بكين   مشمس جزئياً~ضباب 3/-8 

تقرير إخباري : تواصل الاشتباكات برأس العين السورية ومعارضة الداخل تحمل تركيا المسؤولية

2013:01:21.08:52    حجم الخط:    اطبع

ملخص: وتشير التقارير الواردة من رأس العين إلى ان اشتباكات عنيفة تدور في المدينة منذ عدة ايام بين مجموعات مسلحة وبين لجان الحماية الشعبية الكردية التي تتهمها تلك المجموعات بموالاة النظام السوري ، وسط استياء الاهالي الذين يطالبون بالكف عن هذه الاشتباكات واعادة الاستقرار إلى مدينتهم.

دمشق 20 يناير 2013 /تواصلت اليوم (الأحد) في مدينة رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة السورية في اقصى شمال شرق البلاد الاشتباكات بين فصائل وكتائب مسلحة دخلت المدينة قبل خمسة ايام وبين مجموعات من المقاتلين الأكراد من سكان المنطقة، فيما ادانت المعارضة السورية في الداخل هذه الاشتباكات وحملت تركيا المسؤولية.

وقال احد الناشطين الاكراد ان الاشتباكات مستمرة منذ خمسة ايام ، لافتا إلى ان قوات الحماية الشعبية الكردية تقوم بتطويق المنطقة المحيطة بمستشفى المدينة ، كما ان هناك اشتباكات عنيفة في منطقة كنائس المسيحيين"، مبينا ان "المنطقة الواقعة على طريق الحسكة في المدينة باتت تحت سيطرة قوات الحماية الشعبية الكردية " .

وأكد الناشط الكردي ان"هناك بين المجموعات المسلحة العديد من الجنود الأتراك الذين إنضموا إليها و يقاتلون معها و نحن نستطيع تأكيد هذه المعلومات و كذلك المساعدات التي يقدمونها للجماعات المسلحة ".

وتشير التقارير الواردة من رأس العين إلى ان اشتباكات عنيفة تدور في المدينة منذ عدة ايام بين مجموعات مسلحة وبين لجان الحماية الشعبية الكردية التي تتهمها تلك المجموعات بموالاة النظام السوري ، وسط استياء الاهالي الذين يطالبون بالكف عن هذه الاشتباكات واعادة الاستقرار إلى مدينتهم.

وقال ناشط سياسي كردي في تصريحات صحفية أن "عناصر من مجموعات مسلحة ترتبط بتنظيم جبهة النصرة اجتازوا الحدود التركية على متن ثلاث دبابات ودخلوا رأس العين الخميس الماضي".

وأوضح الناشط الكردي "أن المقاتلين المعارضين لم يستخدموا الدبابات لمحاربة النظام وإنما لقصف رأس العين".

وتعود اساس هذه المشكلة إلى ان بعض المناطق في محافظة الحسكة ، ومنها راس العين ، وقعت، قبل اشهر، تحت سيطرة الاكراد الذين يشكلون غالبية في المنطقة ، وانحسر الوجود الحكومي السوري في تلك المناطق ، وهو ما اوحى لجماعات معارضة مسلحة بان الأكراد ، وخصوصا الاتحاد الديمقراطي الكردي ، هم موالون للنظام السوري الذي سلمهم تلك المناطق .

وسرعان ما دخلت تركيا على الخط ، إذ اتهمت الاتحاد الديمقراطي الكردي بانه امتداد لحزب العمال الكردستاني التركي الذي يحارب تركيا منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي لانتزاع حقوق الأكراد هناك.

ويقول ناشطون سياسيون معارضون ان تركيا دعمت مجموعات مسلحة لمحاربة مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي ، وبالتالي توجيه ضربة غير مباشرة الى حزب العمال الكردستاني التركي .

في غضون ذلك، طالبت "هيئة التنسيق" السورية المعارضة اليوم (الأحد) المجتمع الدولي بالضغط على تركيا لمنع "نقل الإرهاب" إلى الأراضي السورية، معربة عن ادانتها للهجمات التي تستهدف المدنيين في مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة السورية، أقصى شمال شرق البلاد.

وأوضحت الهيئة في بيان لها، تلقت ((شينخوا)) نسخة منه "إن بعض الكتائب والفصائل التي تدعي أنها ذراع للثورة السورية، شنت هجمات متعددة على المدنيين العزل وعلى مؤسسات الدولة الخالية من أي تمثيل للنظام السوري والتي هي أساساً ملك للشعب في المدينة، كما أجبرت غالبية سكانها على النزوح وترك بيوتهم وأملاكهم التي تعرضت للنهب والسرقة من قبل هذه الكتائب".

وأضاف بيان الهيئة التي يترأسها حسن عبد العظيم أن "هذه الجماعات الدخيلة على الثورة تمثل أجندات خارجية وعلى الأخص تركيا، فهي من دعمتها بالسلاح والمقاتلين الأجانب والعتاد والمدرعات التي عبرت الحدود بخرق واضح للسيادة الوطنية وإجرام منقطع النظير يتنافى مع المواثيق الدولية ولا يخدم الشعب السوري وثورته من اجل الحرية والكرامة".

ودعت الهيئة "الشعب السوري إلى نبذ هذه الجماعات ورفع الغطاء عنها والتساؤل حول ماهية الهدف وجدوى الهجوم على مكون أساسي من مكونات الشعب السوري في منطقة انتهى فيها أي تمثيل للنظام، وتدار عبر مجالس محلية مشكلة من كل المكونات التي تتعايش بسلام في تلك المنطقة، وكانت رائدة في الالتزام بقيم وأخلاق الثورة منذ بداياتها عبر مظاهرات أسبوعية تدعو لاسقاط النظام".

