تعليق: البحرية الروسية عضلات كبيرة وتأثير ضعيف

صحيفة الشعب اليومية ـ الصادرة يوم 21 يناير عام 2013- الصفحة رقم:21

تقوم 3 أساطيل كبيرة تابعة للبحرية الروسية بمناورات في البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط تعد الأوسع نطاقا من عدة سنوات. ويشارك في هذه المناورات السفن الحربية التابعة لأسطول البحر الأسود وأسطول البلطيق والأسطول الشمالي وحاميات السفن.

وذكرت بعض وسائل الإعلام العربية أن هذه المناورات ستشكل ضغطا على أمريكا وبعض الدول الخليجية الداعمة للمعارضة السورية. أما الخبراء الأمريكيون فأشاروا إلى أن جزءا كبيرا من المناورات العسكرية الروسية لايتعدى كونه عروضا.

تعليق

شينغ قوانغتشنغ (باحث ومدير مركز تاريخ وجغرافيا الحدود الصينية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية): هناك نوايا متعددة لروسيا من وراء قيامها بمناورات البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط. وقد صرحت روسيا علنا بأن الهدف الأساسي من هذه المناورات هو تفقد وضع الإستعداد الحربي لدى أقسام الإدارة العسكرية وقدرات المقاتلات من مختلف الأساطيل على تنفيذ المهام المشتركة.

وفي ظل عدم وضوح الرؤية بالنسبة للوضع السوري، فإن هذه التحرك الروسي يحمل نية تهديد الغرب وإنذاره بعدم القيام بتدخل عسكري في سوريا. ورغم أن الجانب الروسي تفادى الحديث عن علاقة هذه المناورات بالوضع السوري، إلا أن القيام بهذه المناورة واسعة النطاق في البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط تعكس الإنشغال الروسي بالوضع في سوريا، ناهيك عن قاعدتها العسكرية الموجودة في طرطوس السورية.

من جهة أخرى، هذا التحرك الروسي لا يستهدف الوضع في سوريا فحسب، بل ان تأسيس قوات بحرية قوية ظل دائما أحد أهم مكونات الإستراتيجية العسكرية الروسية، لذا تهدف روسيا من خلال المناورات التي تجريها في البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط، للقول بأن مصالحها لاتقف عن قارتي أوروبا وآسيا، بل لديها مصالح إستراتيجية كبيرة في المجالات البحرية القريبة من القارتين الأوروبية والآسيوية، وأن روسيا ستواصل لعب دور الدولة الكبرى.
إقرا المزيد من تعليقات خاصة لصحيفة الشعب اليومية أونلاين

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/