غزة 20 نوفمبر 2012/ قتل إسرائيليان اثنان، أحدهما جندي، و27 فلسطينيا يوم الثلاثاء، في اليوم السابع من عملية "عامود السحاب" العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وتصاعدت حدة الهجمات المتبادلة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إذ شن الطيران الحربي الإسرائيلي 120 غارة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، الذي أطلق منه مسلحون نحو 380 قذيفة وصاروخا تجاه الأراضي الإسرائيلية.
وجاءت هذه التطورات الدامية رغم زيارة وفد عربي رفيع المستوى إلى غزة وتأكيد مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة عن اقتراب التوصل إلى اتفاق من أجل وقف إطلاق النار والذي من المنتظر أن يدخل حيز التنفيذ ليل الثلاثاء بعد حسم الخلافات القائمة.
وأعلنت مصادر فلسطينية مقتل ثلاثة صحافيين محليين بينهم مصوران يعملان لقناة ((الأقصى)) التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وثالث يعمل في إذاعة محلية، وذلك جراء غارتين استهدفتاهم داخل سيارتين وسط غزة.
وقتل سبعة فلسطينيين في غارتين استهدفتا سيارتين في جنوب غزة، فيما قتل مزيد من المدنيين في غارات طالت منازل سكنية وأخرى استهدفت نشطاء كانوا يستقلون سيارات ودراجات نارية وآخرين كانوا يهمون بإطلاق صواريخ.
كما استهدفت الغارات الإسرائيلية منشآت مدنية ومقرا للبنك الوطني الإسلامي التابع لحركة حماس إلى جانب ما تقول إسرائيل إنه مخازن لإنتاج وسائل قتالية، ليرتفع عدد الغارات الإسرائيلية منذ الأربعاء الماضي إلى أكثر من 1500.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن اغتيال يونس شلوف أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي والذي تتهمه تل أبيب بالمسئولية عن إطلاق صواريخ تجاه مدينة إيلات شمالي إسرائيل قبل 7 أشهر.
وبذلك ارتفع عدد قتلى قطاع غزة منذ بدء الصراع إلى 135 نصفهم تقريبا من المدنيين عدا عن أكثر من 1100 جريح.
وفي المقابل ارتفعت حصيلة القتلى الإسرائيليين إلى 5 جراء إطلاق القذائف الصاروخية تجاه إسرائيل، بينهم جندي يبلغ من العمر 18 عاما إثر إصابته بصاروخ في محيط قطاع غزة، وفق ما أفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة.
وذكرت الإذاعة، أن بدويا يحمل الجنسية الإسرائيلية قتل وأصيب نحو 25 آخرون بجروح في مدينة بئر سبع التي تعرضت لإطلاق نحو 15 صاروخا من طراز ((غراد)) الروسي الصنع.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ طويل المدى باتجاه مدينة القدس للمرة الثانية منذ الأربعاء الماضي.
وقالت إسرائيل، التي أعلنت أن وقف إطلاق الصواريخ هو الهدف الأساسي لهجومها على غزة، قالت إنها تعرضت لإطلاق 1300 صاروخ، سقط 48 منها فقط في مناطق مأهولة بنسبة 3.5 في المائة.
وقالت كتائب القسام إن حصيلة ما أطلقته منذ بدء الصراع الأخير ضمن ما سمته عملية "حجارة سجيل" وصل إلى 1200 قذيفة وصاروخ ((غراد)).
أما الجماعة المسلحة الثانية في غزة وهي ((سرايا القدس)) التي أطلقت اسم "السماء الزرقاء" على هجماتها الصاروخية، فقالت إنها أطلقت منذ الأربعاء أكثر من 650 صاروخ من الطرز ((كورنيت)) و((فجر)) و((غراد)) و((قدس)) و((107)) وقذائف هاون.
