دمشق 17 يناير 2013 /شاء من شاء وأبى من أبى، وجد كثير من السوريين أنفسهم مضطرون للتعود على السير على الأقدام والركض أحيانا، إذ تكتظ الطرق عبر البلد الذي تمزقه الحرب بالسيارات المصطفة أمام محطات الوقود انتظارا للحصول على البنزين.
وتشهد سوريا حاليا عجزا شديدا في البنزين وزيت الديزل وكذلك غاز الطهي، ما يثير قلق السوريين، لاسيما مع تزايد عدد محطات الوقود المغلقة، ما يجبر السوريين على الانتظار لساعات طويلة أمام المحطات الأخرى ويسبب حالة من الازدحام المروري الشديد.
وفي هذا الصدد، قال مواطن يدعى أمين، وهو في الثلاثينيات من عمره، قال مازحا "إن السير على الأقدام من أسهل وأرخص الطرق للتمتع بالهواء الطلق والمحافظة على اللياقة البدنية ... بمرور الوقت، أصبحنا كسالى وغير مستعدين لممارسة الرياضة ... يبدو أننا نحتاج بشدة إلى مثل هذه الأزمة لممارسة الرياضة".
أدت الأزمة السياسية المستمرة منذ 22 شهرا في سوريا إلى أسوأ عجز في البنزين يشهده البلد العربي في سنوات، وهي مسألة شائكة تعمل الحكومة بشكل حثيث على معالجتها.
ومن المشاهد المألوفة أن تجد سائقي سيارات الأجرة، مثل السائق نضال، يضعون أوعية بلاستيكية صغيرة على سياراتهم لتزويد السيارات يدويا بالبنزين لتجنب الاصطفاف أمام محطات الوقود لساعات.
وبينما كان ينظر بقلق إلى عداد الوقود في سيارته، أعرب نضال عن أمله في أن يجد محطة وقود مفتوحة لكي يحصل على البنزين منها. ودمدم قائلا "لقد أصبح كل شيء مخيفا، من الأفضل أن يبقى المرء في بيته بدلا من أن يضيع الوقت في محطات الوقود".
ويشدد مسئولون على أن الأزمة قد تنحسر في الأيام المقبلة. ولكن، نقص البنزين يجعل كثيرين غير مقتنعين بهذا.
ويبدو أن صبر السائقين ينفد في ظل العجز الشديد في البنزين. ومساء الخميس، تشاجر سائقان في الشارع أمام محطة للغاز بشارع بغداد في العاصمة دمشق لمدة خمس دقائق قبل أن يتدخل المارة ويفصلوا بينهما.
وفي مكان آخر، خرج بعض السائقين من سياراتهم المتوقفة أمام محطات الوقود وبدئوا السير جيئة وذهابا، فيما شوهد آخرون وهم يتناولون الشطائر أو يدخنون السجائر.
وقالت سيدة في السبعينيات من عمرها فيما كانت واقفة بسيارتها عند محطة الوقود في شارع بغداد "إنه أمر مثير للاشمئزاز، هل يمكن تخيل سيدة في مثل عمري تسير لمسافة طويلة؟ سوف أواصل الانتظار لتزويد سيارتي بالوقود".
وأضافت السيدة قائلة "أحتاج بشدة إلى سيارتي لشراء الطعام واللوازم الأخرى"، موضحة أن نجليها غادرا البلاد بالفعل ولكنها تفضل البقاء رغم الصعوبات.
وتابعت السيدة قائلة "أشعر بأنني سوف أموت إذا غادرت سوريا ... لا يمكنني تنفس أي هواء غير هواء دمشق".
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn