يعيش العراقيون فى معظم مدنهم وخاصة فى العاصمة بغداد منذ عدة أيام بلا كهرباء بالتزامن مع موجة برد شديدة تجتاح البلاد مما أدى إلى قلة فى وقود التدفئة وارتفاع أسعارها بشكل كبير.
وقال سليم ابو احمد من سكان غربى بغداد لمراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) "منذ اسبوع والتيار الكهربائى مقطوع عنا فى ظل هذا الجو الشديد البرودة، الذى لم نشهده منذ عشرات السنين، اين نذهب لا كهرباء ولا وقود للتدفئة، أين الحكومة اين ممثلو الشعب الذين انتخبناهم لكى يخففوا من معاناتنا، نحن نعيش فى ظروف قاسية جدا، نريد حلا ولو مؤقتا".
وأضاف أن انقطاع التيار الكهربائى أدى إلى ارتفاع أسعار وقود التدفئة بشكل كبير نتيجة موجة البرد التي تشهدها بغداد منذ عدة ايام، مشيرا الى ان سعر برميل وقود التدفئة وصل الى 170 الف دينار عراقى (150 دولارا) مما اضاف عبئا جديدا على العوائل العراقية وخاصة الفقيرة.
ومن جانبها، بررت وزارة الكهرباء العراقية أسباب القلة الكبيرة فى التيار الكهربائى إلى اسباب خارجة عن ارادتها، قائلة "إن معظم أسباب هذه القلة كانت خارجة عن إرادة وزارة الكهرباء".
وأشارت الوزارة فى بيان لها إلى أن الجانب التركي أوقف خط الطاقة الكهربائية المغذي لمحافظتى دهوك وأجزاء من أربيل لأسباب فنية، مضيفة أن بعض دول الجوار أوقفت تغذية "الكاز أويل" إلى محطات إنتاج الطاقة التابعة لوزارة الكهرباء في محافظة البصرة، لأسباب لم تعرف حتى الان.
وأضافت الوزارة "أن توقف ضخ النفط من حقل عجيل بكركوك تسبب فى توقف معظم محطات إنتاج الطاقة في المنطقة الشمالية، فضلا عن توقف ضخ الغاز في الشمال والجنوب المجهز لمحطات إنتاج الطاقة فى الأسبوع الماضى والحالى".
وألقت وزارة الكهرباء بالمسئولية على وزارة النفط قائلة "ان انخفاض ضغط الغاز وانقطاع الوقود بشكل عام المجهز لوحدات انتاج الطاقة في الجنوب والشمال لاسباب فنية تخص وزارة النفط خلال الاسبوع الماضى والحالى خلق اشكالات فنية لمحطات انتاج الطاقة وزاد من مساحة القطع فى عموم العراق".
وأكدت الوزارة أن تلك التأثيرات زادت فى نقص الطاقة المنتجة، إذ أن هناك 600 ميجاواط من الطاقة الكهربائية المتاحة والمتوقفة حاليا بسبب نقص الوقود، موضحة أنها تعمل من أجل التغلب على هذه المشاكل لتحسين وضع المنظومة الكهربائية ومن ثم تقليص ساعات القطع المبرمج.
وتعهد وزير الكهرباء كريم وحيد بحل ازمة التيار الكهربائي في غضون اسبوعين، واعادة الطاقة الكهربائية الى ما كانت عليه، مشيرا الى جملة من المشكلات تسببت بانهيار شبه تام في المنظومة.
وأضاف وحيد فى تصريحات صحفية أن برودة الجو فى هذه الأيام كان لها اثر في تجمد أنابيب الغاز المجهز لمحطات توليد الطاقة الكهربائية، فتوقفت اثر ذلك محطة الموصل الغازية ومحطة ملا عبد الله الغازية ومحطة دبس الغازية وكذلك محطة بيجى الغازية وتأثرت الأنابيب المجهزة للوقود لمحطة بيجى التى تعمل بالوقود الثقيل فانقطعت الكهرباء عن المنطقة الشمالية.
يشار إلى أن مدن الشمال العراقى ومرتفعاته الجبلية تشهد تساقطا للثلوج فى فصل الشتاء، إلا انها المرة الاولى التى يتساقط فيها الثلج ببغداد منذ ما يقارب من قرن الأمر الذى أثار دهشة سكانها واستغرابهم ودفعهم للخروج الى الشوارع رغم برودة الجو.
يذكر أن عديدا من العوائل العراقية لديها مولدات صغيرة لاغراض الانارة لكنها لا تكفي لتشغيل المدافئ وسخانات الماء، وادى هذا الانقطاع الطويل للتيار الكهربائى إلى غضب بين أبناء الشعب العراقى حيث دعا بعضهم لاقالة وزير الكهرباء لانه وزير تصريحات فقط وليس وزير كهرباء على حد قولهم. (شينخوا)