غزة/رام الله 14 أغسطس 2013/ تجاهل فرج الرماحي المفرج عنه من السجون الإسرائيلية ليل الثلاثاء/الأربعاء، حالة الإعياء الشديدة التي يعانيها وهم باستقبال المهنئين بإطلاق سراحه في منزله بمخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة.
وأمضى الرماحي (47 عاما) ليلة غير مسبوقة منذ أكثر من عقدين من عمره، وهو يحتضن بالدموع والفرح والأشواق الحارة أفراد عائلته بعد اعتقال دام 21 عاما.
والرماحي واحد من 15 معتقلا فلسطينيا أفرجت عنهم إسرائيل إلى قطاع غزة، إلى جانب 11 آخرين أخلي سبيلهم إلى مناطق سكنهم في الضفة الغربية.
وتنسم هؤلاء الحرية ضمن دفعة أولى من أصل 104 معتقلين وافقت إسرائيل على الإفراج عنهم كبادرة حسن نية تجاه استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين منذ نهاية الشهر الماضي.
وقال الرماحي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه يعجز عن وصف مشاعره وسعادته الغامرة عندما وطأت قدماه أرض قطاع غزة عبر معبر بيت حانون/ إيرز، وأمامه وزملائه حشود من المستقبلين.
وحظي المفرج عنهم باستقبال شعبي حاشد على وقع الأغاني الوطنية والزغاريد والأهازيج وصيحات التكبير، وهي أجواء قال الرماحي إنه كان يحلم بها كل ليلة داخل سجنه.
وتابع قائلا بنبرات من البهجة يغلبها التعب " لا شيئا أغلى من الحرية وقد تحققت أخيرا ولو بعد طول انتظار (..) لم أتخيل هذه الحفاوة من الاستقبال حتى أنها أنستني سريعا مرارة الاعتقال".
ومثلت لحظة لقاء الرماحي بابنه وابنته الأشد تأثيرا بالنسبة إليه، خصوصا أنه لم يتعرف عليهما.
كان الرماحي اعتقل وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بينما كان ابنه صالح لم يتجاوز العام الأول من عمره، فيما لم تكن ابنته سوى جنين في رحم أمها.
وقال الرماحي بتأثر عن تلك اللحظات " لم أتحدث اليهما .. عانقنا بعضنا بقوة وأخذنا بالبكاء، كانت دموع الفرح هي وسيلة التواصل الأولى بيننا وجسرا لبدء تجاوز كل سنوات الفراق".
وينتمي المعتقل المفرج عنه إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقد توجه اليه بالشكر على إصراره على المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين لدى إسرائيل.
غير أن الرماحي شدد على أن ما جرى مجرد خطوة والأهم هو تحرير جميع زملائه من السجون الإسرائيلية.
وقال بهذا الصدد وهو يستعيد حدته في الحديث "الأسرى داخل السجون يعانون الكثير من إهمال وتضييق خصوصا القدامى منهم الذين ما زالوا ينتظرون أن يجدوا للحرية سبيلا ".
وأضاف الرماحي "كنت أتمنى تأجيل اسمي للدفعة الثانية والثالثة من المحررين حتى يخرج أسرى أقدم مني، والمطلوب الآن الضغط أكثر للإفراج عن الأسرى القدامى حتى يتم تبييض السجون".
وقال إنه يفكر في مستقبل أفضل وسينصب تركيزه على رعاية أبنائه والتضامن مع زملائه الذين تركهم ورائه داخل السجون الإسرائيلية.
وأخذ أطفال يوزعون الحلوى داخل وفي محيط منزل الرماحي الذي كتب على جدرانه عبارات الترحيب بالمعتقل المفرج عنه، فيما تقاطرت جموع المهنئين إليه والفرحة تغمرهم.
هذه الفرحة غمرت كذلك قلب الحاجة أم معتصم والدة الأسير المحرر عصمت منصور، في لحظات انتظرتها طوال عشرين عاما وهي تحتضن نجلها في مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله بالضفة الغربية.
وظلت أم معتصم تقبل ولدها بحرارة من جبينه، وهي تردد بنبرات امتزجت بدموعها " قلبي سيخرج من جسدي من شدة الفرحة ".
واعتقلت إسرائيل عصمت وهو في السابعة عشرة من عمره ليخرج اليوم وهو في الثامنة والثلاثين.
وقالت والدته " قضى داخل السجون أكثر مما قضاه خارجها (..) لقد عاش مرحلة المراهقة والشباب داخل السجن".
وتوجهت الحاجة بالشكر إلى الله على الإفراج عن ابنها، متمنية الإفراج عن باقي الأسرى.
ورددت أم معتصم بسعادة مع عائلات محررين آخرين هتافات الترحيب بالمعتقلين المفرج عنهم، بينما كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس على رأس مستقبليهم.
وقال عباس بعد أن رفع يديه مع أيادي المعتقلين المحررين "نهنئ أنفسنا وأهلنا وأخوتنا الذين خرجوا من أقبية السجون إلى شمس الحرية، ونقول إن البقية ستأتي ".
واشتكى عصمت من احتجازهم لساعات في سيارات أثناء نقلهم من سجن (أيالون) إلى معبر بيتونيا الذي كان طريقهم للحرية أخيرا.
وقال بهذا الصدد "التفتيش كان مذلا وأجبرونا خلاله على خلع ملابسنا (..) لكننا رغم ذلك نشعر بنشوة النصر والفرح بعد أن مكننا الله من حريتنا التي لا تقدر بثمن وانتظرناها طويلا ".
وظلت أم معتصم تعانق نجلها طوال رحلة نقله إلى منزلهم في قرية (دير جرير) شمال شرق رام الله.
وقد زين المنزل وساحته وشوارع قريته بالعديد من الأضواء الملونة والورد والزينة، وعلقت صورة عصمت على جدران المنازل وداخل بيته، كما أقيم له خيمة استقبال خاصة.
واجتمع أقاربه وجيرانه منذ الصباح في منزل عائلته استقبالا له وتناولوا الحلوى والعصير احتفاء بحريته.
وللأسير المحرر عدة روايات كان كتبها داخل السجن منها "فضاء مغلق"، ورواية "سجن السجن".
واعتقل عصمت وحكم على خلفية مشاركته في قتل مستوطن إسرائيلي قرب قريته دير جرير عام 1993، مع مجموعة من نشطاء الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وكان قد تبقى على إنهاء الحكم الصادر بحقه عامين وشهرين.
ويقول أفراد العائلة إنهم لم يناموا منذ أن ورد اسم ابنهم ضمن الأسرى المنوي الإفراج عنهم، منتظرين هذه اللحظة التي يعانق فيها ابنهم الحرية.
وتخطط والدة الأسير المحرر لزواج ابنها ليعوض ما فاته من سنين عمره داخل السجون الإسرائيلية، وقد جهزت له بيتا.
وترسم أم معتصم على يديها الحناء احتفالا بخروج ولدها، وقد ارتدت أجمل ثوب فلسطيني مطرز لديها.
وعبرت أم معتصم عن فرحتها بالزغاريد والأهازيج التي صدحت في المكان، وهي تدعو الله أن ينال بقية الأسرى حريتهم.
وتواصل إسرائيل اعتقال زهاء 4 ألاف و700 فلسطيني بينهم 79 اعتقلوا قبل العام 1993 الذي تم فيه توقيع اتفاق أوسلو للسلام المرحلي بين منظمة التحرير الفلسطينية والدولة العبرية.
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn