تقرير إخباري:إسرائيل تبدأ عملية عسكرية ضد غزة باغتيال قائد كتائب القسام والأخيرة تتوعد بالرد

غزة 14 نوفمبر 2012 /اغتالت إسرائيل اليوم (الأربعاء) قائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أحمد الجعبري معلنة عن إطلاقها عملية عسكرية ضد قطاع غزة الذي شهد سلسلة غارات جوية مكثفة.

وأبلغت مصادر طبية وكالة أنباء ((شينخوا))، بمقتل 8 فلسطينيين بينهم الجعبري وإصابة 64 آخرين في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة الذي ردت فصائل مسلحة فيه بإطلاق عشرات القذائف الصاروخية ومن بينها صواريخ (كاتيوشا) لأول مرة على جنوب إسرائيل.

وقضى الجعبري (52 عاما) ، والذي كان يشغل كذلك عضوية المكتب السياسي لحركة حماس، جراء غارة إسرائيلية استهدفته ومرافقه محمد الهمص بينما كانا يستقلان سيارة وسط مدينة غزة.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيحاي أدرعي، استهداف سلاح الجو الإسرائيلي الجعبري داخل سيارة في غزة، معتبرا ذلك "ضربة للتنظيمات الإرهابية في القطاع".

وفي وقت لاحق ، شن الطيران الحربي الإسرائيلي أكثر من 40 غارة جوية على مناطق متفرقة في قطاع غزة استهدفت مواقع أمنية ومراكز تدريب وأراضي زراعية خالية إلى جانب منزلين سكنيين بحسب مصادر فلسطينية.

وأضافت المصادر ، أن زوارق بحرية إسرائيلية قصفت بعدد من القذائف قبالة سواحل مدينة غزة.

وذكرت مصادر طبية، أن القتلى هم: محمود ابوصاوون (65 عاما) ، ومحمد هاني ابراهيم كسيح (18 عاما)، وعصام أبو المعزه، (19 عاما)، وهبة المشهراوي (19 عاما) والطفلان رنان يوسف عرفات (3 أعوام)، وعمر جهاد المشهراوي (11 شهرا).

من جهته ، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يوآف مردخاي للإذاعة الإسرائيلية العامة، إن الجيش ألحق ضربة شديدة جدا بمخزون الصواريخ بعيدة المدى الموجودة بحوزة الفصائل المسلحة في غزة.

واتهم مردخاي المقاتلين في غزة بتعمد نصب بعض الصواريخ ومنصات الإطلاق قرب مساجد ومؤسسات تعليمية، مؤكدا أن الجيش يبذل كل جهد مستطاع لمنع وقوع إصابات في صفوف المدنيين في قطاع غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي شروعه في عملية تشتمل على شن سلسلة من الغارات الجوية المتواصلة على "أوكار الإرهاب" الفلسطيني في قطاع غزة أطلق عليها اسم (عامود الغيمة).

وذكر الجيش في بيان له، أن سلاح الجو استهدف مستودعات وورش تصنيع الصواريخ طويلة المدى الموجودة بحوزة حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وأكد الجيش، استعداده للقيام بعملية برية عند الحاجة، مشيرا إلى أنه مصمم على التصدي لإطلاق القذائف الصاروخية الفلسطينية على الأراضي الإسرائيلية المنطلقة من قطاع غزة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الجيش الإسرائيلي مستعد لتوسيع رقعة عمليته العسكرية في قطاع غزة إذا اقتضت الضرورة ذلك.

وأضاف نتنياهو ، في تصريحات نقلتها الإذاعة العامة، أن حماس والفصائل في غزة "اختارت تصعيد اعتداءاتها على إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية وهذا الوضع لا يمكننا أن نقبل به ولا توجد أي دولة في العالم تقبل بمثل هذا الوضع ".

وأعلنت كتائب القسام على موقعها الإلكتروني، أن مقاتليها "قصفوا مدينة بئر السبع المحتلة بعشرات الصواريخ من بينها صواريخ كاتيوشا" إلى جانب استهداف مواقع إسرائيلية عسكرية محاذية لقطاع غزة بعشرات قذائف الهاون.

