وبدأ الحديث امس الاثنين/21 يناير الحالي/ عن انسحابات أمريكية من مواقعها في محافظة الأنبار غربى العراق وتسليم الملف الأمنى فى بعض مدنها وتجرى الاستعدادات لتسليم كامل الملف الأمنى للمحافظة إلى القوات العراقية.
وقال الميجور جنرال والتر جاسكين قائد القوات الأمريكية فى الأنبار انه سيتم تسليم الملف الأمنى إلى القوات العراقية بالمحافظة بحلول شهر مارس المقبل، مبررا ذلك بانه يعود الى انخفاض معدلات العنف بالمحافظة بصورة ملموسة وتطور القوات العراقية بحيث بات بالإمكان تسليم الملف الأمنى إليها، مشيرا الى تشكيل لجنة أمنية على مستوى المحافظة برئاسة المحافظ لمواجهة أى أزمة قد تشهدها المحافظة بعد تسلمها للملف الأمنى.
من جانبه، قال عبد السلام العاني رئيس مجلس المحافظة ان الوضع الأمنى فى المحافظة يسمح بتسلم الملف الأمنى من القوات المتعددة الجنسيات، إذ صار بامكان قوات الجيش والشرطة السيطرة على الوضع الأمني بشكل كامل، مؤكدا أن الوضع الأمني في المحافظة مستتب بنسبة 95% .
وأضاف العانى أن ضعف التجهيزات الممنوحة للقوات العراقية في المحافظة كان العائق الوحيد الذي يهدد نجاح مشروع استلام الملف الأمني من القوات الأمريكية، مطالبا بضرورة التعاون والتنسيق بين المحافظة والحكومة العراقية لتحقيق هذا الهدف.
فى غضون ذلك، قال مصدر في محافظة الأنبار لمراسل وكالة أنباء (شينخوا) إن وزارة الدفاع العراقية سلمت قوات الأمن في محافظة الأنبار مدرعات عسكرية جديدة ذات مواصفات عالية فى احتفالية أقيمت بالمناسبة في قاعدة البغدادي غربي الأنبار حضرها وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدى.
وأضاف المصدر الذى فضل عدم الكشف عن اسمه أن العربات تتضمن ناقلات ذا مواصفات عالية متعددة الأغراض تحتوي على أجهزة مراقبة وأسلحة رشاشة ومدفع هاون ومنظومة اتصالات متطورة.
وقال موئل العبيدى أحد ضباط الشرطة بالمحافظة إن "شرطة الأنبار تترقب بزهو كبير قرب استلام الملف الأمني من القوات المتعددة الجنسيات بعد أن سجلت قوات الشرطة العراقية حضورا لافتا للنظر ويستحق اليوم إمدادها بكل أشكال الدعم والمساندة لأنها الفئة المضحية في سبيل وطنها وشعبها".
وكان وزير الداخلية العراقي جواد البولاني أكد فى لقاء جمعه بأعضاء مجلس محافظة الأنبار مؤخرا عن استعداد الوزارة لدعم الأجهزة الأمنية في المحافظة من حيث التسليح والتجهيز، معربا عن ارتياحه للوضع الأمني الذي تمر به المحافظة بعد أن تخلص أبنائها من عناصر القاعدة التي عاثت فسادا فيها على حد وصفه.
على صعيد متصل، فقد تسارعت خطى انسحاب القوات الأمريكية من مواقعها، بدأتها بتسليم المهام الأمنية في مدينة الرمادي إلى قيادة الفرقة السابعة للجيش العراقي، تبعها انسحاب آخر من مقراتها في وسط مدينة الفلوجة في منتصف شهر اغسطس الماضي ثم جرت انسحابات أخرى من قواعد، بروانة، وسد حديثة، والحقلانية، وأخيرا تسليم الملف الأمني لمنطقة البغدادي غرب مدينة الرمادى.
وبعد سنوات عاصفة وموجات من العنف والاقتتال، وامتحانات للصمود والبقاء تجد محافظة الأنبار هذا اليوم نفسها أمام امتحان جديد لإرادة أبنائها، يتجسد في المحافظة على صورة مدنهم إزاء أية مخاطر قد تعترضها بعد استلامها للملف الأمني لاسيما أن تنظيم القاعدة مازال يطلق تهديداته وينفذ هجماته في بقاع مختلفة من المحافظة، فما هي حدود نجاح المحافظة في امتحانها، سؤال يترك الجواب له للمستقبل. (شينخوا)