اجتمع الرئيس الامريكى جورج دبليو بوش مع رئيس الوزراء الاسرائيلى ايهود اولمرت فى البيت الابيض يوم الاربعاء/4 يونيو الحالي/ فى الوقت الذى يواجه فيه اولمرت ضغوطا من منافسيه السياسيين في إسرائيل للاستقالة بسبب اتهامات بالفساد.
وجاء اجتماع القمة بين الزعيمين بينما يعترف المسؤولون الامريكيون بعدم اليقين حول المستقبل السياسى لاولمرت, وقد أظهر الاجتماع عزم رئيس الوزراء الاسرائيلى رفض الدعوات الى استقالته بسبب اتهامه بحصوله على ظرف ممتلئ بالنقود من رجل اعمال يهودى امريكى.
-- نقاط تركيز مختلفة
وفقا للبيت الأبيض فإن اللقاء الأخير بين بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلى لم يكن مقررا قبل ايام من حدوثه, وبالإضافة إلى إظهار عزم اولمرت البقاء فى منصبه, فإنه يعد أيضا رسالة بان واشنطن لا تزال تتوقع بقاء اولمرت قبل أن تحقق محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية اى تقدم محتمل قبل أن يترك بوش البيت الابيض فى يناير 2008.
وبينما يواجه أولمرت, 62 عاما, دعوات في إسرائيل بالاستقالة بسبب فضائح سياسية, فقد وصف بوش رئيس الوزراء الاسرائيلى بانه "رجل صادق" واعرب عن ترحيبه بعودة اولمرت الى واشنطن.
إلا أن تأكيد بوش بشأن شخصية اولمرت لم يخف الخلاف الناشئ بين الطرفين. وردا على اسئلة حول الضغوط السياسية غير المسبوقة التي يتعرض لها اولمرت, قالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو يوم الثلاثاء ان الرئيس بوش يركز على "الصورة الكبيرة" وهي عملية السلام فى الشرق الاوسط لا على المستقبل المأزوم لاولمرت.
وقالت بيرينو حول الوضع الصعب الذى يواجهه اولمرت حاليا "اننا لا نركز على ذلك الموضوع وانا اعرف أن هناك كثير من الاهتمام وخصوصا فى الصحافة الاسرائيلي وبعض وسائل الاعلام العالمية حول السياسة الاسرائيلية".
وأضافت "لكن على الرئيس بوش أن يبقي تركيزه على الصورة الكبيرة وبالتالي فهو لا ينفق كثيرا من الوقت في القلق إزاء ذلك, إنه يركز على كيفية تحديد حدود دولة فلسطين قبل نهاية العام الجارى".
ونقلت وسائل الاعلام المحلية عن مسؤول إسرائيلي رفض ذكر اسمه قوله ان البيت الابيض كان "متأكدا" الاسبوع الماضى ان اولمرت لن يزور واشنطن بسبب الاتهامات السياسية التي يواجهها.
-- تراجع الهدف
اكد بوش مرارا ان حل دولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المزمن هو في افضل صالح العالم, واعرب عن ثقته فى التوصل إلى اتفاق سلام دائم قبل انتهاء ولايته الرئاسية.
وفى الوقت نفسه, تظهر شكوك واسعة النطاق إزاء تلك الفكرة المتفائلة إذ ان الاسرائيليين والفلسطينيين ما زالوا مختلفون تماما حول اربع قضايا جوهرية هي: الحدود النهائية لدولة فلسطين ومستقبل القدس والمستوطنات الاسرائيلية المتنازع عليها واللاجئين الفلسطينيين.
ويقول المحللون ان الشكوك إزاء زعامة اولمرت قد جعلت وعد ادارة بوش بالتوصل الى نوع من الاتفاق العام للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين أكثر صعوبة.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس يوم الثلاثاء إنه ما زالت هناك فرصة للتوصل الى اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين, لكن المحللين لاحظوا أنها توقفت عن ذكر أن الهدف الطموح يمكن تحقيقه قبل نهاية هذا العام, وهو الشعار الذى اتخذته ادارة بوش منذ مؤتمر انابوليس فى نوفمبر عام 2007 .