بيت لحم 16 ديسمبر 2012 /يلتف أطفال عائلة أم رائد ابو الزلف حول شجرة عيد الميلاد في بيتهم الصغير في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، مبتهجين فرحين بقدوم عيد ميلاد المسيح.
وتلتقط الطفلة كرستينا (10 أعوام) بأناملها الصغيرة بعض الأجراس والطابات الحمراء الصغيرة الحجم وبعض الأشكال الخشبية التي صنعت محليا من أغصان شجر الزيتون، وتضعها على شجرة عيد الميلاد التي احتلت ركنا في صالة المنزل بمساعدة شقيقيها فادي ومايك.
ويقول فادي (11 عاما): "منذ أشهر وأنا اجمع النقود الخاصة من مصروفي اليومي لشراء زينة شجرة عيد الميلاد (...) أريد أن أزينها من نفقتي الخاصة".
وتتابع كرستينا قائلة: "نشتري ملابس بابا نويل ونقوم بارتدائها، ونشارك في احتفالات الأطفال التي تقام كل عام في بيت لحم".
وتقول جدة الأطفال روز ابو الزلف وهي تبدي سرورها بعمل أحفادها: "في كل عيد نحضر الهدايا ونقوم بعمل المشاوي والأكلات الخاصة ابتهاجا بالعيد".
واكتست ساحة كنيسة المهد، والبلدة القديمة من المدينة، والشوارع الرئيسية ومحلاتها التجارية وبيوت المسيحيين فيها بالأضواء والنجوم والأجراس، واحتوى كل بيت ومحل تجاري على شجرة عيد الميلاد وبعضها على مجسم لمغارة السيد المسيح.
وتعتبر مدينة بيت لحم وجهة لمسيحيي العالم لأنها تضم كنيسة (المهد) التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر عام 330 م فوق كهف أو مغارة ولد فيها السيد المسيح.
ويعتقد أن كنيسة (المهد) هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم، كما أن هناك سردابا آخر قريبا يعتقد أن جيروم قد قضى ثلاثين عاما من حياته فيه يترجم الكتاب المقدس.
ووفقا لاتفاقيات أوسلو التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل عام 1993 تم نقل السلطات المدنية والأمنية في المدينة إلى يد السلطة الفلسطينية عام 1995.
وأضاء مساء أمس السبت رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض شجرة عيد الميلاد التي توسطت ساحة كنيسة المهد، بحضور عدد من المسؤولين الفلسطينيين.
ووصفت رئيسة بلدية بيت لحم فييرا بابون احتفالات هذا العام بالمميزة، حيث جمعت الاحتفال بالتصويت التاريخي الذي أجرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر الماضي على نيل فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو فيها والاحتفال بأعياد الميلاد.
وأضافت بابون لوكالة أنباء ((شينخوا))، "أننا نحتفل اليوم أيضا بقرار اليونسكو بإدراج كنيسة المهد ومسار الحجاج على قائمة التراث العالمي لليونسكو في أكتوبر من العام الماضي"، مشيرة الى انه مدعاة فخر واعتزاز واحتفال للكل الفلسطيني وتأكيد على الهوية الوطنية الفلسطينية".
ويقول أحد أعضاء لجنة الاحتفالات في المدينة، وعضو مجلس بلدية بيت لحم ورجل الأعمال ماهر قنواتي لـ(شينخوا)، إن طول شجرة الميلاد الرئيسية في المدينة يبلغ 15 مترا، بارتفاع 17 مترا، يعلوها نجمة بارتفاع متر، ووضع في أسفلها مغارة الميلاد.
ويضيف قنواتي وهو ينظر إلى الشجرة التي توسطت ساحة المهد، إنها زينت بما يقارب 52 ألف طابة حمراء، و 6500 كرة ملونة، بإشراف طاقم من إنجلترا مكون من 6 أشخاص.
وجرى استيراد شجرة الميلاد العام الماضي من الصين بتبرع من والد قنواتي، لكن هذا العام جرى تزيينها ،بحسب ما يقول، بشكل أفضل ورفعت على منصة خاصة وزينت قاعدتها، وقد أحضرت لها زينة خاصة من انجلترا، مشيرا إلى أن عملية التزيين كلفت ما يقارب ال 400 ألف دولار.
ويلفت قنواتي إلى أنه رغم حداثة المجلس البلدي في بيت لحم، والتأخر في التحضيرات وتقصير المانحين إلا أنهم نجحوا في تحضير وتجهيز المتطلبات الأساسية لتزيين المدينة، منوها بأن معظم الزينة والاستعدادات لعيد المسيح جاءت بتبرعات ومن قبل متطوعين.
