الرئيس سليمان يحذر من مخاطر انعكاسات تدخل اللبنانيين في أحداث سوريا

بيروت 24 مايو 2013/حذر الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم (الجمعة) من مخاطر انعكاسات تدخل اللبنانيين في أحداث سوريا ، في اشارة غير مباشرة الى دخول (حزب الله) على خط هذه الأحداث.

وقال الرئيس سليمان، في كلمة له اليوم خلال زيارته مقر قيادة الجيش اللبناني بمناسبة الذكرى 13 لعيد (المقاومة والتحرير)، ان " معاني المقاومة أسمى من أن تغرق في الفتنة في سوريا او في لبنان، أكان ذلك لدى شقيق أو صديق".

وأضاف ان "الامل لا يزال كبيرا بالمبادىء التي يعتنقها الجيش اللبناني ، ومعاني المقاومة السامية التي حاربت وحررت ليس من اجل قضية مذهبية بل من اجل قضية وطنية قومية بكامل ابعادها".

وتتهم المعارضة السورية (حزب الله) بالمشاركة في القتال الذي تشهده سوريا الى جانب القوات النظامية فيما أكد الحزب انه يقدم مساندة للبنانيين الشيعة المقيمين في منطقة القصير السورية الذين يتعرضون لاعتداءات كما تشارك عناصره بحماية مقام السيدة زينب في دمشق.

كما تتحدث تقارير عن مشاركة سنة سلفيين في القتال في سوريا ، وكان الشيخ سالم الرافعي امام مسجد التقوى في طرابلس اعلن في 22 ابريل الماضي "التعبئة العامة لنصرة اهل السنة في منطقة القصير السورية بعد هجوم (حزب الله) السافر على اهلنا في المنطقة".

ويحتفل لبنان في 25 مايو من كل عام بـ (عيد المقاومة والتحرير) ، وهو التاريخ الذي اكتمل فيه انسحاب القوات الاسرائيلية والميلشيات التابعة لها من معظم الأراضي التي كانت احتلتها اسرائيل بجنوب لبنان في العام 1978، علما أن هذا الانسحاب لم يشمل مناطق في بلدة كفرشوبا ومزارع شبعا.

وحذر الرئيس سليمان في كلمته بهذه المناسبة من أن لبنان يمر بفترة صعبة جدا جراء ما يحيط به ، في إشارة إلى الأزمة السورية معتبرا أن ما يجري في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان من اشتباكات بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن ذات الغالبيتين السنية والعلوية "انعكاس لما يجري في سوريا".

وتشهد طرابلس منذ يوم الأحد الماضي اشتباكات أدت الى وقوع 23 قتيلا بينهم عسكريان و162 جريحا بين مجموعات مسلحة لبنانية سنية وعلوية حيث يؤيد السنة المعارضة السورية فيما يؤيد العلويون النظام السوري.

واكد سليمان ان حماية لبنان تكون عبر تطبيق القرار الدولي رقم 1701 والتزام قرارات الشرعية الدولية والالتزام ب(اعلان بعبدا) الذي ينص على الابتعاد عن سياسة المحاور ، وبالاستراتيجية الوطنية الدفاعية التي تنظم العلاقة الواضحة ين الجيش والمقاومة والتي تعتمد على خطة لتسليح الجيش وتجهيزه.

ولفت الى أنه بانتظار اقرار الاستراتيجية الدفاعية " يتم الاستفادة من قدرات المقاومة بناء على حاجة الجيش ووفق قرار مركزي عبر مجلس الوزراء والمجلس الاعلى للدفاع او رئيس الجمهورية بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة".

وفيما خص تشكيل الحكومة اعتبر سليمان ان التكليف كان سهلا فيما كان التشكيل متعثرا قائلا "لم يتركوا للرئيس المكلف مجالا يعبر فيه عن وطنيته وحسن ادائه فتم وضع الشروط والشروط المضادة من الجهات كافة".

وأعلن عن دعمه لرئيس الحكومة المكلف تمام سلام بشكل كامل لممارسة وطنية ولأداء جيد ومتوازن وعادل بين الجميع لمنع التفرد والكيدية".

وكانت التباينات والشروط المتبادلة بين القوى اللبنانية حول طبيعة ومهام الحكومة الجديدة قد أدت الى عرقلة تشكيل الحكومة التي كان الرئيس ميشال سليمان قد كلف تمام سلام بتشكيلها في 6 ابريل الماضي.

ويواجه لبنان، الذي يشهد انقساما واختلافات بين القوى السياسية حول الأزمة في سوريا، استحقاق الانتخابات النيابية من دون الاتفاق على القانون الذي ستجري على أساسه علما ان الدستور ينص على اجراء الانتخابات خلال فترة الستين يوما التي تسبق انتهاء ولاية البرلمان في 20 يونيو المقبل.

وفي مجال اخر ، دعا سليمان "الدول العربية الشقيقة والصديقة لاسيما تركيا الى بذل كل الجهد لتحرير المخطوفين اللبنانيين في سوريا".

وكان 11 لبنانيا قد خطفوا في سوريا في 22 مايو من العام الماضي في منطقة "أعزاز" بسوريا اثر عودتهم برا من زيارة لمقامات دينية في ايران واطلق سراح اثنين منهم بعد تدخل تركي اثر افراج أهالي المختطفين عن مواطنين تركيين كانوا اختطفوهما في لبنان.

ويحمل اهالي المختطفين تركيا مسؤولية معالجة قضية ابنائهم معتبرين أن لديها علاقات جيدة مع الجهات السورية المعارضة الخاطفة، وهم كانوا عمدوا في الأيام الماضية على سبيل الضغط الى الاعتصام يوميا أمام المؤسسات التركية العاملة في لبنان.

/مصدر: شينخوا/