بكين   مشمس 6/-5 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تعليق: أمريكا ليست متفرجا على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

2012:11:23.15:13    حجم الخط:    اطبع

صحيفة الشعب اليومية – الصادرة يوم 23 نوفمبر عام 2012 – الصفحة رقم 03

 الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كان يعالج أساسا داخل الإطار المركزي المتكون من أمريكا، إسرائيل، وفلسطين. والآن، تعد أمريكا في حاجة إلى إعادة التفكير في العديد من النقاط، ولديها فضاء كبير للعمل أيضا. 

اختتمت المواجهات بين الفلسطينين والإسرائليين التي دارت رحاها على امتداد أكثر من أسبوع، على اتفاقية وقف اطلاق النار بعد أن سقط مئات القتلى. لكن وقف إطلاق النار، لا يعني تصالح، ولا يعني أبدا معالجة للمشكل. لأن رحى العنف بين الفلسطيين والإسرائليين لا تتوقف عن الدوران، وفيما يشعر الناس بقليل من الراحة بعد وقف إطلاق النار، لا يمكنهم في ذات الوقت الشعور بالإطمئنان. فالواقع كما الماضي لا يزال محبطا، والمستقبل لا يدعو كثيرا إلى التفاؤل. لأن فواتير الدماء قد راكمت عداوة جديدة، وخمرت صراعا أوسع نطاقا.

الصراع الأخير كان نتيجة لعلاقات حماس الخارجية، والإنتخابات الإسرائيلية وغيرها من الأسباب، لكن السبب الرئيسي يبقى توقف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائليين. حيث توجد هوة سحيقة بين مواقف الفلسطينيين والإسرائليين حول قضايا الحدود والأمن، وعودة اللاجئين، وتوزيع الموارد المائية، والقدس وغيرها. ورغم أن جميع الساسة لا يرغبون في التصريح علنا بأن تقدم محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائليين قد أصبحت مثل "العقدة الميتة" التي تم تركها، لكن نادرا ما نجد من يظهر جرأة سياسية حقيقية لدفع محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائليين.

وفي ظل هذه الخلفية، فإن اهتمام الفلسطينيين والإسرائليين سيتركز على حد السواء على القضايا الأمنية، وكل الوسائل المعتمدة لن تكون إلا توازنا هشا. لأن، فقدان الأهداف السياسية البعيدة، ينذر بإندلاع مواجهات جديدة بين طرفي الصراع بمجرد حدوث أي اضطراب، وبعد المواجهات وتحقيق كل طرف لأهدافه السياسية، يدخل الوضع من جديد إلى الجمود.

من جهة أخرى، خلقت التغيرات التي شهدتها غرب آسيا وشمال افريقيا مشهدا سياسيا جديدا في منطقة الشرق الأوسط، حيث أبعدت في الظاهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عن "عين العاصفة"، لكن حدة المشكلة لم تضعف أبدا، ومازال الوضع العام في الشرق الأوسط يمكن أن يتحرك بكامل جسدة بمجرد لمس عضو واحد منه. لذا، فإنه من غير الواقعي أن نتطلع إلى قيام الفلسطينيين والإسرائليين بإستعادة محادثات السلام وتخفيف حدة الصدامات على الوضع في الشرق الأوسط إعتمادا على قدراتهما الذاتية، ويبقى العامل الخارجي ذا أهمية كبيرة دائما. وكل الذين يعرفون ولو القليل عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يدركون أن الدور الأمريكي لايمكن تعويضه.

وبصفتها عاملا خارجيا مؤثرا جدا على اتجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، توقفت أمريكا منذ فترة طويلة نسبيا عن آداء دور فعال. حيث استغلت الولايات المتحدة القوى المتحالفة معها في منطقة الشرق الأوسط لضرب قوى الإرهاب بعد أحدا 11 سبتمبر. بما يشبه تراجع أهمية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط خلال تسعينات القرن الماضي. ومع انطلاق استراتيجية"العودة إلى آسيا"، تقترح بعض الشخصيات داخل واشنطن بتخفيف اندفاع امريكا نحو الشرق الأوسط.

لكن الصراع الأخير الذي جد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أظهر مرة أخرى أنه بدون تفعيل الدول الخارجي، فإنه من الصعب تغيير حقيقة"متتالية" الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ولتتمكن أمريكا من لعب دور وساطة في هذه القضية، عليها أن تحافظ على حضورها في المنطقة، وتعالج المشكلة بصبر وليس بتسرع. ثانيا، على أمريكا أن تتبنى موقفا عادلا، وتغير من انحيازها التام إلى اسرائيل. لكن، الموجة المعادية لأمريكا التي تلف كامل منطقة الشرق الأوسط، تعكس بأن مصداقية أمريكا تتراجع على نطاق واسع.

سبق للمفكر الإستراتيجي الأمريكي الشهير بريجينسكي أن قال، أن أمريكا هي الطرف الوحيد الذي بإمكانه دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الأمام. وبمعنى آخر، ان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لايعالج إلا داخل الإطار المركزي المتكون من أمريكا، إسرائيل، وفلسطين. وفي هذا الإطار، يعد الفلسطينيون والإسرائليون ركنا الصراع، في حين تعد أمريكا الطرف الذي له القدرة على معالجة الصراع. ويعد فقدان التوازن في العلاقة بين هذا الثالوث بمثابة الوضع الدائم، وهو أيضا السبب الرئيسي في التدهور المتواصل للوضع.

لذا فإن أمريكا ليست طرفا متفرجا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي،وهي في حاجة إلى إعادة التفكير في العديد من النقاط، ولديها فضاء كبير للعمل أيضا. 

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات