حضر الرئيس الايرانى احمدى نجاد يوم الاثنين/3 ديسمبر الحالي/ القمة ال28 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التى بدأت اعمالها اليوم ، وهذه هى المرة الاولى التى يتلقى فيها رئيس ايرانى دعوة رسمية من مجلس التعاون الخليجى لحضور القمة.
واشار محللون سياسيون الى ان ظهور نجاد فى هذه القمة، يعنى تطورا هاما للعلاقات بين ايران ودول الخليج العربية بل والى مرحلة جديدة كما يدل على ان قنوات الحوار بين الجانبين مفتوحة.
ولم يتحدث نجاد فى كلمة القاها فى افتتاح القمة اليوم، عن الملف النووى المثير للجدل كما فعل فى مناسبات اخرى ولم يتطرق الى قضية الجزر الثلاث الاماراتية التى تحتلها ايران ، وانما تركز حديثه على تعزيز التعاون بين بلاده ودول الخليج العربية.
ومن هذه المنطلق طرح 12 نقطة بهدف تعزيز العلاقات وتنمية التعاون بين الجانبين. فقال ان القواسم المشتركة الدينية والتاريخية والجغرافية والثقافية فيما بين ايران ودول الخليج العربية وفرت فرصا جيدا للغاية لتوطيد وتنمية العلاقات بين الجانبين، مؤكدا ان ايران ودول الخليج العربية جيران وتعايشت آلاف السنين جنبا الى جنب وستعيش الى الابد فى هذه المنطقة . واضاف ان " الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت دوما تنادى بالتعاون مع دول المنطقة خاصة دول الجوار وستبقى دوما فى هذا المسار القويم".
واقترح تأسيس منظمة للتعاون الاقتصادى، والاستثمار المشترك فى مصادر النفط والغاز على الصعيد الثنائى والمتعدد الاطراف، داعيا الى التخطيط والبرمجة لاقامة تجارة حرة بين هذه البلدان. ودعا الى الغاء التأشيرات بهدف تسهيل تنقل والمواطنين بين الدول السبع، وتفعيل وتنشيط طريق الشمال الى الجنوب الذى يلعب دورا هاما للغاية فى تطوير التجارة وتعزيز العلاقات واشاعة السلام واستتاب الامن فى المنطقة.
اما بالنسبة الى امن المنطقة، فقد طالب الرئيس الايرانى بتأسيس وانشاء مؤسسة التعاون الامنى، قائلا "ان بلداننا يرتبط ببعضها البعض تماما، ونحن نطالب بالسلام والامن الشامل دون تدخل العوامل والايدى الاجنبية وان دول المنطقة قادرة على الحفاظ على الامن الاقليمى".
وفى النهاية دعا لعقد اجتماع مشترك فى طهران بين ايران ودول الخليج العربية لبحث ودراسة جميع مجالات التعاون فيما بينها.
وكانت العلاقات بين ايران وجيرانها في الخليج عاصفة في السابق وخصوصا فى الثمانينات عندما دعمت السعودية العراق في نزاعه مع طهران. وفي السنوات الاخيرة، سعت ايران التي تواجه عزلة متزايدة بسبب برنامجها النووي المثير للجدل الى التقرب من جيرانها، وقام مسؤولون ايرانيون كبار بزيارات كثيرة الى المنطقة.
وفى مؤتمر صحفى عقده الرئيس الايرانى على هامش القمة، اكد مجددا انه لا مانع من تعزيز التعاون بين ايران ودول الخليج العربية، قائلا "ان علاقات الصداقة بينها وطيدة للغاية".
وفى رد على سؤال حول العلاقات مع الامارات وقضية الجزر الثلاث، وصف الرئيس الايرانى تلك العلاقات بانها جيدة وطيبة للغاية، موضحا ان حجم التبادل التجاري بين البلدين يتجاوز في السنة الواحدة 11 مليار دولار.
وعن مخاوف دول مجلس التعاون من البرنامج النووي الايراني قال الرئيس احمدي نجاد "ان دول المجلس دعمت وساندت حق الشعب الايراني في الاستفادة السلمية من الطاقة النووية".
وتجدر الاشارة الى ان دول الخليج العربية الستة تلتزم بحل أزمة الملف النووي الإيراني بالوسائل السلمية وتحث إيران على التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقبل مغادرته مساء اليوم، اكد الرئيس الايرانى ان دعوته الى قطر تسجل صفحة جديدة فى تاريخ التعاون بمنطقة الخليج. (شينخوا)