بكين   مشمس 1/-8 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تقرير اخباري : عشرات الالاف من العراقيين يتظاهرون في جمعة لاتراجع

2013:01:26.09:35    حجم الخط:    اطبع

بغداد 25 يناير 2013/ تظاهر عشرات الالاف من ابناء محافظات الانبار، وصلاح الدين، ونينوى وكركوك، وديالى وبعض مناطق بغداد ذات الغالبية السنية، بعد صلاة موحدة تحت عنوان "جمعة لا تراجع "، مؤكدين استمرار اعتصامهم وتظاهراتهم حتى يتم تنفيذ جميع مطالبهم ، في وقت وقعت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الامن في مدينة الفلوجة اسفرت عن مقتل ستة واصابة اكثر من 50 آخرين بجروح .

ولوحظ ان تظاهرات اليوم بدأت اكثر حشدا وغضبا وشهدت ترديد اهازيج فيها نبرة تهديد واضحة ضد الحكومة العراقية ، التي يترأسها ، نوري المالكي ، وقوات الجيش والشرطة من اي اقتراب او محاولة منع المتظاهرين من اداء واجباتهم او عصيانهم .

واختلطت الاناشيد والاهازيج التي قدمت في الاعتصامات بين اغاني واهازيج الحرب العراقية الايرانية في ثمانينيات القرن الماضي ، وبين اهازيج الثورة السورية التي ترددها الفصائل التي تقاتل الرئيس السوري بشار الاسد ومنها "عجل نصرك ياالله"، والثورة المصرية التي تصادف ذكراها السنوية الثانية اليوم مثل "ثوار حنكمل المشوار " وارحل".

وقالت مصادر صحية واخرى امنية لوكالة انباء ((شينخوا)) إن قوات الجيش العراقي منعت المتظاهرين من التوجه إلى ساحة الاعتصمام على الخط السريع عند مدخل الفلوجة ، ثاني اكبر المدن في محافظة الانبار غربي العراق ، ما ادى إلى وقوع مواجهات بين المتظاهرين وقوات الجيش ، ثم تجددت هذه المواجهات بعد صلاة الجمعة، ما ادى إلى مقتل ستة من المتظاهرين واصابة اكثر من 50 آخرين بجروح .

واعقب سقوط الضحايا قيام مجهولين بمهاجمة نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي في الحي العسكري جنوب الفلوجة ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود، حسب مصدر في شرطة المدينة.

واثارت عملية قتل ستة من المتظاهرين موجة غضب عارمة في المدينة وعموم المدن التي شهدت اعتصامات، فقد طالب علماء الدين وشيوخ العشائر واللجان الشعبية المنظمة للتظاهرات، في الفلوجة باخراج قوات الجيش من المدينة فورا، وتسليم العسكريين الجناة إلى القضاء لمحاكمتهم، وقد استجاب وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي لهذه الطلبات، وامر بسحب قوات الجيش كما قرر تشكيل لجنة للتحقيق في الموضوع، وتعويض المتظاهرين جراء هذه المواجهات.

وفي هذا الصدد قال محافظ الانبار قاسم الفهداوي في تصريحات صحفية انه "تم الاتفاق مع الحكومة العراقية على سحب قوات الجيش من ساحات الاعتصام في المحافظة خلال 24 ساعة واستبدالها بقوات الشرطة الاتحادية التي ستعطى لها مهام تأمين الاعتصامات".

من جانبه ، دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، والقائد العام للقوات المسلحة العراقية ، الاجهزة الامنية في محافظة الانبار إلى ضبط النفس والتحمل والصبر وعدم الرد المباشر والابتعاد عن استخدام القوة ، في التعامل مع المتظاهرين.

وقال في بيان اصدره حول احداث الفلوجة، ان "ما حصل اليوم من اصطدام مع الجيش في الفلوجة لم يكن مفاجئا، فقد كنا قد حذرنا منه ومن نوايا يضمرها اصحاب الاجندات والاهداف المعادية للعراق والعملية السياسية والديمقراطية فيه، والتي يزداد خطرها، يوما في محاولة لتفجير الاوضاع الامنية، وآخر لجر القوات المسلحة للمواجهة".

واضاف ان "هذه مؤامرات رسمت خطواتها مخابرات اقليمية وبقايا النظام السابق والقاعدة واصحاب النهج الطائفي الذين يريدون ان يصبغوا هذه المؤامرة بدماء الابرياء من الذين خرجوا بتظاهرات يطالبون فيها بحقوق دستورية".

وتابع المالكي ان "مجموعة مغررا بها، هاجمت اليوم وعن سابق قصد، احدى (نقاط تفتيش) الجيش في الفلوجة وبدأوا هجومهم بالحجارة ثم تلاها الرصاص ، ما ادى إلى حصول اصابات وتصاعد التوتر الذي تسعى القاعدة والمجاميع الارهابية الى استغلاله ضمن مخطط ارهابي طائفي كان هدفهم الاساسي منذ سنوات".

واعرب المالكي عن امله ان تبقى هذه الحادثة تحت السيطرة، داعيا جميع العقلاء والحكماء من أهالي الانبار الى ان يتحركوا لاطفاء نار الفتنة والوقوف بوجه هذه المحاولات والاثارات حيث لا مصلحة للانبار ولا اهل العراق جميعا فيها.

