قال محللون ان زيارة الزعيم الليبى معمر القذافى لاوروبا التى استغرقت 13 يوما استهدفت تحسين العلاقات مع اوروبا على الرغم من انه يواصل القاء اللوم على حكم هذه القارة الاستعمارى لافريقيا.
تعتبر هذه الزيارة التى اختتمت امس اول زيارة له خلال ثلاثة اعوام بعد زيارته فى 2004 لمقر الاتحاد الاوروبى فى بروكسل. وكانت جزءا ايضا من جهوده لتوضيح دعوته لاقامة شراكة بين افريقيا واوروبا.
كان الغرب يتهم القذافى بدعم الارهاب، ولكنه عزز علاقاته فى وقت لاحق مع طرابلس لمكافأتها على قرارها فى 2003 بالغاء برامجها لتطوير اسلحة دمار شامل وتعويض اسر ضحايا تفجيرات شركتى الطيران الامريكية والفرنسية فى 1988.
وقد ازيلت العقبة الاخيرة امام زيارة القذافى لاوروبا مرة اخرى بعد ان افرجت ليبيا فى يوليو عن ست ممرضات اجانب اتهمن بحقن اطفال ليبيين بفيروس اتش اى فى(فيروس الايدز). وقد توسطت فرنسا للمساعدة فى الافراج عنهن.
وقام الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى بزيارة طرابلس فور الافراج عنهم، مما يمثل تطبيعا للعلاقات بين فرنسا وليبيا واوروبا وليبيا بصورة عامة.
ولاظهار تقديره للوساطة الفرنسية، جعل القذافى فرنسا اول محطاته فى جولته الاوروبية وبقى هناك خمسة ايام.
ووقعت الدولتان سلسلة من العقود يقدر اجمالى قيمتها ب14.7 مليار دولار امريكى، من ضمها اتفاقية اطار حول صفقة سلاح تقدر ب6.6 مليار دولار. وينظر الى هذه الزيارة على نطاق واسع على انها ناجحة للجانبين.
وخلال زيارته لاسبانيا وقع الجانبان ثلاثة عقود حول تشجيع الاستثمارات المتبادلة وتعزيز التعاون الاقتصادى والدفاعى.
كما عقد القذافى محادثات مع ملك اسبانيا خوان كارلوس ورئيس الوزراء خوزيه لويس رودريجوز ثاباتيرو.
يعتقد المحللون ان ليبيا واوروبا سيعززان علاقتهما ليس فقط فى مجالات الاقتصاد والتجارة ولكن فى الثقافة وقالوا ان استئناف وتحسين علاقاتها مع أوربا يعد فى مصلحتهما المشتركة.
وتحديدا، قالوا ان ليبيا متعطشة لاموال وتكنولوجيا الغرب بعد معاناة اعوام من العزلة، بينما تطمع اوروبا فى موارد البترول الليبية، ثانى اكبر مورد بترول فى افريقيا.
وبالرغم من انجازات القذافى خلال الرحلة، فان النزاعات الثنائية كان من الصعب ايضا اخفاؤها حيث واصل الزعيم الليبى انتقاد اوروبا لحكمها الاستعمارى فى افريقيا فى الماضى.
ما تحتاجه افريقيا هى مساعدات وليس التدخل، حسبما قال القذافى فى لشبونة عندما كان يحضر قمة الاتحاد الاوربى - افريقيا فى 8 ديسمبر، ودعا لشراكة على قدم المساواة بين القارتين.
قال القذافى فى خطاب بجامعة لشبونة ان "القوى الاستعمارية يتعين عليها ان تعوض الشعوب التى استعمرتها عن ثرواتها التى نهبتها!"
وحول قضية الهجرة غير الشرعية من افريقيا الى اوروبا، دافع القذافى عن موقف افريقيا وهاجم من اثاروا هذا الامر وقال ان الحكم الاستعمارى الاوروبى فى افريقيا هو فعليا سبب هذه المشكلة.
وحث الدول الاوروبية على مواجهة المشكلة التى تسببوا هم انفسهم فيها.
واشار القذافى الى انه "من العدل لاوروبا ان تعيد الموارد (التى نهبتها) او ان تدعو الافارقة للعيش فى دول اوروبية"، وقال ان الافارقة اجبروا على المعاناة من التخلف بعد نهب مواردهم.
يذكر ان المهاجرين الافارقة غير الشرعيين الذى يبحثون عن مستقبل فى اوروبا يستخدمون ليبيا كنقطة مغادرة وهو الامر الذى نتج عنه ادانة غربية كبيرة. (شينخوا)