عبر الرئيس السوري بشار الأسد يوم الاربعاء/18 مارس الحالى/ عن ثقته بالرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما مبديا استعداده للقيام بالوساطة بين الولايات المتحدة وايران ومواصلة المفاوضات مع اسرائيل.
ووصف الاسد في مقابلة نشرتها صحيفة (لا ريبوبليكا) الايطالية بروما الرئيس اوباما بأنه "رجل كلمة" معتبرا الاعلان عن الانسحاب من العراق وعن ارادة السلام واغلاق معسكر غوانتانامو دليل على تمسكه بوعوده.
وقال ان "الولايات المتحدة اليوم هي عملاق عسكري غير انها بالغة الهشاشة على الصعيد السياسي" ، داعيا أوباما الى اعادة ترميم مصداقية الولايات المتحدة "التي تتوافق مصالحها بنسبة 80 بالمائة على الأقل مع المصالح السورية".
وقال ان "الانسحاب من العراق يحل العقدة المركزية في خلافنا مع واشنطن وهي احتلال العراق وهو ما يتيح لنا التعاون والعمل معا لاستقرار العراق والشروع في عملية سياسية تهدف الى المصالحة الوطنية وافشال مخطط تقسيم البلاد والا سينتج عن الأمر تداعيات متلاحقة في كل المنطقة من المحيط الأطلسي الى المحيط الهادي".
وحول ايران ابدى الاسد استعداد سوريا لتسهيل الحوار مع ايران لأنها "بلد مهم" مع الحاجة لوجود مقترح عملي ملموس يعرض على طهران،مؤكدا ان "من شأن الحوار وحده حل الخلافات ".
ودعا الرئيس السوري الى تبني الواقعية والتحاور مع حزب الله وحماس مشددا على أهمية التهدئة مع اسرائيل وانهاء الحصار على قطاع غزة الذي قال انه منطلق كل المشكلات بما فيها الحرب.
ولفت الاسد الى أن لحزب الله وحماس وزنا في الاقليم بصرف النظر عن توصيفات الغرب ،مشيرا الى انفتاح الحكومة البريطانية على حزب الله وزيارة الوفود لحماس دون مواربة.
وفيما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل اوضح الرئيس الأسد انه يرى من حيث المبدأ امكان استئناف هذه المفاوضات عبر الوساطة التركية غير انه اعرب عن قلقه بابتعاد هدف تحقيق السلام عن الأفق بعد التحول في الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة.
واعتبر فوز اليمين الاسرائيلي بمثابة "العقبة الأكبر" أمام السلام بين سوريا والدولة العبرية بعدما كانتا "على بعد خطوة" من بلوغه قبيل الحرب على غزة، مؤكدا ان ما يقلقه ليست أفكار زعيم الليكود بنيامين نتنياهو بقدر انعطاف المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين.واكد في هذا السياق ان "الدور الضامن للولايات المتحدة يعتبر جوهريا لكونها قوة عظمى وان بوسع واشنطن وحدها الضغط على اسرائيل".(شينخوا)