رئيس وزراء قطر يدعو الى اعادة تقييم عملية السلام وبحث جدوى استمرار الرباعية الدولية

الدوحة 9 ديسمبر 2012 / دعا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني اليوم (الاحد) الى إعادة تقييم عملية السلام بما فيها المبادرة العربية ومراجعة أداء اللجنة الرباعية الدولية وبحث جدوى استمراريتها.

وجاءت دعوة الشيخ حمد بن جاسم خلال اجتماع اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية الذي انعقد اليوم بالدوحة بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وامين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ووزراء الخارجية العرب.

وقال الشيخ حمد " من الطبيعي والمنطقي أنه وبعد مرور هذه السنوات العشر أن نقف وقفة موضوعية لإعادة تقييم عملية السلام بما فيها المبادرة العربية ولأن ندرس بعمق المتغيرات المتلاحقة في المنطقة والعالم وأن نحدد بدقة وقع خطانا وخارطة طريقنا خلال المرحلة القادمة وأن نبين بوضوح لشعوبنا وللعالم موقفنا من قضية السلام مع اسرائيل".

وأضاف " لابد من مراجعة أداء اللجنة الرباعية الدولية وبحث جدوى استمراريتها فقد أثبتت فشلها وعجزها عن تحقيق أي انجاز منذ تشكيلها في عام 2002".

وحذر رئيس الوزراء القطري من أن استمرار الاستيطان الاسرائيلي يضع المنطقة أمام دورة جديدة من العنف والعنف المضاد ، مشددا على انه ما لم يتحرك مجلس الأمن بصورة سريعة فلن يكون هناك جدوى من الحديث عن السلام.

وأشار الشيخ حمد بن جاسم الى ان مبادرة السلام العربية كانت فرصة حقيقية لاسرائيل لكي توفر لشعبها حياة طبيعية لكنها تجاهلت هذه المبادرة، وهو ما اعتبر انه امر "لم يعد مقبولا والانتظار الى مالا نهاية لم يعد محتملا".

وتابع "لقد قلنا منذ البداية أن مبادرة السلام العربية لن تظل مطروحة إلى الأبد وأننا لا نسعى للسلام بأي ثمن وأن السلام بالنسبة لنا لا يعني الاستسلام ولكنه يعني دفع كل جانب لاستحقاقاته كاملة ونبذ منطق القوة واسلوب المراوغة والخداع والإحتكام للقانون الدولي والقرارات الشرعية الدولية واحترام المواثيق والمصالح المشتركة والثقة المتبادلة ".

ونبه الى ان اسرائيل تخطئ خطأ فادحا كذلك اذ اعتقدت ان العرب قد استنفدوا كل اوراقهم ولم يعد في ايديهم شيء ، مضيفا " الواقع أن العرب يملكون الكثير من عناصر القوة والضغط والنفوذ ولكنهم آثروا ان يستخدموا عناصر قوتهم من اجل السلام والاستقرار وليس من أجل زيادة التوتر في المنطقة كما تفعل اسرائيل".

ولفت إلى أن الفترة الماضية شهدت العديد من التطورات والمتغيرات في المنطقة والعالم وكلها تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، في اشارة الى الثورات العربية والى قرار الجمعية العامة للامم المتحدة بمنح فلسطين وضع دولة بصفة مراقب غير عضو.

وفي هذا السياق قال رئيس الوزراء القطري إن هذا القرار وبما حظي به من أغلبية ساحقة ودعم دولي واسع يؤكد حتمية الإقرار بكامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

كما أكد أن القرار يقدم أيضا درسا بليغا لإسرائيل "نرجو أن تستوعبه وأن تتعامل معه بفكر جديد وليس بأسلوب الانتقام الذي تنتهجه حاليا".

ويبحث اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية تقييم الموقف العربي من عملية السلام وموضوع المصالحة الفلسطينية الى جانب مناقشة كيفية دعم فلسطين اقتصاديا وماليا بعد تعرضها لعقوبات اقتصادية نتيجة التصويت بشأن حصولها على دولة بصفة "مراقب" في الأمم المتحدة.

وتضم لجنة متابعة مبادرة السلام العربية وزراء خارجية كل من الأردن والبحرين وتونس والجزائر والسعودية والسودان وفلسطين ولبنان ومصر والمغرب واليمن وسلطنة عمان بالإضافة إلى دولة قطر رئيس الاجتماع.

/مصدر: شينخوا/