بكين   مشمس 6/-3 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

مقالة : أبو صالح صورة حية تجسد شخصية الرئيس الراحل ياسر عرفات

2012:11:11.10:05    حجم الخط:    اطبع

رام الله 10 نوفمبر 2012 /على الرغم من مرور 8 سنوات على وفاته إلا أن شوارع وأزقة المدن والمخيمات الفلسطينية لا تخلو من صوره أو حتى عبارة قالها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خطت على الجدران.

ومن بين تلك الصور يجسد سالم السميرات (أبو صالح) صورة حية لعرفات نتيجة الشبه الشديد بينهما خاصة عندما يرتدي البزة العسكرية وغطاء الرأس (الكوفية) ذات اللونين الأبيض والأسود التي طالما اشتهر بها عرفات وأصبحت من رموز القضية الفلسطينية.

وانتقل أبو صالح (59 عاما) حديثا من بلدته يطا في جنوب الخليل إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية وهو يعمل بائعا للخضار ولشدة الشبه بينه وبين الزعيم الراحل أصبح الناس ينادونه بأبي عمار وهي كنية عرفات التي اشتهر بها قبل وبعد انطلاق حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عام 1965 التي ظل يرأس لجنتها المركزية، وترؤسه اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969.

في العام 2004 حزن أبو صالح وغيره من الفلسطينيين كثيرا عندما توفي عرفات في مستشفى بيرسي العسكري بباريس في ظروف غامضة، ولشدة حزنه قرر أن يرتدي كوفية أبو عمار تيمنا به من دون أن يشعر بمدى الشبه بينهما لكن أبناءه عندما رأوه أخذوا يصفقون وهم يرددون "أبا عمار.... أبا عمار".

ويقول أبو صالح، في مقابلة مع تلفزيون وكالة أنباء ((شينخوا))، "بعدها قررت عدم حلق اللحية لمدة أسبوع مثل عرفات وارتديت الكوفية على طريقته وحينها أدركت مدى الشبه بيني وبينه رغم اختلاف بعض الملامح".

ويعيش أبو صالح بمنزل بسيط في مخيم قدورة برام الله وحده بعد أن ترك أفراد عائلته في بلدته يطا وهو يعمل في سوق الخضار (الحسبة) ليضفي عليه جوا خاصا حيث يناديه الجميع بأبي عمار أو القائد.

وعلى الرغم من أن منزل أبو صالح المتواضع في المخيم يفتقر إلى الكهرباء والماء إلا أنه يضع صورة كبيرة للرئيس الراحل في صدر صالته وأخرى تعتلي مكان نومه.

ويعلق أبو صالح بنبرة عرفات ساخرا من مسكنه "المنزل يذكرني بحياة الكهوف والمعاناة التي كان يعيشها الزعيم الراحل أبان الثورة الفلسطينية وخاصة في لبنان"، مضيفا "يا جبل ما يهزك ريح" وهي العبارة التي طالما رددها عرفات عندما كان يريد إظهار تحديه لشيء ما.

وعادة ما يرتدي أبو صالح بزته العسكرية التي أهدته إياها قيادة قوات الأمن الوطني في أريحا بالضفة الغربية وزينها بالأعلام الفلسطينية وصورة لعرفات يضعها على صدره لكنه يقول،" أبو عمار شخصية لا مكن أن تتكرر فقد كان قائدا وأبا لكل الشعب الفلسطيني".

وعلى الرغم من أنه لا يمتلك مرآة في منزله إلا أن أبا صالح اعتاد أن يرتب كوفيته على ضوء الشموع في منزله من دون أن يرى نفسه فقد حفظ طريقتها عن ظهر قلب كما يقول.

ولا يقتصر استغلال الشبه بين الرجلين على محبي أبي عمار في سوق الخضار وشوارع رام الله ويطا فحسب بل أن أبا صالح شارك في حوالي 94 مهرجانا وطنيا على مستوى الضفة الغربية وألقى خلالها الخطابات على طريقة عرفات.