كما أعلنت سرايا القدس ، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة وجماعات مسلحة صغيرة مسؤوليتهما عن إطلاق عشرات القذائف على جنوب إسرائيل.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن منظومة (القبة الحديدية) الدفاعية اعترضت 15 صاروخا من طراز (جراد) روسي الصنع باتجاه مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل.

وذكرت الإذاعة، أن انفجار القذائف لم يسفر عن وقوع إصابات إلا أن أحد الصواريخ أصاب مركزا تجاريا مما أدى إلى إلحاق أضرارا مادية، فيما أطلقت صواريخ باتجاه أماكن أخرى في النقب الغربي.

وجاء هذا التصعيد بعد 24 ساعة من انحسار جولة من التوتر في قطاع غزة بدأت السبت الماضي وخلفت 7 فلسطينيين قتلى و50 جريحا في مقابل إصابة 8 إسرائيليين بينهم 4 جنود بجروح.

وطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، عقد جلسة طارئة لبحت التوتر الحاصل بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في غزة.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن عباس المتواجد حاليا في سويسرا طلب من العربي عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين "لبحث التصعيد الإسرائيلي الخطير والعدوان الوحشي على أبناء شعبنا في قطاع غزة".

كما أجرى عباس اتصالا هاتفيا مع الرئيس المصري محمد مرسي ودعاه إلى بذل كل الجهود لوقف "العدوان" بحسب ما أوردت (وفا)

وقال سفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية بركات الفرا ، لمراسل (شينخوا) بالقاهرة ، انه تقرر عقد اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب السبت المقبل بمقر الجامعة لبحث العدوان الاسرائيلي على غزة.

وقرر الرئيس محمد مرسي اليوم "سحب" سفير بلاده لدى اسرائيل على خلفية "العدوان الغاشم" على قطاع غزة ، بحسب بيان للرئاسة المصرية.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لـ(شينخوا)، إن السلطة الفلسطينية شرعت بتحركات واتصالات دبلوماسية مكثفة خاصة مع الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بغرض وقف التوتر الحاصل في قطاع غزة وضمان عدم وصوله لمستويات أكثر خطورة.

ودعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان لها الدول العربية، إلى "اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لوقف العدوان الإسرائيلي وردعه، بما في ذلك العلاقات مع دولة الاحتلال".

كما دعا رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في بيان له المجتمع الدولي، إلى تحمل مسؤولياته الكاملة والتحرك الفوري لوقف التصعيد في غزة، وإلزام إسرائيل بوقف "عدوانها" على القطاع، وتوفير الحماية لسكانه.

من جهته ، دعا رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة إسماعيل هنية في بيان صحفي مقتضب، إلى عقد قمة عربية عاجلة لـ"التصدي للعدوان الإسرائيلي الوحشي".

وحث هنية الدول العربية وتحديدا مصر على "أن تعبر عن روح الشعب المصري والثورة والرئاسة المصرية الجديدة، لكبح هذه الهجمة البربرية، ونصرة غزة وأهلها".

ومثل اغتيال الجعبري الاستهداف الإسرائيلي لأبرز لقيادي فلسطيني منذ عملية (الرصاص المصبوب) التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة نهاية العام 2008 وبداية العام 2009 وأسفرت عن مقتل 1400 فلسطيني وعشرة إسرائيليين.

واعتبرت حركة حماس اغتيال الجعبري "بمثابة إعلان حرب".

وقالت الحركة على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم في بيان تلقت (شينخوا) نسخة منه، إن "الاحتلال ارتكب جريمة خطيرة وتجاوز كل الخطوط الحمراء والذي يعتبر بمثابة إعلان حرب بكل معانيها".

وتوعدت حماس بـ"دفع الاحتلال الثمن غاليا".

من جهتها ، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن استهداف الجعبري "إعلان حرب على شعبنا"، مؤكدة أنها " ستتعامل مع هذا الإعلان الصهيوني بنفس المستوى".

ودعت الحركة في بيان لها، كافة أذرع الفصائل وجماهير الشعب الفلسطيني إلى "إعلان الاستنفار العام لمواجهة سياسات الاحتلال العدوانية".

كما نددت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بالتصعيد الإسرائيلي في غزة، وطالبت بتدخل دولي فوري لوقفه واستعادة التهدئة.

/مصدر: شينخوا/