تقرير اخباري : بعد ست سنوات على الحرب.. جنرال عراقي سابق :الجيش العراقي يستعيد عافيته
اكد جنرال عراقي سابق ان الجيش العراقي الحالي وبعد ست سنوات على الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق، يستعيد عافيته ويمكنه ملء الفراغ بعد انسحاب القوات الامريكية في حال نجحت المصالحة الوطنية وتمت اعادة ضباط الجيش السابق.
وقال الفريق الركن عبد الرزاق سلطان الجبوري احد قادة الجيش العراقي السابق لوكالة انباء (شينخوا) ان الخطة التي وضعها الرئيس الامريكي باراك اوباما ستأتي بنجاح إذا ما تحققت المصالحة الوطنية في العراق، وان انسحاب القوات الامريكية لن يخلف فراغا امنيا لان الجيش العراقي بدأ يستعيد عافيته بعد أزمة طويلة مرت به بعد الغزو الأمريكي وقرار بريمر بحل المؤسسة العسكرية".
وحذر الجبوري من مغبة افشال محاولة المالكي باعادة ضباط الجيش العراقي السابق قائلا "إذا فشلت محاولة رئيس الوزراء نوري المالكي بإقناع الأحزاب الشيعية والكردية المتطرفة سياسيا للمصالحة الوطنية وإعادة ضباط الجيش العراقي السابق فسينعكس ذلك سلبا على العراق وستكون العواقب وخيمة لان اختيار العناصر من الضباط والمراتب التي بني عليها الجيش العراقي الحالي تمت وفق أسس طائفيه وحزبية".
الجبوري الذي يرأس حركة ضباط الجيش لإنقاذ العراق حذر ايضا من وقوع حرب أهلية في حال فشلت المصالحة الوطنية لان الوضع لا يزال خطير ومتدهور للغاية، على حد تعبيره.
ودعا الجبوري الحكومة العراقية إلى إعادة ضباط الجيش العراقي السابق وبناء القوات المسلحة بشكل جيد يليق بسمعتها، مؤكدا أن بقاء عدد من قواعد القوات الامريكية في العراق لا يؤثر شريطة أن تكون السيادة بيد العراق، مبرر ذلك بوجود قواعد امريكية في المانيا واليابان منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ولحد الان.
واوضح الجبوري ان الولايات المتحدة غزت الشرق الأوسط بمصطلح أسمته الإرهاب لتبرير تواجدها في المنطقة والتي اعتمدت على قاعدتها بالهجمات الاستباقية التي تعتقد ان تلك الدول تهدد أمنها القومي وبالتالي قامت بغزو العراق بعد ان غزت أفغانستان، مضيفا ان "المخطط الأمريكي لا يمكن ان يتعامل مع العراق وأفغانستان بمعزل عن المنطقة بل يتعامل مع كل المنطقة بخطة واحدة وبنظرة جغرافية الإقليم الاستراتيجي والتي تمتد من بنغلادش شرقا وحتى المحيط الأطلسي غربا".
ويرى الجبوري ان السبيل الوحيد لبناء قوات عسكرية ذات قدرات قتالية عالية يمكن الاعتماد عليها بعد مغادرة القوات الأمريكية من خلال عزل المؤسسات العسكرية عن اللعبة السياسية بعد إعادة ضباط الجيش العراقي السابق وبناء أجهزة مخابراتيه بالاعتماد على خبرات الضباط السابقين، مشيرا الى ان الحكومة العراقية عرضت عليه عدة مناصب في الجيش لكن القوات الامريكية رفضت عودته لأنها تخشى الصدام مع الأحزاب المتطرفة التي ترفض البرنامج الذي طرحته الحركة منذ أكثر من 10 سنوات عندما كان في صفوف المعارضة قبل الغزو الأمريكي للعراق، واستدرك قائلا "إذا نجحت المصالحة سوف أعود إلى صفوف الجيش العراقي والذي اعتقد انه سيكون أقوى من الجيش في زمن النظام السابق".
الى ذلك قال المنسق العام لقائمة الحدباء اثيل النجيفي المرشح لمنصب محافظ نينوى "أن الذكرى السادسة الاليمة التي يمر بها العراق تستوجب الوقوف عندها حيث يجب على القوات الامريكية الرحيل من العراق لان وجود هذه القوات يشكل مصدر قلق للشارع الموصلي ويشكل عاملا أساسيا في اضطراب الأوضاع ، لذلك يجب رحيلها في نهاية يونيو المقبل وفق ما نصت عليه الاتفاقية الامنية التي ابرمها العراق مع الجانب الأمريكي.
على صعيد متصل قال الشيخ علي الطائي احد شيوخ عشائر طي العربية "أن الغزو الأمريكي للعراق القى البلاد في مستنقع الموت وزجها في صراعات عرقية وطائفية كادت أن تمزق النسيج الاجتماعي العراقي لكن غفوة العراقيين لم تدم طويلة واستيقظ العراقيون من سبات كاد أن يهلكهم بسبب الفتن والمشاكل التي خلفها وخلقها الغزو الأمريكي، كل هذه الأمور حالت دون تصدع النسيج العراقي ومكوناته وعشائره الاصيلة المعروفة بتاريخها المشرق"، مؤكدا ان المشاكل التي سببها الغزو الأمريكي هي صراعات سياسية بين الكتل المتناحرة عل سدة الحكم.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل التغير في سياسة الرئيس اوباما هو مجرد تغيير تكتيكي لتكملة السياسة التي رسمتها الاستراتيجية الامريكية في حربها على الإرهاب التي دخلت عامها الثامن بعد أحداث سبتمبر عام 1999 .
يذكر أن الاتفاقية الأمنية التي وقعتها إدارة بوش والحكومة العراقية في ديسمبر الماضي تنص على انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية بحلول 30 يونيو المقبل، لكن ما أعلنه الجنرال ريموند اوديرينو القائد العام للقوات الامريكية في العراق قبل أيام بان القوات الامريكية قد تبقي في بعض المدن العراقية بعد المدة المقررة في الاتفاقية لاسيما مدينة الموصل إذا طلب المسئولين العراقيين ذلك، اثار قلق ومخاوف اهالي المدينة الذين يتأملون خيرا بحكومتهم المحلية الجديدة التي انتخوبها نهاية شهر يناير الماضي. (شينخوا)