وناشد المالكي المتظاهرين اصحاب المطالب وغير المسيسين الى ممارسة حق التظاهر بالابتعاد عن الاصطدام واستفزاز الجيش والقوات المسلحة ورصد المجموعات المخربة والابتعاد عن طرح الشعارات الاستفزازية.

من جانبها ، ادانت رئاسة إقليم كردستان بشدة استخدام قوات الجيش العراقي في ما اسمته قمع المتظاهرين في مدينة الفلوجة، معتبرة ذلك خرقا للدستور.

وقالت في بيان لها " ندين بشدة إتخاذ الإجراءات العسكرية بحق المتظاهرين في الفلوجة ومناطق اخرى من العراق ، ونأسف جدا لوقوع ضحايا في صفوفهم إثر إطلاق النار عليهم من قبل وحدات من الجيش العراقي"، مضيفة "إن إستخدام وإقحام الجيش في قمع المتظاهرين وضربهم يعتبر خرقا صارخا للدستور " .

وطالبت باتخاذ اجراءات مشددة بحق من هاجم المتظاهين قائلة " إننا إذ نعبر عن إستيائنا لهذه الهجمات ، نطالب بإتخاذ أشد الإجراءات ضد المهاجمين على المتظاهرين ، وفي الوقت نفسه نتمنى بقاء الحراك الجماهيري في إطاره السلمي بالرغم من الأحداث المؤلمة التي حدثت اليوم " .

إلى ذلك استنكر الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، الذي ايد مطالب المتظاهرين السنة من البداية، الاعتداء على المتظاهرين داعيا الى سلمية التظاهر.

وقال في بيان صادر عن مكتبه "نشجب ونستنكر هذا الاعتداء المسلح الذي وقع اليوم على المتظاهرين في مدينة الفلوجة"، مشددا على سلمية التظاهرات.

وطالب الصدر، المتظاهرين والأجهزة الأمنية بضبط النفس ، داعيا الأجهزة الأمنية بتنفيذ واجبها وهو حماية المواطنين والحفاظ على سلامتهم.

على صعيد متصل اعلن وعبر مكبرات الصوت في مساجد الفلوجة عن قرار بحظر التجوال في عموم المدينة، على خلفية الاحداث التي وقعت اليوم.

كما شهدت العديد من المدن السنية صلاة موحدة وتظاهرات، ففي مدينة سامراء (120 كم) شمال بغداد طالب الشيخ احمد حسن الطه، امام اكثر من 40 آلف مواطن ، الحكومة العراقية بالتنفيذ الفوري وغير المشروط لمطالب التظاهرين قائلا " إن هذه الجماهير لم تخرج بطرا ولا للنزهة ولكن ضاقت بها السبل والحيل من التصرفات الطائفية البغيضة للحكومة فخرجت من اجل كرامتها وكرامة نسائها ".

واعرب الشيخ الطه الذي يعد واحدا من علماء الصف الاول للعرب السنة، عن الاسف الشديد لتوافق ذكرى المولد النبوي مع تلك الاحتجاجات والتي افسدت الفرح بهذا اليوم العظيم لكنها استمدت منه الاصرار على المطاولة ونيل الحقوق .

ولم تخرج الخطب والهتافات والاهازيج في عموم المدن التي شهدت مظاهرات ، عن هذا المضمون اي التأكيد على الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية، وضرورة تنفيذ مطالب المتظاهرين بدون تأخير .

ويرى بعض المراقبين ان لهجة المعتصمين والمتظاهرين قد تغيرت اليوم واصبحت تطالب بما هو اكثر، فقد طالب البعض باسقاط الحكومة، فيما طالب البعض الاخر اسقاط العملية السياسة والدستور الذي جاء بها لانه اساس كل المشاكل التي تواجه العراق اليوم.

وقال المحلل السياسي صباح الشيخ لوكالة انباء ((شينخوا)) " أن لهجة المتظاهرين والمعتصمين بدأت تتغير ، مع تاخر الحكومة في تنفيذ طلبات المتظاهرين " مبينا ان بعض المتظاهين طالب بصراحة باسقاط الحكومة ، فيما طالب اخرون باسقاط العملية السياسية والدستور.

واوضح الشيخ، ان المواجهات التي وقعت اليوم في مدينة الفلوجة، مع قوات الجيش واسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى ، سترفع من سقف مطالب المتظاهرين ، وستدفع المتظاهرين لتغيير لهجتهم نحو التصعيد، داعيا الحكومة الى الاسراع في تنفيذ طلبات المتظاهرين وخاصة فيما يتعلق باطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات من الذين براهم القضاء.

ويقود التظاهرات اسلامي يبدو اكثر قوة ولدية القدرة على تعبئة مئات الالاف في شوارع المحافظات العراقية، ذات الأغلبية السنية، عبر التواصل من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وعبر قنوات الشبكة العنكبوتية والاتصالات الهاتفية.

ويشهد العراق منذ 21 ديسمبر الماضي ، تظاهرات واعتصامات على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، انطلقت شرارتها من محافظة الأنبار، لتمتد إلى محافظات صلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك وبعض مناطق العاصمة بغداد ، ذات الغالية السنية ، تنديدا بالحادث والمطالبة باطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين ، والغاء قانون المساءلة والعدالة والمادة الرابعة من قانون مكافحة الارهاب وتعديل مسار العملية السياسية ووقف سياسة الإقصاء والتهميش.

/مصدر: شينخوا/

تعليقات