تقرير اخباري: الحكومة المصرية تصر على محاربة الارهاب واثقة بالنصر.. والاخوان تدعو مجددا للتظاهر

بقلم/ عماد الأزرق

القاهرة 17 أغسطس 2013 / في الوقت الذي أكدت الحكومة المصرية اصرارها على محاربة ما اسمته بـ "الارهاب" وثقتها بالنصر على قوى التطرف, دعت جماعة الاخوان المسلمين للتظاهر مجددا غدا السبت.

جاء ذلك غداة يوم ساخن شهدته القاهرة, فيما اطلق عليه "جماعة الاخوان المسلمون" اسم "يوم الغضب" على غرار "جمعة الغضب" التي وقعت في عام 2011 خلال ثورة 25 يناير, والتي اطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.

وأعلن المتحدث باسم مجلس الوزراء المصرى شريف شوقي السبت مقتل 173 شخصا, واصابة 1330 آخرين, جراء الأشتباكات التي شهدتها القاهرة والمحافظات الجمعة.

وقال شوقي, في مؤتمر صحفي, "انه فيما يخص أحداث أمس الجمعة وحتى العاشرة من صباح يوم السبت, فقد بلغ عدد المتوفين فى أنحاء الجمهورية 173 متوفيا, و 1330 مصاباً".

واضاف أن عدد شهداء الشرطة منذ بداية عملية فض الاعتصامات يوم الاربعاء الماضي وحتى العاشرة من صباح اليوم بلغ 57 شهيداً, و 563 مصاباً.

وأوضح أنه بالامس تم ضبط 613 شخصا بالقاهرة والجيزة والاسكندرية فقط بحوزتهم 6 اسلحة آلية وعدد من الطبنجات وفرد الخرطوش وكميات مختلفة من الطلقات النارية, واسلحة بيضاء متنوعة.

واشار إلى أن عناصر تنظيم الاخوان المسلمين قاموا منذ الاربعاء الماضي بحرق والاستيلاء على محتويات 27 قسما ومركز شرطة, وقتل عدد من قيادات وضباط وأفراد الشرطة العاملين بها, وتدمير عدد كبير من مركبات الشرطة والجيش بالمحافظات.

وأضاف أنهم قاموا ايضا بتخريب وحرق 12 كنيسة, وعدد 6 مجلس مدينة و5 مقار لدواوين المحافظات, وتخريب وحرق مجمع محاكم بنى مزار والاسماعيلية, ومحاولة اقتحام مكتبة الاسكندرية, ومحاولة اقتحام 2 سجن مركزى.

وأكدت الرئاسة المصرية أن مصر تواجه حربا لاستنزاف قواها من قوى متطرفة تريد إفشالها, وأنها ستنتصر في هذه الحرب.

وقال الدكتور مصطفى حجازي المستشار السياسي للرئيس المصري في مؤتمر صحفي عالمي عقده السبت , " إن مصر تواجه حرب استنزاف من قوى متطرفة, تريد افشالها, ولكننا سننتصر في هذه الحرب ليس فقط باستخدام الاجراءات الأمنية, وانما بالتركيز على الاطر القانونية المحددة بحقوق الانسان".

وتوعد حجازي بـ "أننا لن نسمح بهجمات المتطرفين", قائلا "إننا سنواجه الارهاب من خلال سيادة القانون والاجراءات القانونية ".

وأوضح أن ما تشهده مصر منذ 14 أغسطس الجاري ليست صراعا سياسيا, وانما حرب ضد الارهاب, مشددا على ضرورة التمييز بين الخلاف السياسي ونماذج العنف والتحريض عليه وحرق مدن بأكملها .

وشدد حجازي على أن "مصر دولة ليست ضعيفة أو رخوة, وهي تتمتع بالسيادة الكاملة, وتتخذ قراراتها بنفسها, وتتابع مواقف الدول والاطراف المختلفة والدول التي تعطي غطاء أو مبررا للأعمال الارهابية".

