وفتح تتحدان يدا بيد فى الحكم عاجلا او آجلا. اذ وافق الطرفان على تشكيل الحكومة سويا بصورة مبدئية, وذلك نتيجة لمصالح الطرفين المشتركة, كما نتاج لدراسة الوضع وتقدير التطورات الممكنة والتفاهم المتبادل لكل منهما. بعد ان فازت حماس بالانتخابات, ظلت ان تشكل الحطكومة مع فتح لتؤديا واجباتهما بصورة مشتركة, كما ترغب فتح فى ان تنضم الى دائرة السلطات بعد اعادة التشكيلة السياسية. ولكن الطرفان لم يحققا طموحاتهما بسبب الخلاف لكل من الطرفين.
شهدت حماس نقصانا فى الكوادر والتجارب منذ تنفيذها للشؤون الحكومية مستقلة فى مارس الماضى. كما تعرضت للمحاصرة الاقتصادية والدبلوماسية التى فرضتها عليها الولايات المتحدة واسرائيل من الخارج, الوقاع انها عاجزة عن ادارة الحكم وتعرضت للشقاء. اما فتح فبالرغم من انها خارج السلطة, الا انها لا تستطيع ان تشعر بانها سعيدة وهى التى تتخفف عنها واجباتها لانها تعود ذلك كحزب حاكم خلال سنوات عديدة. لذلك فان انضمامها الى الحكومة واحداث التأثير فى حماس لتؤديا القضية الوطنية العظمى توافق توصلت اليه الطبقة العليا لفتح.
الان, بالرغم من ان فتح وحماس قد توصلتا الى توافق مبدئى حول تشكيل الحكومة الجديدة, الا ان لا تزال هناك مسائل عديدة لتوضيحها وحلها, حتى منها بعض المشاكل المعقدة. كان قد اعلن متحدث باسم عباس عن ان يتم حل الحكومة الجارية فى غضون 48 ساعة ابتداء من يوم 11, ويوقع عباس على امر الرئيس بتعيين رئيس وزراء جديد. ونتيجة ذلك ان ذلك فاته الوقت ولم يحدث اى شىء. عدا الخلاف بين الطرفين بشأن توزيع السلطات, فان الاعتراف باسرائيل لا يزال عنصرا رئيسيا لكبح التنفيذ المشترك للحكم. اضافة الى ذلك, فان اساس الاتفاق الذى توصل الطرفان اليه // وثيقة الاسرى//, ولكن هناك خلاف بين فتح وحماس فى كيفية توضيحها.
يرى الرأى العام هنا ان حماس وفتح لا تزالان فى حاجة الى تكيف الطرف مع الطرف الاخر طالما تنجحان فى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بسلاسة. ويبدو انه لا مفر من الخلاف فى وجهات نرظهما فى هذه الفترة. وفى الوقت نفسه, نظرا لردود الفعر الباردة لكل من الولايات المتحدة واسرائيل, فهل تستطيع الحكومة الفلسطينية الجديدة ان تحطم الحصار وتفتح وضعا جديدا وذلك لا يزال مجهولا. / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/