بكين   مشمس -2/-10 

تقرير اخباري: غياب مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد في سوريا والابراهيمي يصف الوضع فيها بأنه"يدعو للقلق"

2012:12:25.15:45    حجم الخط:    اطبع


دمشق 24 ديسمبر 2012 / غابت مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد في عموم المناطق السورية بسبب تصاعد وتيرة العنف في البلاد، وانعدام الامن، في الوقت الذي وصف المبعوث الدولي والعربي المشترك الى سوريا الاخضر الابراهيمي الوضع فيها بأنه "يدعو للقلق".

ولاحظ مراسل وكالة ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الاثنين) خلو الفنادق الكبيرة في العاصمة دمشق من مظاهر الاحتفال، وعدم وجود شجرة عيد الميلاد المضاءة في البهو، كما خلت الساحات التي يقطنها غالبية مسيحية من مظاهر الاحتفال، واقتصار الطقوس فقط على التراتيل الدينية في الكنائس.

كما قامت حواجز الامن والجيش السوري بإجراءات امنية مشددة تحسبا لوقوع أي انفجار بالقرب من احد الكنائس، حيث لوحظ انتشار امني كثيف في المناطق التي يسكنها المسيحيون ، ويقومون بتفتيش السيارات عبر اجهزة لكشف المتفجرات، ما سبب ازدحاما كبيرا في شوارع دمشق.

وفي منطقة باب توما بدمشق ( شرقا ) الذي تعرض لانفجار سيارة مفخخة قبل شهرين، لم يكن فيه اية مظاهر تشير الى وجود احتفال بعيد الميلاد، وإضافة الى خلوه من المارة، خاصة وانه كان مكتظا بالناس قبل سنتين ، وفي العادة تضاء شجرة كبيرة بوسط الساحة الا ان هذا العام لم يكن لها وجود، بحسب مراسل ( شينخوا ).

واكد الشاب ميشيل ان غالبية المسيحيين في سوريا لا يرغبون بإقامة احتفالات وبهرجة في الشوارع بعيد الميلاد، مشيرا الى ان الاوضاع الامنية في البلاد لا تسمح بمثل هذا .

وقال لوكالة ((شينخوا)) بدمشق ان عائلته ستقيم احتفالا صغيرا في المنزل، مبينا انهم لم يضيئوا هذه السنة شجرة عيد الميلاد، ولم يشتر والده الهدايا لاخوته الصغار الذين ينتظرون قدوم " بابا نويل " ليقدمها لهم.

ويتزامن احتفالات عيد الميلاد مع تواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيشين السوري والحر في معظم المحافظات السورية، وسط غياب الحلول السياسية للازمة السورية، وتصاعد الخيار العسكري الذي حصد الالاف من السوريين.

ويسعد مسيحيو سوريا الذين تعيش بلادهم في نزاع مستمر منذ حوالي 22 شهرا، لاستقبال عيد الميلاد هذا العام وسط قلق وخوف من غرق البلاد في الفوضى.

وأقيم في كاتدرائية الروم الملكيين الكاثوليك في حارة الزيتون بدمشق مساء اليوم قداس الهي كبير بمناسبة عيد الميلاد ترأسه المطران جوزيف العبسي النائب البطريركي العام بدمشق يعاونه لفيف من الكهنة وقامت بخدمة القداس جوقة الكاتدرائية، بحسب وكالة (سانا).

ويشار الى ان المسيحيين السوريون البالغ عددهم نحو 1,8 مليون نسمة، ظلوا في منأى عن النزاع الدائر بين النظام ومعارضيه في شكل عام.وسط تخوفهم من ان تفرز الاحداث الجارية حكما اسلاميا متطرفا مناهضا للحريات الدينية التي نعموا بها على مدى عقود طويلة، من دون ان يحول ذلك دون انضمام اعداد منهم الى المعارضة و"الحراك الثوري". وكانت الامم المتحدة حذرت قبل ايام من ان النزاع في سوريا بات "طائفيا في شكل واضح" ما يهدد الاقليات الدينية في البلاد.

وفي سياق اخر وصف المبعوث الأممي والعربي الى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، اليوم (الاثنين)، عقب لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، الوضع في سوريا بأنه "يدعو للقلق"، مضيفا أنه "تم تبادل الرأي حول الخطوات التي يمكن بها قراءة المستقبل"، وأعرب عن أمله "في أن تتجه الأطراف المعنية بالأزمة السورية نحو حل يضع حدا لهذا الواقع".

وأوضح الإبراهيمي "تشرفت بلقاء الرئيس وتكلمنا في الهموم الكثيرة التي تعاني منها سوريا في هذه المرحلة"، مضيفا "كالعادة تبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل".

ولفت إلى أن "الرئيس الأسد تحدث عن نظرته لهذا الوضع، وتكلمت عن ما رأيته في الخارج في المقابلات التي اجريتها في المدن المختلفة مع مسؤولين مختلفين في المنطقة وخارج المنطقة، وعن الخطوات التي انا ارى انه يمكن ان تتخذ لمساعدة الشعب السوري على الخروج من هذه الازمة"، مضيفا أن "الأوضاع في البلاد مازالت سيئة".

واجرى الإبراهيمي سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين في الدول المعنية بالنزاع السوري، آخرها في السادس من ديسمبر الجاري مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف ، كما كان التقى في القاهرة مؤخرا، عددًا من قوى المعارضة السورية، واستعرض مع مسؤولين بها خطواته القادمة.

وقال رجاء الناصر امين سر هيئة التنسيق الوطنية المعارضة لوكالة( شينخوا ) بدمشق ان " النظام في سوريا اذا قبل الخطة التي حملها الابراهيمي بعد التفاهم الروسي الامريكي حول الازمة السورية، فسيكون هناك امل بامكانية وجود حل سياسي للازمة السورية، واذا لم يقبل فإن البلاد ستنزلق الى اتون حرب اهلية خطيرة "، محملا النظام مسؤولية ما يحدث من تصعيد للعنف في البلاد.

ودخلت الأزمة السورية شهرها الـ 22، وسط تصاعد وتيرة الاشتباكات بين الجيش ومسلحين معارضين في عدد من المحافظات، لاسيما في دمشق وريفها وحلب والمنطقة الشمالية الشرقية، ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا وتهجير مئات الآلاف خارج البلاد.

/مصدر: شينخوا/

تعليقات