عباس : تحقيق المصالحة المهمة الأولى بعد النجاح بالأمم المتحدة

رام الله 2 ديسمبر 2012/ أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الأحد)، أن تحقيق المصالحة الفلسطينية ستكون الخطوة الأولى بعد النجاح بترقية مكانة فلسطين في الأمم المتحدة إلى صفة "دولة مراقب غير عضو".

وقال عباس مخاطبا آلاف الفلسطينيين الذين احتشدوا لدى عودته إلى رام الله في الضفة الغربية بعد حضوره جلسة التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة " بعد الإنجاز الذي تحقق، أمامنا مهمات كثيرة أولها وأهمها استعادة وحدتنا الوطنية وتحقيق المصالحة".

وذكر عباس " سنتدارس خلال الأيام المقبلة الخطوات اللازمة نحو تسريع الخطى لإنجاز المصالحة لاستعادة وحدة الشعب والأرض والمؤسسات".

وتابع عباس قائلا " نحن على ثقة أن الجماهير التي صنعت إنجاز 29 نوفمبر عندما كتب العالم شهادة ميلاد دولة فلسطين، قادرة على فرض إرادة شعب بصنع المصالحة".

ووصف عباس تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قبول طلب ترقية مكانة فلسطين في المنظمة الدولية بأنه "علامة منعطف حاسم في مسيرة نضالنا الوطني"، مضيفا أنه اعتراف " يغير الكثير من المعطيات ويؤسس إلى حقائق جديدة".

وذكر أن أكثر من 75 في المائة من دول العالم وقفت إلى جانب فلسطين عند التصويت في الأمم المتحدة " حيث كانت الرسالة واضحة أننا لسنا وحدنا والعالم معنا والتاريخ معنا والمستقبل لنا والله معنا".

واعتبر عباس أن ما وصفه بـ "الانتصار" الفلسطيني "استفز قوى الحرب والاستيطان والاحتلال وقد تعمقت عزلتهم في العالم".

وأضاف " لازال في دربنا تحديات ضخمة وعقبات كثيرة وأن الشعب الذي صنع هذا الانتصار قادر على أن يحميه وأن يطوره حتى كنس الاحتلال وتحقيق الاستقلال".

ورفع المحتشدون الذين تجمعوا في محيط مقر الرئاسة في رام الله، الأعلام الفلسطينية وصور عباس إلى جانب لافتات تؤيد التوجه للأمم المتحدة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

واصطف الحرس الرئاسي لتحية عباس الذي صافح كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية قبل أن يضع إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وزينت الشوارع المؤدية إلى مقر الرئاسة في شارع "الإرسال" بالمدينة بالأعلام الفلسطينية وشعارات دعم التوجه للأمم المتحدة خاصة شعار (فلسطين الدولة 194) في الأمم المتحدة.

وكانت نقابة العاملين في الوظيفة العمومية دعت الموظفين الحكوميين إلى تعليق دوامهم من أجل المشاركة في استقبال عباس.

كما أعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها عباس عن تسيير حافلات لنقل المواطنين من محافظات شمال وجنوب الضفة الغربية مجانا إلى رام الله للمشاركة في الحدث.

ووصل عباس رام الله قادما من العاصمة الأردنية عمان التي حظى فيها بمراسم رسمية قبيل اجتماعه مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن عباس استعرض والعاهل الأردني حرس الشرف، وأطلقت 21 طلقة، وعزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني والأردني.

وقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس الماضي رفع مكانة فلسطين من صفة كيان مراقب إلى دولة غير عضو بتأييد 138 دولة مقابل امتناع 41 ورفض 9 دول بينها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية عقب اجتماعها الأسبوعي اليوم، رفضها رسميا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وقالت إنه لن يكون أساسا لأي مفاوضات مستقبلية ولن ينال من حقوق إسرائيل على أراضيها.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله ان أي دولة فلسطينية لن تقوم قبل اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية وموافقتهم على وضع حد للنزاع بين الجانبين.

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل لن تسمح أبدا بتحول مناطق الضفة الغربية إلى "قاعدة إرهابية" تطلق منها الصواريخ على المدن الإسرائيلية.

وذكر أن إسرائيل ستواصل مشاريع البناء في مدينة القدس وغيرها من المواقع "المرسومة على خارطة مصالحها الإستراتيجية".

وأعلنت إسرائيل أول أمس الجمعة عزمها بناء 3 آلاف وحدة استيطانية في شرقي القدس والضفة الغربية في أول رد فعل على قرار الأمم المتحدة الأمر الذي قوبل بتنديد فلسطيني ومعارضة الإدارة الأمريكية.

/مصدر: شينخوا/