وردا على استدعاء إسرائيل 70 ألف جندي من قوات الاحتياط ضمن تهديداتها بشن هجوم بري على غزة، حذر القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف في رسالة صوتية نادرة له من أن الإقدام على ذلك سيمثل "الأمل الأكبر" في أسر جنودها.
وحث الضيف، الذي أعلن أن قيادة القسام في حالة انعقاد مستمر وتتابع سير معركة الفلسطينيين وخصوصا المقاتلين، حث على "الثبات في الثغور"، معتبرا أن "النصر صبر ساعة".
وفي هذه الأثناء، أعدم نشطاء من حماس رميا بالرصاص ستة أشخاص في غزة بتهمة التخابر مع إسرائيل.
وأغلقت إسرائيل يوم الثلاثاء المعبر التجاري الوحيد لتزويد قطاع غزة بإمدادات التموين، معبر كرم أبو سالم، بدعوى تعرضه لإطلاق قذائف، علما بأنها فتحته لمرة واحدة منذ بدء الصراع.
وفي هذا الصدد، وجه مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيلبو غراندي، والذي وصل إلى غزة الثلاثاء، وجه نداءا إلى الدول المانحة لتزويد الوكالة بمساعدة عاجلة بقيمة 12 مليون دولار للوفاء بالالتزامات الإنسانية تجاه سكان غزة.
وشهدت مدارس أونروا في أنحاء مختلفة من قطاع غزة نزوحا لعشرات العائلات التي قصفت أو تضررت منازلها في غارات إسرائيلية، وتعمل المنظمة الدولية على توزيع طعام وشراب وأمتعة للنازحين.
وتأتي التطورات الأخيرة في وقت حظي فيه قطاع غزة بزيارة لافتة لوفد عربي رفيع ترأسه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وضم 13 وزير خارجية وممثلا لدول عربية إلى جانب وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو.
وداخل عزاء لقتلى عائلة الدلو الفلسطينية التي فقدت 11 شخصا من أربعة أجيال في غارة إسرائيلية على غزة يوم الأحد، قال العربي إن "المشكلة ليست بالتهدئة بل بالقضية الرئيسية متمثلة بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة للفلسطينيين".
وطالب أوغلو بدوره بوقف "العدوان" الإسرائيلي فورا وأكد على المساندة العربية والإسلامية لسكان قطاع غزة.
وأبلغ رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة إسماعيل هنية، أبلغ الوفد العربي بأن حركته "تتجاوب" مع الجهود العربية والدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشددا على وجوب أن يتضمن وقف كامل للهجمات الإسرائيلية ورفع الحصار عن القطاع.
ورجحت مصادر إسرائيلية أن يتم الإعلان عن وقف لإطلاق النار "في غضون الساعات القليلة المقبلة" بعد لقاء سيجمع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، التي وصلت إلى المنطقة، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك على الرغم من التأخير في صدور الإعلان عن التهدئة الذي كان من المتوقع أن يصدر في القاهرة ليل الثلاثاء.
وقال مسئولون في حماس لوكالة الأنباء ((شينخوا))، إن إتمام اتفاق وقف إطلاق النار لم يتم حتى الآن بسبب "التعنت" الإسرائيلي إزاء الاستجابة لمطالبها وأبرزها وقف سياسات الاغتيالات بضمانات، وإنهاء أشكال الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وذكر المسئولون أيذا أن الجهة المخولة لإعلان اتفاق التهدئة هي الوسيط المصري، وأن حماس مستعدة لكافة الخيارات.
وتصاعدت التحركات الدبلوماسية للتوصل إلى التهدئة المنشودة في قطاع غزة.
ولدى استقباله في رام الله وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله ووزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية اليستر بيرت في رام الله بالضفة الغربية كل على حدة، شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضرورة وقف الهجوم الإسرائيلي والتوصل لتهدئة شاملة.
ومن المقرر أن يستقبل عباس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الاربعاء للغرض ذاته بعد أن يجري كل منهما محادثات مماثلة في إسرائيل.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn