بكين   مشمس جزئياً~ غائم 9/2 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تحليل اخباري: هجوم إسرائيل يدفع بتقارب بين فتح وحماس بانتظار نتائجه على موازين القوى الفلسطينية

2012:11:21.08:54    حجم الخط:    اطبع

غزة 20 نوفمبر 2012 / دفع الهجوم العسكري الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة منذ سبعة أيام باتجاه تقارب جديد بين الفلسطينيين المنقسمين بين كيانين شبه منعزلين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وخطت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خطوات تقارب تجاه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، غير أن ما جرى ليس بالضرورة أن يحمل مؤشرات قوية تجاه مستقبل أفضل، بنظر مراقبين فلسطينيين.

وقتل 127 فلسطينيا، وجرح نحو الف آخرين، بحسب وزارة الصحة في الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة، بعد 7 أيام من عملية "عمود السماء" الإسرائيلية على القطاع، والتي تواصلت حدتها رغم جهود دبلوماسية مكثفة تقودها مصر منذ أيام بدعم أطراف إقليمية ودولية للتوصل إلى تهدئة جديدة.

وأثارت التطورات الدامية في غزة غضب سكان الضفة الغربية التي تديرها السلطة الفلسطينية، فخرج المئات في تظاهرات تضامنية تحولت إلى صدامات مع الجيش الإسرائيلي، ما ادى الى مقتل شابين وطفل رضيع وإصابة العشرات حتى الآن.

في موازاة ذلك كثف الرئيس عباس جهوده عربيا ودوليا لدفع جهود التوصل إلى تهدئة، ودعا إلى اجتماعين طارئين لجامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي، بجانب دعوته إلى اجتماع للإطار القيادي المؤقت بمشاركة حماس والجهاد الإسلامي.

ولم يعقد الإطار القيادي المؤقت أي اجتماع منذ 23 فبراير الماضي، علما أن ملف المصالحة مجمد منذ يوليو الماضي إثر قرار حركة حماس تعليق عمل لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة.

وأوفد عباس مبعوثا عنه هو عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) نبيل شعث إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ أن طردت القوات الموالية للسلطة الفلسطينية منه بالقوة منتصف العام 2007.

وقال شعث لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كان يستعد مع ممثلين عن حماس في معبر رفح البري جنوب قطاع غزة لاستقبال الوفد الوزاري العربي الرفيع الذي وصل اليوم الى غزة برئاسة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ومشاركة وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو، "نحن نتصرف بوحدة تامة".

واعتبر شعث الذي وصل إلى قطاع غزة يوم امس الاثنين عبر معبر رفح البري على الحدود مع مصر، أن " الحرب المتوحشة على غزة خلقت واقعا جديدا في ظل مقاومة حقيقية للاحتلال تحت علم فلسطيني واحد وبهدف واحد، هو دحر العدوان".

وأضاف شعث "نريد أن نمضي قدما في ملف المصالحة لأنه لا انتصار على الاحتلال إلا بوحدتنا".

وأبلغت مصادر فلسطينية مطلعة ((شينخوا)) أن اتصالات متقدمة جدا تجرى لعقد اجتماع بين عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ويرجح أن يتم في القاهرة فور التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال شعث إنه يتوقع أن يدعو الرئيس المصري محمد مرسي الذي تقود بلاده بشكل أساسي جهود إنهاء التوتر في غزة، فتح وحماس مجددا للبحث الجدي في تحقيق المصالحة.

وفي خطوة غير مسبوقة اتفقت فتح وحماس وفصائل أخرى على تشكيل لجنة مشتركة تضم كافة الفصائل في الضفة الغربية للإشراف على تنظيم فعاليات شعبية موحدة للتضامن مع غزة والتهيئة لتخفيف الاحتقان بين الجانبين.

وفي غزة عقدت اجتماعات مشتركة للفصائل بدعوة من حماس وحضور فتح لتوحيد إجراءات مواجهة الموقف ومنها عودة موظفين يتبعون للسلطة الفلسطينية لاستئناف عملهم في مجالات الصحة والإنقاذ.

كما شكل صحفيون مقربون من الجانبين لجنة "إدارة أزمة" للتعامل مع التوتر الحاصل في غزة علما أنه حتى الصحفيون ينقسمون بين نقابتين في الضفة الغربية وأخرى في القطاع.

وقال المحلل السياسي من غزة هاني حبيب لـ((شينخوا)) إن "إحدى نتائج حرب غزة بخلاف الحرب التي سبقتها قبل 4 أعوام، أنها قربت بين فتح وحماس فوضعت الطرفين أمام التخلي عن أجندتيهما الفصائلية الخاصة لمصلحة مواجهة العدوان".

لكن حبيب أبدى شكوكا تجاه نجاعة هذه الإجراءات مستقبلا، ونصح بانتظار انتهاء توتر غزة "للتعرف على موازين القوى الجديدة في الساحة الداخلية الفلسطينية ومدي تأثيرها على تغيير المشهد".

فحماس التي حققت نجاحات غير مسبوقة في مواجهة إسرائيل مثل وصول صواريخها الإيرانية الصنع إلى تل أبيب والقدس، قالت إنها ليست في صدد أن تثني على خطوات فتح "باعتبار ذلك أمر واجب".

وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري لـ((شينخوا)) إن المطلوب من فتح أكثر مما جرى حتى الآن "أهمه وقف العراقيل التي تضعها أمام تفعيل الدور الشعبي في الضفة الغربية لمساندة غزة".

وبالنظر إلى حجم الخلافات والتنافس بين فتح وحماس، فإن تخوفات تسود المشهد بأن لا يمثل تقارب فتح وحماس في هذه الظروف الصعبة سوى مجرد إدارة للأزمة.

وقال حبيب إن خشية قد تتعزز بعد انتهاء الهجوم الإسرائيلي باستثمار الخارطة السياسية التي ستنشأ في الوضع الداخلي الفلسطيني لوضع عراقيل إضافية أمام عملية المصالحة.

وأضاف "لكن يجب إدراك أن أي حرب ستنتهي لن تكون نهاية المطاف طالما العدو المشترك للطرفين يوجه أسلحته للفلسطينيين باستمرار (..) على الجميع الانصياع لإرادة الرأي العام الفلسطيني والتوجه لمصالحة حقيقية بعيدة عن الحسابات والمصالحة".

/مصدر: شينخوا/

تعليقات