تقرير إخباري: دمشق تجدد استعدادها لتسهيل عمل خبراء نزع الأسلحة الكيماوية عشية وصولهم إليها

دمشق أول أكتوبر 2013 /أبدت دمشق يوم الثلاثاء استعدادها لتسهيل عمل خبراء نزع الأسلحة الكيماوية، الذين وصلوا في اليوم نفسه قادمين من بيروت بغية تفكيك الترسانة الكيماوية وفقا للاتفاق الروسي - الأمريكي .

وقالت بثينة شعبان، المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري، في تصريحات للصحفيين على هامش ورشة عمل الإعلام الوطني والتحديات الراهنة المقامة حاليا بدمشق، وردا على سؤال حول التزام سوريا بوضع أسلحتها الكيماوية تحت رقابة دولية، قالت إن "سوريا هي التي التزمت بهذا التوجه لاعتبارات وطنية وإستراتيجية، والإعلام المغرض يحاول أن يهول بشأن الالتزام بقرار مجلس الأمن حول الأسلحة الكيميائية رغم أن القرار أقر واعترف بالالتزام السوري الطوعي المسبق للانضمام إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة الكيميائية "، مؤكدة أن "سوريا تتعامل دائما بمصداقية وشفافية وثبات واحترام لالتزاماتها وكلمتها وهذا أمر معهود بالنسبة للدولة السورية منذ عقود"، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية السورية ((سانا)).

وأضافت شعبان في تصريح لقناة ((روسيا اليوم)) التليفزيونية الروسية أنه "ليس من المفيد الحديث عن برنامج زيارة المفتشين لسوريا، وذلك حرصا على سلامتهم"، وشددت على أن "جميع الاتفاقيات التي عقدها المفتشون مع الفريق السوري المقابل، تضمن لهم كافة التسهيلات"، مضيفة أن "دمشق تبذل الجهود القصوى لتسهل للبعثة إجراء تحقيق موضوعي وشفاف".

وأعربت شعبان عن أملها في أن "يقبل المجتمع الدولي نتائج عملية التفتيش دون أي تشويه لها".

ومن جانبه، قال الكاتب والإعلامي السوري طالب قاضي أمين في تصريح لوكالة الأنباء ((شينخوا)) بدمشق إن "خبراء نزع الأسلحة الكيماوية يأتون إلى سوريا بغية التحقق من الأماكن التي سلمتها سوريا لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية" ، مؤكدا أن سوريا ستتعاون مع خبراء نزع الأسلحة بغية التخلص من السلاح الكيماوي بعد أن أدركت أن هذا السلاح لم يعد سلاحا ردعيا .

وفي سياق متصل، وصل خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية يوم الثلاثاء إلى مقر إقامتهم في دمشق لبدء مهمتهم في التحقق من الأسلحة الكيماوية السورية تمهيدا للبدء بتدميرها.

وأفاد مراسل وكالة ((شينخوا)) بدمشق أن "موكبا مؤلفا من نحو عشرين سيارة رباعية الدفع تحمل شعار الأمم المتحدة، وصل إلى أحد فنادق العاصمة بدمشق قادمين من بيروت وفيه 35 خبيرا من منظمة حظر الأسلحة".

وتضم البعثة مهندسين وعلماء كيمياء وخبراء في الطب الشرعي وأصحاب عدد من المهن الأخرى، وفقا لتصريحات الأمم المتحدة سابقا، والتي أعلنت أن خبراء نزع السلاح الكيماوي سيباشرون عملهم في سوريا الثلاثاء، مشيرة إلى أن خبراء من الأمم المتحدة ومن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية سيشاركون في العملية.

ووافقت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية مؤخرا على قرار يقضي بتطبيق برنامج سريع للتفكيك الكامل لأسلحة سوريا الكيماوية بحلول منتصف العام المقبل، مشيرة إلى أنها ستقدم أول تقرير لها بعد 30 يوما من العمل في سوريا.

وعلى الصعيد الميداني، أفادت مصادر معارضة الثلاثاء بأن عشرات من عناصر الجيش النظامي قتلوا في حي برزة في دمشق (شمالا ) أثناء محاولة منه لاقتحامه، في حين أشارت إلى أن قصف طال المعضمية ودوما والسبينة، وأن جرحى سقطوا في قصف على زملكا بريف العاصمة.

وقالت المصادر، وفق صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه "قتل العشرات من الجيش النظامي في حي برزة الدمشقي في محاولة لاقتحام الحي من أحد الجهات"، كما بثوا تسجيلا مصورا على الانترنت يظهر عددا من الجثث منها المتفحمة في أحد المباني، وقال صوت مرافق للتسجيل المصور إنها "لجنود من الجيش في برزة".

إلى ذلك، أشار ناشطون إلى أن "منطقة بور سعيد في حي القدم في دمشق شهدت قصفا بقذائف الدبابات".

وفي ريف العاصمة، قال ناشطون إن "اشتباكات جرت على عدة جبهات في المعضمية أقواها على الجبهة الشمالية، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف تتعرض له المدينة منذ الصباح الباكر".

وأضاف ناشطون أنه "سقط جرحى جراء قصف مدفعي على مدينة زملكا، في حين تعرضت السبينة لقصف بالدبابات، كما طال قصف مدفعي أطراف بلدة زبدين"، وأشاروا إلى أن "قصفا استهدف أيضا دوما والزبداني والمزارع الشرقية في مدينة النبك".

من جانبها، نقلت وكالة ((سانا)) عن مصدر عسكري لم تسمه، أن "الجيش أوقع أعدادا من المسلحين بين قتلى ومصابين خلال ملاحقتهم في درعا البلد وفي قرى وبلدات طفس ونوى وجلين واللجاة والحراك وانخل وطيبة وتل السمن".

وأضاف المصدر أن "وحدات من الجيش قضت على مسلحين من جنسيات عربية مختلفة في قرى الروضة والربيعة ودورين بريف اللاذقية الشمالي ودمرت لهم صواريخ غراد وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة".

ويسقط المزيد من الضحايا يوميا جراء العمليات العسكرية والمواجهات بين الجيش ومسلحي المعارضة في مناطق عدة من البلاد، في حين تغيب الحلول السياسية، وتتبادل كل من السلطات والمعارضة المسؤولية عن الأحداث وعرقلة الحل السياسي.

/مصدر: شينخوا/