بكين 31 ديسمبر/ بثت وكالة انباء الصين الجديدة / شينخوا/ تعليقا تحت عنوان // من الصعب ان يعالج المرض المستعصى العراقى عن طريق تنفيذ حكم الاعدام بحق صدام// وفيما يلى موجزه:
فى وقت مبكر من صباح يوم 30 ديسمبر الحالى, ارسلت حكومة العراق والقوات الامريكية الرئيس العراقى السابق صدام حسين على عجل الى المشنقة. هل من الممكن تخفيف حدة الوضع المضطرب فى العراق, وهل من الممكن ان تتخلص القوات الامريكية من المنتقعات العميقة, وذلك يصبح موضوع حديث يتناوله الناس فى // عصر ما بعد صدام//.
صدام فقد قيمة استخدامه. مع الانتهاء من المحاكمة, فقد صدام قيمة استخدامه الاصلية بالنسبة الى الحكومتين العراقية والامريكية. ترى الولايات المتحدة والعراق ان حياة صدام المتواصلة تزيد من حدة اضطراب الوضع. لذا فدعا كثير من القادة والمسؤولين السياسيين الشيعة بما فيهم رئيس الوزراء العراقى المالكى الى تنفيذ حكم الاعدام بحق صدام ولا يتأخر ذلك, لان التوانى قد يخيب الامانى.
الولايات المتحدة اكملت عملية // الاطاحة بحكم صدام// تماما. ان تنفيذ حكم الادام شنقا بحق صدام يعنى الانتهاء التام من عملية // الاطاحة بحكم صدام// التى شنتها الولايات المتحدة فى الربيع من عام 2003.
شنت الولايات المتحدة حرب العراق بحجة امتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل لتطيح بحكم صدام وتبنى ما يسمى // نموذجا ديمقراطيا// فى الشرق الاوسط. ولكن الان, لم نجد اثار اسلحة الدمار الشامر, والتساؤل عن شرعية هذه الحرب مما جعل الولايات المتحدة تخفض قدرا غير قليل من سمعتها فى المسرح السياسى الدولى. يرى المحللون ان الولايات المتحدة تحاول ان تعيد ماء وجهها استفادة من اعدام صدام لتمهد // طريقا// لسياستها الجديدة حول العراق. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى, تستطيع الولايات المتحدة ان تحبط معنويات المسلحين والنفوذ الناشطة المعارضين لها الذين يعتمدون عليه روحيا, لتخفف حدة الشغض المفروض على القوات الامريكية فى الامن والدفاع.
ولكن اعدام صدام قد يحدث تأثيرا سلبيا. يرى بعض المراقبين ان المحاكمة التى تدعو الى التساؤل الكبير لزعيم جمهورى سابق بحكم الاعدام بحقه سيثير ارتفاع الشعور المعارض للولايات المتحدة فى دول الشرق الاوسط والدول الاخرى بما فى ذلك العراق, وقد يلحق ذلك ضررا بسمعتها مرة اخرى.
من الصعب تخفيف حدة التناقض الطائفى. ان الكشكلة التى يواجهها العراق والولايات المتحدة هى كيفية وضع الحد من المواجهات الدموية بين اهل السنة واهل الشيعة لتحسين الوضع الامنى العراقى. ولكن اعدام صدام لا يمكن ان يخفف حدة المواجهات بين السنة والشيعة, بل يبقى هناك احتمال تطوير هذه المواجهات. اولا, ليس صدام مصدرا للمواجهات الطائفية. ثانيا, قد يشن مسلحو السنة هجمات انتقامية على حكومة العراق او الجماهير الشعبية ليطوروا المواجهات. ثالثا, سيزيد موت صدام من حدة سوء التفاهم والخلافات نفسيا بين السنة والشيعة بصورة غير مرئية.
اعدام صدام يحدث تأثيرا سلبيا فى ادارة الحكومة. ظل يبقى فى داخل حكومة العراق خلاف بشأن معالجة مسألة صدام. اذ يدعو معسكر الشيعة برئاسة رئيس الوزراء العراقى المالكى الى اعدام صدام, بينما يتخذ المسؤولن السنة موقفهم المعارض ضد ذلك. نرى ان شنق صدام قد يزداد مناهضة وتفكيكا بين المعسكرين, حتى يثير انسحاب بعض المسؤولين السنة من الحكومة, لتتعرض خطة المصالحة الوطنية لمزيد من الكبح.
بمناسبة اصدار السياسة الجديدة حول العراق من قبل الولايات المتحدة, اعلنت حكومة العراق ايضا انها ستصدر خطة امنية جديدة محاولة فى ان تتخلص من الوضع الحرج فى العام الجديد المقبل. ولكن, يرى المحللون ان اعدام صدام سيتحول الى //مادة حفازة// لتشديد حدة التناقض الطائفى, مما لا يجعل خطة الحكومة الامنية تثبت نجاحها, ويزداد الوضع اضطرابا. لا يمكن ان يتحسن الوضع الامنى ناهيك عن اعادة الاعمار وتنشيط الاقتصاد. / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/