دمشق 8 يوليو 2013 / أكد خبراء ومحللون سياسيون في سوريا يوم الاثنين أن استقالة غسان هيتو المكلف من قبل الائتلاف الوطني السوري المعارض في الخارج لتشكيل حكومة مؤقتة، لن تغير شيئا في واقع الأمر بالنسبة لمسار الأزمة السورية، مشيرين إلى أن الائتلاف حاليا يعيش "أزمة ولاءات ".
وأعلن "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" يوم الاثنين أن المكلف بتشكيل حكومة مؤقتة غسان هيتو تقدم باستقالته من مهمته, لافتا إلى أنه قبل هذا الاعتذار, دون أن يذكر ما هي الأسباب التي دفعت هيتو إلى هذا الأمر.
وأضاف الائتلاف في بيان نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ((فيسبوك)) أنه "تم فتح الباب لتقديم الترشيحات لرئاسة الحكومة المؤقتة خلال عشرة أيام ".
وكان الائتلاف اختار هيتو لتشكيل حكومة مؤقتة تعمل فيما أسمته المناطق المحررة, في مارس الماضي, إلا أنه لم يتمكن من تشكيل هذه الحكومة بسبب خلافات حول طريقة اختياره بالإضافة إلى خلافات بين أطياف المعارضة الخارجية, في وقت رفضت قوى معارضة داخلية كهيئة التنسيق الوطنية تشكيل حكومة مؤقتة.
وقال رجاء الناصر، أمين سر هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في الداخل السوري، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء ((شينخوا)) بدمشق، قال إن "فكرة تشكيل حكومة انتقالية في المنفى كانت فكرة خاطئة، ولا معنى لها، ولم نؤيدها "، مشيرا إلى أن الاستقالة في الوقت الحالي لن تقدم أو تأخر شيئا في مجريات الأحداث التي تشهدها سوريا.
وأضاف الناصر "ليس من المهم حاليا أن نشكل حكومة في المنفى بدون أن تحظى بتأييد الداخل السوري كحراك شعبي، وإنما المهم هو الدفع باتجاه المفاوضات مع النظام لإيجاد تسوية سياسية تخرج الأزمة السورية من عنق الزجاجة".
وأكد المعارض السوري أنه بناء على ذلك جاءت الاستقالة أمر طبيعي لعدم وجود اتفاق داخل الائتلاف الوطني السوري المعارض.
ومن جانبه، اتفق الكاتب والإعلامي السوري جانبلات شكاي أن استقالة هيتو في هذا الوقت "لن تقدم ولن تؤخر شيئا على الأرض ".
وقال الكاتب السوري شكاي لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن الائتلاف الوطني السوري تعرض خلال الشهرين الماضيين لعدة هزات قوية على مستوى العلاقة مع المعارضة الناشطة على الأرض داخل سوريا والتي تعول عليه في أن يؤمن الغطاء المتمثل في تأمين الأسلحة، والتدخل العسكري الخارجي، مشيرا إلى أن الائتلاف فشل بذلك، بعض أن حقق الجيش السوري تقدما في القصير بريف حمص وقطع طرق الإمداد بالأسلحة.
وبين الإعلامي السوري أن الائتلاف حاليا يعاني من أزمات ولاءات خلال الفترة الحالية، "خاصة بعد أن تبدلت الولاءات من قطر إلى السعودية"، مشيرا إلى أن الائتلاف سيفسح المجال أمام شخصيات أخرى للعب دور عبر إقناعهم بأن لديه مقدرة على السيطرة على المعارضة، مؤكدا أن الائتلاف هو أحد أسباب المشكلة وليس هو جزء من الحل.
وجاء إعلان هيتو استقالته بعد انتخاب "الائتلاف الوطني", الذي اجتمع في إسطنبول السبت الماضي, أحمد عاصي الجربا رئيسا له, خلفا لأحمد معاذ الخطيب الذي استقال في مارس الماضي, كما انتخب 3 نواب للرئيس هم سهير الأتاسي ومحمد فاروق طيفور وسالم مسلط.
وشهدت مسألة الحكومة المؤقتة خلافات داخل صفوف المعارضة والائتلاف، حيث لقي قرار انتخاب هيتو كرئيس "حكومة مؤقتة"، استياء عدد من أعضاء الائتلاف، وقاموا بتجميد عضويتهم فيه، وأشار آخرون إلى أن هيتو تم اختياره بناءا على رغبة قطر، الأمر الذي نفاه الائتلاف، بينما ترفض أطياف من المعارضة منذ البداية تشكيل حكومة مؤقتة في المنفى، وتقول إنه قد يؤدي إلى تقسيم سوريا، وإلى تفريق صف المعارضة، وتمثيلها بكيان واحد لا يمثل مختلف أطيافها.
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn