تقرير إخباري: استهداف سفارة فرنسا يجبر الأجهزة الأمنية الليبية على مواجهة تنامي أحداث إرهابية

طرابلس 23 أبريل 2013/خلقت حادثة الاعتداء على السفارة الفرنسية في طرابلس حالة من التوتر والقلق حيال إقبال الأجهزة الأمنية الليبية على مواجهة تنامي أحداث إرهابية تتكرر من حين لآخر خاصة في كبرى مدن البلاد طرابلس وبنغازي.

وعن حجم هذه التحديات التي تعترض عمل الأجهزة الأمنية في مثل هذه الحوادث، أوضح رئيس لجنة الأمن القومي بالمؤتمر الوطني الليبي سليمان الحاج "ان هذه الحوادث التي تتكرر من حين لآخر وأخرها الاعتداء على سفارة باريس، ما يحتم على أجهزة الأمن الدخول في مواجهة حاسمة مع جهات محتملة مسئولة عن مثل هذه الهجمات التي بدأت تـُظهر حالة من تنامي أحداث إرهابية".

وأضاف الحاج في تصريحه لوكالة أنباء ((شينخوا)) "ان المؤسسة الأمنية في ليبيا انهارت تماما بعد نجاح الثورة وتحتاج إلى تنفيذ برامج تعيد تشكيلها بصورة تضمن حساسية المرحلة الراهنة وتراعي حاجة البلاد إلى فهم طبيعة الجهات المتوقعة والتي تحرص على زعزعة الأمن والاستقرار خاصة في طرابلس وبنغازي".

هذا وشهد مقر السفارة الفرنسية بمنطقة حي الأندلس بوسط طرابلس انفجار سيارة مفخخة في وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء، ما أسفر عن إصابة حارسين فرنسيين اثنين على الأقل بجروح وإصابة طفلة صغيرة في أحد المنازل المقابلة لمبنى السفارة.

ذا وسارعت وزارة الداخلية الليبية عقب الاعتداء على السفارة الفرنسية لجنة تحقيق مركزية بشأن حادثة التفجير ومعرفة ملابساتها .

وعن الجهات الممكن وقوفها وراء تنفيذ مثل هذه الهجمات، أشار مدير قسم البحث الجنائي بوزارة الداخلية العقيد عبد السلام عاشور لـ((شينخوا)) "ان تفسير والوصول إلى منفذي تفجير السفارة الفرنسية في طرابلس ليس أمرا يسيرا، كون الدلالات والتخمينات تتداخل بشأن هوية المنفذين، فقد يكون الأمر له علاقة بأنصار القذافي وقد يكون له علاقة بتنظيمات متطرفة".

وعن طبيعة ومدة التحقيقات التي ستجرى في مقر التفجير، قال عاشور "نقوم بالتحقيق ومعاينة الأدلة عقب الحادثة كما نرحب بشل كبير في تعاون فريق التحقيق الفرنسي معنا الذي سيسهل من مهمتنا في الوصول إلى خيوط المجرمين".

هذا وأعلن وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس في زيارته السريعة لطرابلس التقى فيها عدد من المسؤولين الليبيين، عن إيفاد فريق تحقيق تابع للشرطة الفرنسية للوقوف على ملابسات حادثة تفجير مبنى السفارة الفرنسية في العاصمة.

وقام فابيوس فور وصوله إلى ليبيا بزيارة مقر السفارة الفرنسية والوقوف عند حجم الأضرار التي تعرضت له، كما قام بتفقد أحوال العائلات القاطنة في حي السفارة والتي تضررت منازلها جراء التفجير.

من جهته رحب وزير الخارجية الليبي محمود عبد العزيز بتعاون فريق التحقيق الفرنسي من الفريق الليبي، مؤكدا أن حادثة تفجير السفارة الذي وصفه "بالعمل الإرهابي" لن تؤثر على عمق العلاقات الثنائية بين طرابلس وباريس.

وبشأن صحة نظرية ارتباط الهجوم على السفارة الفرنسية بتنظيم القاعدة في المغرب العربي، أكد جمال الأطرش الباحث السياسي الليبي "يمكن وضع كافة الاحتمالات بأن تكون هناك أدلة قد تفرزها التحقيقات المستقبلية عن بصمات للقاعدة في الهجوم على السفارة".

وأضاف "نحن نعلم التهديدات التي أطلقها قادة في التنظيم عقب تدخل فرنسا في مالي".

هذا وتوعد تنظيم القاعدة الإرهابي في المغرب العربي من شن هجمات ضد مصالح ومقرات دبلوماسية داخل وخارج فرنسا، وذلك على خلفية تدخل باريس العسكري في مالي والذي ادى إلى طرد المجموعات الإرهابية المتطرفة من شمال البلاد .

وعن مدى قدرة أجهزة الأمن الليبية المشكلة حديثا في مواجهة تهديدات مستقبلية محتملة للبعثات الدبلوماسية العاملة في طرابلس وبنغازي، اعتقد جمال الأطرش "ان الفرصة مواتية لكبح جماح بذور خلايا إرهابية في ليبيا خاصة وأن أجهزة الأمن تعيد بناءها من الصفر، ويمكنها الاستفادة بشكل كبير من خبرات الدول الأجنبية الصديقة والشقيقة، التي تعهدت في مساعدة البلاد على بناء أجهزتها الأمنية عقب الثورة".

وتتعرض مقرات البعثات الدبلوماسية في ليبيا إلى عدد من الحوادث المتباينة الأسباب، أبرزها الهجوم المسلح على مبنى القنصلية الأمريكية في بنغازي العام الماضي والذي أدى إلى مقتل السفير كريس ستفينز وعدد من الأمريكيين، على خلفية فيلم مسيئ للرسول محمد صلى عليه وسلم أنتج في الولايات المتحدة.

لكن حادثة تفجير سيارة مفخخة أمام مقر السفارة الفرنسية بوسط طرابلس تعد الأضخم من حيث الخسائر المادية حيث رصدت كامير ((شينخوا)) عند تجولها في عين المكان، رصدت مشاهد دمار متفاوتة الأضرار لنحو أربعة منازل محيطة بمقر السفارة، كما لوحظ دمار عشرات السيارت لسكان الحي بجانب دمار سيارتين تابعيتن للسفارة و إنهيار أحد أسوار مقر السفارة بشكل شبه كلي.

/مصدر: شينخوا/