تحليل اخبارى : الاضطرابات السياسية فى مصر تثير ردود فعل متباينة فى الشرق الاوسط

بكين 10 يوليو 2013 / اثارت الاضطرابات السياسية الحالية فى مصر وعزل الجيش للرئيس محمد مرسى من السلطة يوم الاربعاء الماضى ردود فعل متباينة فى انحاء الشرق الاوسط.

ذكر محللون ان ردود الفعل المختلفة اظهرت بشكل كبير ان الصراع بين القوى السياسية فى المنطقة مازال مستمرا. وفى نفس الوقت، قالوا ان الاضطرابات فى مصر ستؤثر على علاقاتها مع دول اخرى وستؤدى لتحول فى الوضع فى المنطقة ككل.

سوريا : فرصة لالتقاط الأنفاس

رحبت سوريا يوم الخميس بعزل مرسى، قائلة ان مصر شهدت " تحولا تاريخيا عميقا" يعكس وعى الشعب المصرى الذى يتمسك بعروبته ويرفض التدخل الاجنبى فى القضايا الوطنية.

وفيما يتعلق بالازمة المحلية الحالية، قال محللون ان الحكومة السورية اشارت الى معارضتها القوية للتدخل من الدول الغربية والاقليمية وضد حكم قوى اسلامية.

وكانت ادارة مرسى فى مقدمة تلك الدول التى تدعم تغيير النظام فى سوريا. وقال محللون ان الازمة الحالية فى مصر ستخفف بدون شك الضغوط الخارجية على سوريا.

اعلن مرسى الشهر الماضى انه سيقطع العلاقات مع سوريا بما فى ذلك العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين. غير ان الدولتين توصلتا بالفعل الى توافق على اعادة فتح السفارة السورية فى مصر بعد ثلاثة ايام من عزل مرسى.

تركيا : فقدان صديق

بعد عزل مرسى، عقد رئيس وزراء رجب طيب اردوغان اجتماعا استمر ثلاث ساعات لتقييم التطورات فى مصر. واجرى محادثات مع امين عام الامم المتحدة بان كى مون، مؤكدا ان اقالة رئيس منتخب امر غير مقبول.

وباعتباره حليف قوى لاردوغان، اقام مرسى والاخوان المسلمون علاقات وثيقة مع الحكومة التركية، واتفق اردوغان ومرسى فى الرأى حول العديد من القضايا الاقليمية، بما فى ذلك وساطة العام الماضى فى الصراع الفلسطينى الاسرائيلى والمطالبة بالاطاحة بالرئيس السورى بشار الاسد.

ويعتقد خبراء اتراك ان عزل مرسى يجعل هناك الكثير من الشكوك بشأن العلاقات التركية المصرية. وسوف تتضرر العلاقات بين الدولتين بشكل خطير اذا لم تعترف انقرة بالحكومة المصرية الجديدة التى يدعمها الجيش.

حماس : تفقد حليف قوى

استفادت حركة حماس الاسلامية الفلسطينية التى تشير الى نفسها على انها احد فروع تنظيم الاخوان المسلمين الذى يشيد به مرسى، من الاضطرابات السياسية فى غرب اسيا وشمال افريقيا خلال العامين الماضيين.

غير ان حماس التى تسيطر على قطاع غزة المجاور لمصر، تأثرت بشدة بانتقال السلطة فى الدولة المجاورة.

وقد استقبل مرسى مرارا قادة حماس فى القاهرة خلال العام الماضى، وازال القيود المفروضة على منطقة الحدود بين مصر وغزة.

ولكن اعتبارا من بداية الشهر الحالى، شددت قوات الامن المصرية الاجراءات الامنية على الحدود وهدمت 20 من انفاق التهريب. كما اغلق الجيش معبر رفح الحدودى.

قال محللون ان التغييرات الحالية فى مصر لن تخدم مصالح حماس او قطاع غزة فى الايام القادمة. ويتعين على حماس الاختيار ما بين الحكومة المصرية المستقبلية والاخوان المسلمين.

/مصدر: شينخوا/