وطالبت الهيئة المجتمع الدولي بممارسة الضغط على الحكومة التركية، التي تغض النظر بتعمد فاضح وبتأييد مُثبت بالأدلة لنقل الإرهاب وأدواته إلى الأراضي السورية".

يشار إلى ان رأس العين هي مدينة صغيرة متاخمة للحدود التركية وهي تابعة لمحافظة الحسكة في اقصى شمال شرق سوريا، ويعيش فيها غالبية من الاكراد الى جانب العرب واعداد من المسيحيين.

من جانبه، طالب تيار بناء الدولة السورية المعارض مجموعات مسلحة دخلت الى مدينة رأس العين السورية في اقصى شمال شرق البلاد، بالانسحاب الفوري منها.

وطالب التيار المعارض في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه "المجموعات المسلحة التي تسللت إلى منطقة رأس العين في الحسكة من الأراضي التركية بالانسحاب منها فوراً"، معتبراً أن القتال الدائر بينها وبين قوات الحماية الشعبية الكردية التي تصدت لها "لا يخدم مصالح الشعب السوري، إنما أجندات دولية وإقليمية".

ودعا التيار، الذي يتزعمه لؤي حسين، المجتمع الدولي بالضغط على السلطات التركية لوقف السماح للمسلحين بدخول الأراضي السورية من أراضيها.

وقال تيار بناء الدولة في بيانها بانه "لا مبرر أو مسوغ لدخول الكتائب المسلحة المناوئة للنظام إلى منطقة رأس العين، فليس في رأس العين مواقع عسكرية يمكن أن تكون أهدافاً لمعارضي النظام المسلحين، فهي منطقة سكنية بحتة، يقطنها مواطنون سوريون".

واعتبر التيار أن "الاشتباكات التي تجري بين هذه الكتائب وبين مجموعات أهلية كردية مسلحة أكبر دليل على أن أهدافهم ليست حتى مواجهة النظام، بل السيطرة على أي مكان يمكنهم السيطرة عليه، حتى ولو ضد رغبة أو قبول سكانه"، لافتاً إلى "الأغلبية الساحقة من سكان رأس العين، من الكرد والعرب والمسلمين والمسيحيين، هجروا منازلهم منذ أكثر من شهرين، حين دخلت هذه الكتائب منطقتهم وواجهتها قوات النظام".

ورأى التيار أن "شكوكاً كثيرة يمكن أن تُثار حول أهداف هذه الكتائب إذا ما علمنا أنها تدخل، دوماً، مع عدتها وعتادها من الأراضي التركية، في الوقت الذي تمنع فيه السلطات التركية نازحي رأس العين من دخول أراضيها".

وقال التيار المعارض إن هذا القتال "لا يخدم البتة مصالح الشعب السوري، إنما أجندات دولية وإقليمية، وخاصة تلك التي تدفع باتجاه تقسيم سوريا، لهذا نطالب الكتائب المسلحة التي دخلت منطقة رأس العين بالخروج منها فوراً".

يشار الى ان المعارضة السورية في الخارج لم تأخذ موقفا واضحا مما يجري في راس العين، ويعزو المراقبون ذلك ان هذه المعارضة خاضعة لاجندات تركية ولا تستطيع الخروج عن خط انقرة السياسي في التعاطي مع تفاصيل الأزمة السورية الناشبة منذ أكثر من 22 شهرا.

من جانبها، تساءلت صحيفة الوطن السورية الخاصة في عددها الصادر اليوم (الأحد) عن سبب اصرار المجموعات المسلحة المعارضة على استهداف راس العين، لا سيما وأنه لا وجود للجيش النظامي في المدينة؟

ورأت الصحيفة ان ثمة ثلاثة اهداف لهذا التحرك، وتتمثل في ان رأس العين هي بوابة للسيطرة على باقي المدن والمناطق في الجزيرة السورية ولاسيما القامشلي وعامودا ورميلان من اجل الوصول الى الحقول النفطية في هذه المناطق وتصديرها إلى تركيا من أجل الحصول على المال والسلاح النوعي".

اما الهدف الثاني ، وفقا للصحيفة السورية، فيتعلق باستهداف المكون القومي الكردي في هذه المناطق وتغيير ديمغرافية هذه المناطق لمصلحة أجندة إقليمية لها بعد ايديولوجي ديني محدد ، بما يشكل كل ذلك خطراً على التركيبة الاجتماعية والدينية في هذه المنطقة التاريخية، حيث يعيش العرب إلى جانب الأكراد منذ القدم وغيرهم من الأقليات القومية، إضافة إلى التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين في هذه المناطق .

والهدف الثالث، بحسب الصحيفة، يتمثل في تفجير حرب قومية بين الأكراد والعرب فيها وتدمير بنيتها الاجتماعية لمصلحة فرض إيديولوجية تحمل صبغة الجماعات الدينية المتشددة.

وخلصت الصحيفة الى ان تركيا هي التي تحرض على ذلك وهي التي تتحمل مسؤولية ما يجري في المدينة عبر دعمها لمجموعات مسلحة وتحريضها على دخول المنطقة بغرض افتعال معارك تخدم أهدافها.

ويتفق مع هذا التحليل الكثير من المعارضين السوريين الذين يرون في ما يجري في راس العين "معركة لا تخدم، باي حال، الثورة السورية.


ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/

تعليقات