تحقيق اخباري:من اجل السماح لفلسطيني بالعلاج في القدس إسرائيل تشترط استئجاره أمن خاص إسرائيلي لمرافقته

رام الله 8 يونيو2013 / في سابقة هي الاولى من نوعها اشترطت السلطات الاسرائيلية على الفلسطيني أحمد أبو الرب استئجار شركة أمن إسرائيلية خاصة من أجل السماح له بالخروج من مدينة جنين بالضفة الغربية ، ومرافقته للعلاج في مستشفى بمدينة القدس.

ويحاول ابو الرب الذي يعاني من مرض "انزلاق غضروفي" في رقبته وظهره،منذ عدة شهور الحصول على تصريح للعلاج إلا ان جميع محاولاته قوبلت بالرفض .

وقال أبو الرب لوكالة أنباء ((شينخوا))، ان السلطات الاسرائيلية وافقت اخيرا على خروجه إلى القدس نتيجة إصراره على العلاج، لكنها اشترطت ذلك بتحمله أعباء إستئجار شركة أمن إسرائيلية لمرافقته خلال رحلة علاجه مما أصابه بالصدمة.

وقدم أبو الرب الذي يعمل مدرسا في مدرسة حكومية في قرية جلبون شرق مدينة جنين، شكوى للجنة الدولية للصليب الأحمر، مشيراً إلى أن ما تطلبه السلطات الاسرائيلية "شرط غريب ومضحك"، ويحتاج لمبلغ كبير ليس باستطاعته توفيره.

ويحتاج أبو الرب إلى إجراء عملية زرع بلاتين في رقبته بشكل عاجل،وأثارت قضيته انتقادات جماعات حقوقية محلية.

واعتبر ناصر الريس المستشار القانوني لمؤسسة الحق، المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان لـ((شينخوا))، ان تصرف السلطات الإسرائيلية ضد ابو الرب تشكل "انتهاكا صارخا لحقوق الانسان وللحرية الشخصية "، مضيفا، أنه "من غير المعقول أن يدفع شخص ما لجهة أمنية تحتل ارضه حتى تراقب حريته الشخصية " .

وشدد الريس،على أن الحق في العلاج هو حق مقدس لكل إنسان ولا يجوز لسلطات الاحتلال منع أي فلسطيني منه.

ورأى الريس أن الخطورة تكمن اذا ما اصبحت الخطوة الاسرائيلية جزءا من ممارسة اعتيادية من قبل السلطات الإسرائيلية ، مشيرا إلى ان الكثير من الفلسطينيين لن يقبلوا العلاج في المستشفيات الفلسطينية في القدس (..) وبالتالي هذه وسيلة غير مباشرة لمنعهم من ذلك".

من جهته أكد أيمن قنديل وكيل وزارة الشؤون المدنية في السلطة ألفلسطينية إن حالة أبو الرب ليست الوحيدة مشيراً إلى أن إسرائيل طلبت من العديد من المرضى مؤخرا استئجار شركات أمن إسرائيلية خاصة لمرافقتهم خلال تنقلهم من الضفة الغربية إلى القدس.

وأعلن قنديل في اتصال هاتفي مع ((شينخوا)) رفض السلطة الفلسطينية بشكل قاطع لهذا الاجراء، واصفا إياه "ابتزاز وقرصنة".

وأضاف :" ألا يكفي أن يحرم الشخص من العلاج بمزاعم الرفض الأمني لكي يطالبونه بدفع مبالغ مالية لشركات أمنية إسرائيلية".

و يشتكى فلسطينيون من القيود التي تفرضها إسرائيل على حركة التنقل داخل وخارج المدن الفلسطينية.

ويقول الدكتور أسامة النجار مسؤول التحويلات الطبية في وزارة الصحة الفلسطينية لـ((شينخوا))، إن السلطات الإسرائيلية تعتمد الانتقائية في تعاملها مع الحالات المرضية، بحيث لا يتم منحهم التصاريح اللازمة بحجج الامن.

بدوره أكد كريم جبران مدير البحث الميداني في مؤسسة بيتسيلم الإسرائيلية، في اتصال هاتفي مع ((شينخوا))، أن القيود الإسرائيلية أمام المرضى الفلسطينيين قضية خطيرة وانتهاكا للقانون الإنساني الدولي ، ولحق الإنسان الفلسطيني بالوصول إلى الأماكن المحتلة مثل القدس وغيرها من المناطق التي تقيد فيها إسرائيل حرية حركة الفلسطينيين".

وقال إن السياسة التي تتبعها إسرائيل تجاه الفلسطينيين الذين يتوجهون إلى العلاج في المستشفيات بالقدس تصاعدت مؤخرا بشكل ملحوظ.

وأضاف أن اشتراط السلطات الإسرائيلية استئجار شركة أمن خاصة لمرافقة المرضى هو "أمر خطير ويجب العمل على وقفه فورا".

/مصدر: شينخوا/