تعليق: محاكمة مرسي ليست حلا سحريا لمصر

بكين 4 نوفمبر 2013/ قد لا تساعد محاكمة الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي اليوم (الإثنين) في التخلص من الاضطرابات الاجتماعية في مصر بسبب الفجوة بين المعسكرين المؤيد والمعارض لمرسي.

وقبل أكثر من عام جاء مرسي إلى الحكم بعدما فاز بالانتخابات الرئاسية على منافسه أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

ومرسي الذي ضغط حينئذ على السلطة القضائية لتسريع محاكمة سلفه مبارك يواجه هو نفسه المحاكمة الآن.

وجماعة الاخوان المسلمين التي كانت يوما "الجماعة الأكثر تنظيما" في مصر اجبرت على الانزواء عقب اطاحة الجيش بمرسي واعتقال كبار قادتها وتفرقة الاحتجاجات الحاشدة التي نظمتها.

والتجربة المريرة لمرسي والاخوان المسلمين نتاج لكفاح طويل في الحياة السياسية المصرية.

واطاح الجيش بالتعاون مع اطراف اخرى مثل السلطة القضائية بعد عام واحد بالرئيس مستغلين استياء المصريين من حكم مرسي.

ومن المتوقع ان يمحو الجيش والحكومة المؤقتة جماعة الاخوان التي لم تتوقف عن المقاومة خلال محاكمة مرسي.

بيد أن المحاكمة لا يمكن ان تحل مشكلة مصر نهائيا وعلى نحو حاسم.

أولا لانها قد تثير موجات جديدة من الاحتجاجات المؤيدة لمرسي. وبرغم ان جماعة الاخوان المسلمين تلقت ضربة قوية إلا أنها لا تزال تمتلك عددا كبيرا من الانصار الذين يتظاهرون في مختلف انحاء البلاد في يوم المحاكمة.

وغيرت السلطات مكان المحاكمة قبل اقل من يوم من بدءها وحظرت بثها على الهواء مباشرة لمواجهة مثل تلك الاوضاع.

وهناك احتمالات بتزايد اعمال العنف خلال سير المحاكمة.

ثانيا من المرجح أن تستغرق محاكمة مرسي وقتا طويلا.

ولم تخرج محاكمة مبارك بأي نتائج منذ بدئها في اغسطس العام الماضي واستنزفت العديد من الموارد العامة.

ويمكن أن تكون محاكمة مرسي أكثر صعوبة. حيث لا يتعين على السلطات الحكومية والقضائية مواجهة الاحتجاجات الواسعة فقط والتظاهرات ولكنها يجب عليها ان تمنع وقوع اعمال عنف وهجمات، وهو ما سيستنزف بدوره المزيد من الموارد البشرية والمادية التي من الممكن ان تخصص لانعاش الاقتصاد وتحسين المستويات المعيشية للشعب.

والخلاصة ان محاكمة مرسي ستخلق فرصا وتحديات أمام السلطات المصرية. وعقب ثلاث سنوات من الاضطرابات لا يزال يتوق الناس إلى تحقيق الاستقرار. وستفقد اي استراتيجية ما لم تساعد في قضية الركود الاقتصادي سريعا أي دعم شعبي ولن تخرج بأي نتائج.

/مصدر: شينخوا/