ويشير قنواتي، إلى أن بيت لحم ستشهد إقامة العديد من المشاريع السياحية مستقبلا ليتم الترويج لها ولجذب السياح، موجها رسالة إلى العالم كله على اختلاف طوائفه لزيارة بيت لحم وقضاء أيام عيد الميلاد فيها.
ويبين الأب والكاهن في كنيسة السريان الارثوذكس صليبا عبده، أن الأعياد الكاثوليكية ستنطلق يوم 24 ديسمبر الجاري، فيما ستنطلق أعياد طوائف الارثوذوكس في 6 يناير القادم، لافتا إلى أن الاختلاف في أوقات العيد يرجع إلى اعتماد البعض على التقويم الغربي، والبعض الآخر على التقويم الشرقي.
وأوضح الأب عبده لـ(شينخوا)، أن ذروة الاحتفالات هي يوم 24 من خلال دخول موكب غبطة البطريرك ساحة كنيسة المهد، واستقباله بمشاركة رسمية، وسيقام بعدها قداس منتصف الليل بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويشرح الأب، أن البطريرك في نهاية اليوم 24 يحمل مجسما لطفل صغير يمثل المسيح ويضعه في المغارة في كنيسة المهد مكان مولده، ويبقى لمدة أسبوعين بالمغارة ليحل عيد الغطاس الذي تقام مراسمه في مدينة أريحا.
وانتشر العديد من فرق الكشافة في شوارع المدينة، واستعدت المحلات وخاصة القريبة على ساحة كنيسة المهد استقبالا للعيد.
يقول نبيل جقمان صاحب محل (كرسماس هاوس)، "أحضرت جميع الأشكال من خشب الزيتون وهي صنع محلي، والصدف وبعض الأغراض الصينية... التي تشهد إقبالا كبيرا بسبب رخص أسعارها".
ويشير جقمان، إلى أن الوضع السياسي والحرب على غزة قد أثر كثيرا على نسبة السياح بمدينة بيت لحم هذا العام، لافتا الى أن السائح يبحث عن المكان الذي يعتبره آمنا ليقضي فيه عيده ولا يجازف بزيارة المناطق التي تشهد توترا.
ويمضي جقمان قائلا، إن اغلب السياح إلى الآن هم من العرب الذين يعيشون في إسرائيل، مشيرا إلى أن غالبية السياح الأجانب يأتون إلى بيت لحم لكنهم يحجزون الفنادق في مدينة القدس لأنهم يأتون عن طريق شركات سياحية إسرائيلية.
ويجد الطفل تامر جقمان (15 عاما) أعياد الميلاد المجيد وحركة السياح النشطة خلالها، فرصة جيدة لوضع بسطته الصغيرة لكسب بعض النقود.
يقول تامر وهو ينشغل ببيع بعض السياح الأجانب، "هذه فرصة جيدة لكسب المال.. فالحركة الشرائية خلال هذه الفترة القصيرة جيدة".
ويضع تامر بعض القطع القماشية من طواقي بابا نويل إضافة إلى الأجراس على طاولة صغيرة في إحدى زوايا ساحة المهد، مشيرا الى انه يضع هذه البسطة في كل عيد فقط.
ويتابع تامر بقوله: "خلال هذه الفترة أبيع ما يزيد على ألفي قطعة من الطواقي وبأحجام مختلفة".
وينتشر رجال من شرطة السياحة وشرطة المدينة بشكل مكثف في كل مكان من ساحة المهد، والبلدة القديمة وفي شوارع المدينة.
ويقول أحد أفراد شرطة المدينة لـ (شينخوا) ، إن الشرطة الفلسطينية فرزت العديد من رجالها لتنظيم المدينة وحركة السير وخدمة للسياح والمحافظة على الأمن.
ويضيف "خلال هذه الفترة يكثر العمل ويصبح أكثر مشقة، وذلك بسبب زيادة عدد السياح وإقامة الاحتفالات، لذلك نحن نقوم بعملنا طوال ال 24 ساعة لتنظيم المدينة، وإعطاء السائح انطباعا جيدا عنها ليعود مرة أخرى لزيارتها".
وشوهد العديد من المجموعات السياحية التي تتوافد إلى كنيسة المهد وخاصة من الفلبين والهند.
وتشير إحدى السائحات وهي تدخل مغارة السيد المسيح، إلى قدسية هذا المكان الذي جعلها تأتي من الهند إليه لتقيم بجواره بضعة أيام احتفالا بأعياد الميلاد.
وتدخل السائحة مغارة المسيح لتضع يدها على مكان مسقط رأسه، وترتل بعض التراتيل الخاصة... وبعد ان انتهت قالت "دعوت لي بالتوفيق والتكفير عن ذنوبي".
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn