مقابلة : مسئول فلسطيني: اتفقنا مع الحكومة السورية على إنهاء المظاهر المسلحة داخل المخيمات

رام الله 18 فبراير 2013 / أعلن مسئول فلسطيني اليوم (الاثنين) عن التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية لإنهاء كافة المظاهر المسلحة بالمخيمات الفلسطينية في سوريا، فيما انتقد "عدم تجاوب المعارضة بشكل مرض" إزاء ذلك.

وجاء الاتفاق الذي يسعى إلى تحييد المخيمات الفلسطينية عن الأزمة الداخلية التي تشهدها سوريا منذ مارس 2011 خلال زيارة أجراها وفد فلسطيني رسمي على مدار أيام أربعة متتالية في سوريا اجتمع خلالها منذ الأربعاء الماضي مع مسئولين في الحكومة السورية وأطراف في المعارضة إلى جانب ممثلي الفصائل الفلسطينية المتواجدة في دمشق.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو الوفد إلى سوريا أحمد مجدلاني، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن اتفاقا جرى التوصل له خلال الزيارة يتضمن وضع سلسلة إجراءات للنأي باللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سوريا عن أتون الصراع الداخلي في البلاد.

وذكر مجدلاني الذي وصل إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية مساء أمس الأحد، أن هذه الإجراءات تقوم على إنهاء كافة المظاهر المسلحة في المخيمات الفلسطينية وتمكين النازحين منها من العودة المتدرجة لمنازلهم وتأمين توريد المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية المختلفة إلى المخيمات.

وأضاف أن هذه الإجراءات ستتضمن كذلك إنهاء ملف المعتقلين الفلسطينيين لدى السلطات السورية والإطلاق الفوري لكل من لم يثبت تورطه في الأحداث الداخلية والتسوية الأمنية لملفات المطلوبين من اللاجئين بالعفو عنهم مقابل تسليم أسلحتهم والعودة للحياة الطبيعية.

وفي المقابل، قال مجدلاني "واجهنا عقبة في مباحثاتنا وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع الحكومة تمثلت في موقف قوى المعارضة خصوصا المجموعات المسلحة منها لأن استجابتها غير مرضية وهو ما يجعلنا نركز حاليا على الحديث مع قياداتهم في الخارج والدول التي تدعمهم ".

وتابع "بعض القوى المعارضة وصفت المخيمات الفلسطينية بأنها أراضي سورية وإسلامية ولا يمكن وقف القتال فيها، لكن تم الاتفاق على أن تقوم قيادات منظمة التحرير بإجراء اتصالات بقيادات المعارضة بالخارج والدول الداعمة لها، من أجل تحييد المخيمات الفلسطينية كونها ليست جزء ولا طرفا بالصراع ".

وفي الوقت ذاته، أكد مجدلاني أن جميع الفصائل الفلسطينية الموجودة في سوريا بما فيها الجبهة الشعبية- القيادة العامة تدعم الاتفاق المذكور وتعمل على التعاون لتنفيذه، معلنا بهذا الصدد عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة من كافة الأطراف المعنية لتطبيق ما تم الاتفاق عليه.

وشدد على السياسة الثابتة للقيادة الفلسطينية بضرورة النأي بالمخيمات والوجود الفلسطيني في سوريا من التورط في الصراع الدائر، مشيرا بأسف بهذا الصدد إلى تورط جهات فلسطينية في القتال بجانب النظام والمعارضة على حد سواء.

وترصد إحصائيات فلسطينية مقتل أكثر من ألف لاجئ فلسطيني في سوريا منذ بدء الاضطرابات الداخلية، علما أن نحو 472 ألف فلسطيني يقيمون في مخيمات خاصة بهم في سوريا إلى جانب 120 ألفا آخرين خارج المخيمات.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن نحو 250 ألف فلسطيني نزحوا من مخيماتهم في سوريا خلال الأشهر الأخيرة بفعل ما تشهده من صراع داخلي.

ومن بين هؤلاء نحو 120 ألف نزحوا إلى خارج سوريا باتجاه دول مثل لبنان وتركيا ومصر والأردن فيما عاد نحو 250 منهم إلى قطاع غزة.

ووصف مجدلاني أوضاع النازحين من اللاجئين الفلسطينيين وأغلبهم نزحوا تجاه لبنان بأنها في غاية البؤس.

وذكر أنهم أبلغوا من قبل مسئولي أونروا في سوريا ولبنان مناشدتهم الأطراف الدولية دعمها بمبلغ 90 مليون دولار إضافية لصالح تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين في ظل تقصير عربي وإسلامي ودولي تجاه تحمل مسئولياتهم.

وأعلن مجدلاني، أن الوفد المكلف بمتابعة أوضاع المخيمات سيعاود التوجه مجددا من رام الله إلى دمشق خلال أيام لمتابعة ما جرى تنفيذه ووضع مزيدا من الآليات والإجراءات التي تكفل تحييد المخيمات الفلسطينية وعودة النازحين منها.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/