وقال إن "مصر تلاحظ وتدرك من يقف بجوارها الأن, ومن يقف ضدها", موضحا أن المصريين في اطار متابعتهم لمواقف الدول والأطراف المختلفة ,فانهم سيبلورون موقفهم, من الاصدقاء والاشقاء, وأنها ستقرر كل خطوة في توقيتها وبالقدر الذي تراه مناسبا لها.

في نفس السياق , أكد رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي, أنه لا مصالحة مع من أهدر القانون وتلطخت يده بالدماء, لافتا الى "أن الفترة التي تمر بها مصر الان في غاية الصعوبة وان هناك اضرارا كثيرة لحقت بمصر وان الدولة مسئوليتها الاولي تطبيق القانون ".

وأوضح الببلاوي أن ماحدث يعد انجازا كبيرا لا بأس به من قبل الشرطة, وأنها التزمت بأقصي درجات ضبط النفس في سبيل الواجب.

وأشار إلي ان احداث امس الجمعة كانت بالغة السوء من مظاهرات واعتداء علي المنشآت واقسام الشرطة والوزارات, وتابع " لا يوجد دولة تستطيع العمل بهذا التمزق فنحن نريد الوصول لدولة مدنية بها توافق ".

وتشهد مصر منذ الأربعاء الماضي أعمال عنف وفوضى أعقبت قيام الشرطة بفض اعتصامات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي فى ميداني نهضة مصر ورابعة العدوية, ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 600 شخص.

وأكد وزير الخارجية نبيل فهمي أن أحداث العنف التى وقعت الجمعة غيرت الموقف تماما بشأن الاوضاع فى مصر منذ 30 يونيو الماضي, معربا عن استغرابه لصمت المجتمع الدولى عن إدانة أعمال الارهاب من جماعات العنف أمس ولان هذا الموقف لم يرتق للمسئولية.

وقال فهمي، فى مقابلة مع التليفزيون المصري، إنه بعد أحداث الأمس القضية تغيرت تماما حيث لم تعد قضية حوار سياسي بل أصبحت تهديدا للامن القومي المصري.

وأكد أن مصر ترفض أى قرارات أو إملاءات خارجية , مشيرا إلى أن القرار فى النهاية قرار مصرى بعد سماع أراء الاصدقاء, مشيرا إلى أن المجتمع الدولى ينظر للامور فى مصر بشكل لحظى.

من جانبه, ناشد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف المصريين جميعا من مختلف التيارات والقوى الحزبية فتح باب التصالح والتعاون من أجل وحدة أبناء الوطن واستقراره وآمنه .

كما ناشد الطيب, فى كلمة له عبر التلفزيون المصري, أبناء مصر من جماعة الأخوان المسلمين الجنوح للسلم والجلوس على مائدة الحل السلمي والمسارعة من أجل حماية مصر .

وطالب الطيب, المصريين جميعا بالاتفاق على مستقبل مصر ككل وليس لفصيل دون أخر , مؤكدا أنه من حق الجميع المشاركة فى مستقبل بلدهم , مشددا على أن هيبة الدولة والقانون هما صماما الحفاظ على أمن الوطن والمواطن ولا يجب تجاوزهما .

في المقابل, دعا "التحالف الوطني لدعم الشرعية" المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي, إلى تنظيم عدة مسيرات يوم الأحد تتجمع كلها أمام المحكمة الدستورية العليا بكورنيش المعادي , وأمام ميدان روكسي بمصر الجديدة.

وقال التحالف في بيان له اليوم إن المسيرات التي ستتحرك من مساجد خاتم المرسلين والاستقامة وأسد بن الفرات وخالد بن الوليد بالجيزة, والمراغي بحلوان والريان بالمعادي ستتجمع أمام المحكمة الدستورية العليا.

وأضاف البيان أن المسيرات التي ستتحرك من مساجد أبو بكر الصديق والخلفاء الراشدين بمصر الجديدة والعزيز بالله بالزيتون ستتجمع في ميدان روكسي.

والقي القبض السبت على محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة, فيما تضاربت الانباء عن قيام الاجهزة الأمنية بضبط عدد من قيادات الاخوان المسلمين بين الاعلان والنفي.

ملف خاص: تطور الوضع المصري بعد عزل محمد مرسي

/مصدر: شينخوا/