ويقول أبو صالح "دربت نفسي على تقليد عرفات بنبرة صوته وطريقته في الإلقاء وحركات الجسد والوجه واليدين وشارة النصر التي كان يمتاز بها الزعيم الراحل حتى إذا انتهيت في خطابي يصفق الحضور بشكل كبير وهم يصرخون أبا عمار .. أبا عمار".

ويضيف "ركبت السيارة المرسيدس التي كان يستقلها عرفات عندما دعيت إلى مهرجان وطني في مدينة نابلس قبل عامين، وصرخت الجماهير وقتها، بالروح بالدم نفديك يا ابو عمار، ورفعوني فوق المنصة وكأنهم يرون الزعيم الراحل".

وشارك أبو صالح في مناسبات وطنية في فلسطين وأخرى في لبنان حيث لقي ترحيبا كبيرا في مطار بيروت وكأنه زعيما كما يقول.

ويشير إلى أن معظم المهرجانات التي دعي إليها كانت مجانية باستثناء المواصلات التي كانت تدفعها الجامعات عندما تدعوه إليها بالإضافة لمصروف جيبه فقط.

ويقول أبو صالح "لا أريد مصلحة شخصية من خلال تجسيد شخصية عرفات في المهرجانات فحبي الشديد له ولشخصيته دفعني لهذا العمل من دون مقابل".

وفي السياق ذاته، يقول شادي (19 عاما) من مخيم قدورة الذي يقطنه أبو صالح في رام الله ل((شينخوا))، "لم نصدق عندما ارتدى البزة العسكرية والكوفية وخرج لأول مرة إلى الشارع فقد تجمع سكان المخيم حوله واختلطت لدينا المشاعر حزنا على عرفات ودهشة كأنه بعث من جديد".

ويضيف شادي وهو يحدق بعينه بأبي صالح، إنه يعيد لأذهاننا شخصية الرئيس ياسر عرفات بعد ثماني سنوات من وفاته ليبقى حيا بيننا رغم أن غالبية منازل المخيم لا تكاد أن تخلو من صوره.

وعلى النقيض من الترحاب والإعجاب الذي يحظى به أبو صالح في مدن الضفة الغربية فقد تعرض إلى مواقف مزعجة من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء مروره عبر الحواجز نتيجة لشبهه الكبير بعرفات، بحسب ما يقول.

ويروي أبو صالح إحدى الحوادث التي تعرض لها قائلا، "كنت أستقل سيارة أجرة من يطا إلى رام الله فأوقفنا جنود إسرائيليون وطلبوا من السائق البقاء على جانب الطريق وأخذوا يحدقون بي وهم يتكلمون بأجهزتهم النقالة باللغة العبرية".

ويضيف أبو صالح "طلب مني ضابط إسرائيلي النزول من السيارة وانقسم جنود الحاجز فبعضهم طلب أن يتصور معي، والبعض الآخر بقي مشهرا سلاحه في وجهي وهو يحدق بي".

ويتابع "في مرات أخرى عديدة تعرضت للاحتجاز لأكثر من أربع ساعات على الحواجز الإسرائيلية بسبب الشبه بيني وبين ياسر عرفات".

وعاد ملف عرفات الذي ولد في أغسطس عام 1929 وتوفي نوفمبر عام 2004 إلى الواجهة بعد تحقيق تلفزيوني أجرته قناة ((الجزيرة)) القطرية مطلع يوليو الماضي وأثبت بناء على تحليلات أجراها معهد سويسري متخصص العثور على مستويات عالية من مادة (البولونيوم) المشع والسام في مقتنيات شخصية للرئيس الفلسطيني الراحل.

وسعت السلطة الفلسطينية إلى البناء على هذه المعطيات من خلال الطلب من معهد (رادي يشينفيزيكس) إيفاد وفد لأخذ عينات من رفات عرفات إلى جانب وفد فرنسي أقرته النيابة العامة في باريس بناء على طلب سهى عرفات أرملة الرئيس الراحل.

ويقول أبو صالح "أصفق لهذه الخطوة إذا كانت ستؤدي إلى استرجاع حق الرئيس عرفات بمعرفة الجهة التي تقف وراء اغتياله وأنا مع فحص رفاته واستكمال التحقيق لكشف الجناة".

/مصدر: شينخوا/

تعليقات