تحقيق إخباري: النازحون خائفون من الحرب الدولية على سوريا ومن تداعياتها على لبنان

جنوب وشرق لبنان 10 سبتمبر 2013 /يخشى النازحون السوريون إلى جنوب وشرق لبنان الحرب الكونية القادمة على بلادهم ومن تداعياتها المحتملة على لبنان أمنيا واقتصاديا.

وفي جولة لوكالة أنباء (شينخوا) على عدد من البلدات في جنوب وشرق لبنان، أعرب النازحون عن قلقهم على العائلات الباقية في سوريا من صواريخ الغواصات والمدمرات التي من شأنها ايقاع المزيد من الضحايا والدمار في بلادهم.

كما يبدي النازحون قلقا من خطط الدول الكبرى على مستقبل بلدهم اضافة إلى القلق من احتمالات تحريك الجبهة الاسرائيلية/اللبنانية وهو الأمر الذي سيؤدي إلى تهجير النازحين المقيمين في مناطق الجنوب والبقاع حيث يصل عددهم بحسب لوائح المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين إلى 81 ألفا في الجنوب و 210 الاف شخص في البقاع من أصل 726 ألف نازح في لبنان.

ويقول فارس النوري النازح من مدينة حلب السورية الى بلدة راشيا الوادي في البقاع الغربي "هربنا الى لبنان للنجاة بأرواح اطفالنا خوفا من الحرب البشعة الدائرة هناك، لكن الخوف يعود مجددا الى نفوسنا مع التحضيرات المكثفة لحرب كونية ساحقة على بلدنا بقيادة امريكية."

ويتابع "بتنا في حالة قلق دائم، والخوف يتسع على الاهل والاحباء في سوريا، وكذلك يزداد الخوف هنا لدى العائلات من تأثيرات هذه الحرب وتداعياتها على لبنان والنازحين المقيمين فيه."

بدوره، يشرح النازح من ريف دمشق عامر الزوقي الذي يقيم مع عائلته في خيمة صغيرة عند الضفة الشرقية لنهر الليطاني في الجنوب "همنا الوحيد منذ فترة هو متابعة اخبار الحرب على بلدنا من خلال أخبار المحطات التلفزيونية."

ويضيف "لا نفهم ماذا سيحصل وما هي خطط الدول الكبرى، التي يبدو أن همها هو قتل اكبر عدد من السوريين في المعارضة والموالاة على حد سواء."

ويقول الزوقي "اننا في حالة قلق على مستقبل بلدنا، وحبذا لو تشتري امريكا بثمن صواريخها مساعدات تموينية لمئات آلاف النازحين المهددين بالجوع والبرد خلال الشتاء القادم "، متسائلا " اليس ذلك افضل من ان تسقط الصواريخ فوق قرانا ومدننا، فتزيد الدمار وترفع عدد القتلى الأبرياء."

أما النازحة من بلدة بيت جن السورية الى بلدة شبعا اللبنانية الجنوبية فتقول إن آلاف السوريين قصدوا المناطق الجنوبية وخاصة القرى الحدودية مع اسرائيل.

وتتابع "نسمع يوميا اصوات القذائف المدفعية الإسرائيلية خلال المناورات، كما نشاهد الطائرات الحربية والمروحية والإستكشافية تحلق يوميا فوق رؤوسنا ما يدفعنا الى السؤال ماذا لو شنت اسرائيل حربا على لبنان، وماذا يمكن ان يفعل النازحون، والى اين سيهربون بعائلاتهم."

اما النازح عبد الله الشوبري من ريف حلب إلى بلدة مرجعيون الحدودية مع اسرائيل فيقول "نتابع أخبار سوريا وأخبار إسرائيل ولبنان على السواء، لأن الخطر هنا مضاعف حقا."

ويتابع أن "أي حرب جديدة قد تشنها إسرائيل على جنوب لبنان، ستطالنا شظاياها، وسيكون التهجير لمرة جديدة ولن نعرف كنا سننجو بأرواحنا أو الى اين سنفر هذه المرة."

من جهته، يقول النازح من حمص ابو احمد حسين العلي إن "اللبنانيين من أبناء المنطقة الحدودية، يعرفون كيف سيواجهون أي حرب جديدة تشنها إسرائيل عليهم، لكن الوضع سيكون مختلفا بالنسبة إلى العائلات السورية التي تخشى مما سيؤول إليه حالها."

كذلك تسأل النازحة فوزية البدران المقيمة بخيمة في سهول بلدة الوزاني الواقعة على الحدود مع اسرائيل "اذا اندلعت الحرب من سينقلنا إلى منطقة آمنة."

وتسأل "هل تعلم امريكا والدول التي تقول إنها تريد حماية الشعب السوري أن آلاف السوريين سيموتون من القصف أو الجوع مع الحرب القادمة. "

بدورها، تقول النازحة مهيبة الفيحان التي تعيش مع 7 أطفال في بلدة الخيام التي تعرضت للتدمير في الحرب الاسرائيلية على لبنان في شهر يوليو من العام 2006 "إذا وقعت الحرب سيكون موتنا حتميا، إما بسبب القصف أو الجوع."

من جانبه، يبدي محمود الحسيني مختار احدى القرى اللبنانية الحدودية قلقه على النازحين السوريين ،في حال وقوع حرب اسرائيلية على لبنان ويقول إن "كارثة إنسانية ستقع في ظل وجود الالاف السوريين الفقراء المعدمي الحال."

ويشرح أن " أكثر من 3000 عائلة سورية نازحة تقطن في القرى الحدودية اللبنانية مع اسرائيل، بحسب احصاء بلديات المنطقة."

ويشير الحسيني الى أن "إسرائيل تركز دائما في قصفها على الأحياء السكنية، مدعية أن (حزب الله) يتخذ من المدنيين دروعا بشرية ومن منازلهم مستودعات لسلاحه، وهذا كان واضحا خلال حرب يوليو حيث كانت القرى الجنوبية هدفا لآلة العدو من طائرات ومدفعية وصواريخ."

وكانت تقارير صحفية قد تحدثت عن احتمال تحريك الجبهة اللبنانية الإسرائيلية من الجانب اللبناني في حال حصلت الضربة العسكرية على سوريا بهدف نقل الضربة ضد سوريا إلى معركة في اطار الصراع العربي/ الاسرائيلي ، في حين تحدثت تقارير أخرى عن احتمال حصول عمليات اسرائيلية عسكرية ضد (حزب الله) في محاولة اختبار قدرته العسكرية في ظل انشغاله في معارك سياسية داخلية وانشغال عناصره في العمليات العسكرية في سوريا إلى جانب قوات النظام.

/مصدر: شينخوا/