تعليق: الولايات المتحدة أمامها ثلاث مهمات رئيسية لتثبيت نتائج مكافحة الإرهاب بعد مقتل بن لادن
2011:05:04.17:15
صحيفة الشعب اليومية – الطبعة الخارجية ـ الصادرة يوم4 مايو عام 2011- الصفحة رقم: 01
إن نجاح القوات الأمريكية في غارة جوية من قتل قائد ومؤسس تنظيم القاعدة الملياردير أسامة بن لادن حدثا هاما وتقدم ايجابي في الكفاح الدولي ضد الإرهاب، و "انتصار كبير" ضد "الإرهاب" الدولي. ومع ذلك، يبتغي أن ندرك تماما أن مكافحة الإرهاب الدولي لم تنتهي بعد، ومقتل بن لادن لا يعني نهاية الإرهاب، بل يجب التركيز على معالجة أعراض وجذور الإرهاب وبذل الجهود الكافية للقضاء على الأرض الخصبة للإرهاب.
أسامة بن لادن هو مؤسس والزعيم الروحي لـ " تنظيم القاعدة"، وهو رمز للإرهاب الدولي. وبالرغم من أن مقتل بن لادن سيثير فوضى مؤقتة في تنظيم " القاعدة"،إلا أن عدم استئصال الأسباب الجذرية للإرهاب والقضاء على ارض خصبة لنموها، والابتعاد عن طريقة رد العنف بالعنف التي تتبعهها الولايات المتحدة يتواجه هذه الأخيرة صعوبات كثيرة في الحفاظ على النجاح في مكافحة الإرهاب. ففي السنوات الأخيرة، أصبح أسامة بن لادن مجرد زعيم روحي لتنظيم " القاعدة"، وقليلا ما ينفذ الهجمات الإرهابية مباشرة، لذا فإن مقتله لا يزيد الولايات المتحدة إلا دوران أكثر وأكثر حول دائرة مكافحة الإرهاب.
إن ارض تنظيم " القاعدة " لا تزال خصبة، ومقتل بن لادن قد ينمي التنظيم في ثلاثة اتجاهات رئيسية. بادئ ذي بدء، فإن المناطق القبلية الأفغانية والباكستانية لا يزال أهم أماكن تطوير تنظيم " القاعدة" ومخبأ عناصره،ومما لا شك فيه، فإن فقر وتخلف هذه المنطقة ستوفر مساحة واسعة للعديد من الجماعات المتطرفة من تنظيم " القاعدة"،كما أن ملئ الفراغ القيادي في تنظيم " القاعدة"، وظهور قيادة جديدة أخرى المحتملة في شخصية الظواهري الرجل الثاني في تنظيم " القاعدة"سيحمل التنظيم راية المواجهة العنيفة والشديدة اتجاه الولايات المتحدة والغرب.
ثانيا،فإن الاضطرابات والفقر والتركيبة القبلية في اليمن والصومال وشمال أفريقيا، سوف يصبح مصدرا جديدا لتطور السريع لتنظيم " القاعدة" على المدى الطويل. حيث أن التنمية الاقتصادية لا تزال متخلفة، بالإضافة إلى الاضطرابات الاجتماعية، الفقر المتقع، الاتجاه الإيديولوجي الشعبي، كما أن تركيز الولايات المتحدة على مصالحها الخاصة فقط هو أيضا احد أسباب الفوضى حيث أدى إلى مناهضة للولايات المتحدة والغرب، وأصبح الوضع بالنسبة لتنظيمات الأخرى خارج تنظيم " القاعدة "خارج السيطرة.وإن استغلال تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية صعوبة التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن أصبحت جبهة جديدة من الإرهاب وتشكل تهديدا بارزا للولايات المتحدة . كما أن تواطأ حزب الشباب الصومالي مع القراصنة في الصومال فتح مصدرا جديد للإرهاب. ومن جهة أخرى، فإن وجود يد لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامى في اضطرابات دول شمال أفريقيا يدل على مخطط إنشاء شبكة إرهابية جديدة ضد أمريكا وأوربا.
[1] [2]
/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/