رام الله 7 نوفمبر 2012 / أعرب الفلسطينيون اليوم (الأربعاء) عن املهم فى أن يغير الرئيس الأمريكي باراك أوباما سياسة واشنطن تجاه قضيتهم بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة لولاية ثانية.
وحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أوباما على مواصلة جهوده لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وفاز أوباما بفترة ولاية جديدة بعد انتصاره على خصمه الجمهوري ميت رومني في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت أمس الثلاثاء.
وأعلنت وسائل إعلام أمريكية أن أوباما تجاوز حد 270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، وهو المعدل المطلوب للفوز بانتخابات الرئاسة، متفوقا على منافسه رومنى.
من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الفلسطينيين يأملون أن تشهد ولاية أوباما الثانية تنفيذ خيار حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الحدود المحتلة عام 1967.
وأضاف عريقات "نأمل أن تحكم الولايات المتحدة في عهد أوباما الأمور وفق لمنظومة مصالحها وأن تدرك أن لا ديمقراطية ولا أمن ولا سلام في المنطقة دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ومنح الفلسطينيين حقوقهم".
وتابع قائلا "المطلوب من الرئيس الأمريكي وقف أنشطة الاستيطان وممارسات إسرائيل ضد عملية السلام وليس معارضة التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة لأن في هذا التوجه تثبيت لحل الدولتين وإنقاذ لعملية السلام ".
ولام الفلسطينيون على أوباما في فترة رئاسته الأولى عدم الضغط على إسرائيل لوقف أنشطتها الاستيطانية رغم مطالبته بذلك في بداية توليه الحكم.
وتوقفت آخر محادثات للسلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل مطلع أكتوبر من العام 2010 بعد أربعة أسابيع من إطلاقها برعاية أمريكية بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني.
وأعلنت إدارة أوباما معارضتها للمسعى الفلسطيني نيل مكانة صفة دولة غير عضو من الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تعتزم القيادة الفلسطينية تقديم طلب بشأنه إلى الجمعية العامة الشهر الجاري، وطالبت بالعودة إلى المفاوضات المباشرة بين الجانبين من دون شروط مسبقة.
وسبق أن عارضت إدارة أوباما وإسرائيل بشدة توجه الفلسطينيين بطلب عضوية كاملة إلى مجلس الأمن الدولي في سبتمبر من العام الماضي وهو الطلب الذي لم يحظ بأغلبية التسعة أصوات الكافية لطرحه على التصويت.
وعلى الرغم من النظرة المتشائمة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لسياسات إدارة أوباما خلال فترته الرئاسية الماضية، إلا أن عضو المكتب السياسي للجبهة جميل مزهر قال ل((شينخوا))، إنها تدعو الرئيس الأمريكي إلى إعادة النظر في سياساته اتجاه المنطقة ولاسيما القضية الفلسطينية وما تعانيه في ظل الهجمة الإسرائيلية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني.
لكن أعرب مزهر، عن خشيته "باستمرار" إدارة أوباما في دعما المطلق للسياسية الإسرائيلية وما تقوم به من استيطان وتهويد للأرض الفلسطينية.
واتهم مزهر إدارة أوباما خلال ولايته السابقة بأنها "لم تقف مع حقوق الشعب الفلسطيني وكذلك كانت تستخدم حق النقض (فيتو) في المحافل الدولية في إطار سياساتها الداعمة للجانب الإسرائيلي ورفض حقوق الشعب الفلسطيني".
بدورها دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أوباما، إلى تأييد الطلب الفلسطيني في الأمم المتحدة دون ضغوط على منظمة التحرير الفلسطينية، والعمل بخطابه الذي ألقاه في القاهرة 4 يونيو 2009 أبان فوزه بولايته الأولى، وخطابه في الأمم المتحدة 2011 ـ 2012 بحق شعب فلسطين بتقرير المصير والدولة المستقلة.
كما دعت الجبهة إدارة أوباما، إلى احترام قرار الأمم المتحدة رقم (194) الذي ينص على أنه "ينبغي السماح للاجئين الفلسطينيين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم أن تفعل ذلك في أقرب وقت ممكن ، وينبغي أن تدفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة وعن كل مفقود أو مصاب بضرر".
ودعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف يونيو عام 2007 إثر جولات من القتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية كذلك أوباما، إلى إعادة "مراجعة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه القضايا الفلسطينية - العربية وإنهاء الانحياز لصالح الكيان الصهيوني".
وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان له، إن أي تغير في المزاج الفلسطيني والعربي تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، مرتبط أساسا بمدى إعادة التوازن إلى السياسة الخارجية الأمريكية تجاه قضايا المنطقة.
وفي السياق، حثت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة على لسان المتحدث باسمها طاهر النونو إدارة أوباما، على "تبني سياسة أخلاقية توقف ازدواجية المعايير في قضايا المنطقة وإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني".
وقال النونو في بيان له "لقد استمعنا إلى خطاب معتدل من أوباما في أعقاب فوزه بالولاية الأولى، ولكن سياسته لم تنسجم مع هذا الخطاب الذي تحدث فيه في مصر وتركيا، معتبرا أن أمامه الآن فرصة لتطبيق ما وعد به شعوب المنطقة بعيدا عن ضغوط اللوبي الصهيوني والمال المسيس".
كما اعتبرت وزارة الشئون الخارجية في الحكومة المقالة في بيان لها، أن القضية الفلسطينية هي معيار السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وأنه بدون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة فلن يكتب النجاح لأي مساعٍ سياسية أو دبلوماسية، معربة عن أملها برؤية صفحة جديدة وسياسات مختلفة من قبل الإدارة الأمريكية.
من جانبها، اعتبرت حركة (الجهاد) الإسلامي في فلسطين، أن إعادة انتخاب أوباما لولاية ثانية "لن يغير شيئا بالنسبة للفلسطينيين على اعتبار أن الإدارات الأمريكية بما فيها إدارة أوباما تمثل سياسات أمريكية عامة".
وقال القيادي في الحركة خالد البطش في تصريحات لإحدى الإذاعات المحلية في غزة، إن العالم العربي كان توقع من أوباما وخاصة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 على غزة وما تلاها أن يأتي بجديد إلا أنه كان "أكثر دموية" من سلفه جورج بوش الإبن في كثير من القضايا.
لكن البطش شدد على أن ما يهم الفلسطينيين، هو تغيير الإدارة الأمريكية وجه نظرنها تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأن تقف موقف الحياد وليس الانحياز تجاه إسرائيل.
ودعا البطش العرب والمسلمين، إلى التحول لكتلة سياسية دولية حقيقية تستطيع أن تقول لا لأمريكا وأن تقول نعم لمصالح الشعوب وفلسطين، لكنه اعتبر أنه على الرغم من وجود (الربيع العربي) إلا إنه حتى اللحظة فالعديد من الدول العربية لم تغادر الموقع الأمريكي.
وفي مقابل الآمال الفلسطينية تجاه فوز أوباما بولاية جديدة، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ثقته، بأن الحلف الاستراتيجي الذي يربط بين إسرائيل والولايات المتحدة الآن أقوى من أي وقت مضى.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله، إنه سيواصل العمل بالتعاون مع الرئيس اوباما لضمان المصالح الحيوية الضرورية لدولة إسرائيل.
إقرأ أيضا
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn