رئيس الحكومة الليبية المؤقتة يصل إلى مدينة بنغازي للوقوف على الأوضاع الأمنية للمدينة

بنغازي- (ليبيا) 11 نوفمبر2013 /اعلن رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان أن الحكومة قررت تخصيص دعم عاجل لمختلف الوحدات العسكرية والأمنية في مدينة بنغازي التي تشهد انفلاتا أمنيا واسعا وذلك في أعقاب زيارة خاطفة للمدينة قام بها اليوم( الإثنين) التقى خلالها مع عدد من المسؤولين المحليين.

وقال زيدان في كلمة للصحفيين في مطار "بنينة بنغازي" الدولي عقب انتهاء الزيارة مساء اليوم إن "الحكومة اتفقت مع مختلف القادة العسكريين والأمنيين على توفير جملة من الترتيبات والتجهيزات التي طلبوها". وأضاف أن "كل ما طلبوه اتفقنا على أن يتم توفيره لهم سواء من سيارات مدرعة أو أسلحة وذخائر أو التجهيزات المختلفة الأخرى والبعض منها وصل فعلا اليوم إلى بنغازي والبعض الآخر سيصل تباعا يوميا وفي مدة أسبوع". وأوضح زيدان أن "المشكلة الأمنية في مدينة بنغازي كانت هي الهاجس الذي يؤرق الحكومة، لو أنكم تتابعون الأحداث فإن الحكومة لم ترتاح يوما وذلك ليس بسبب شيء من الخارج وإنما من أناس ليبيون يحملون السلاح ولايعيرون اهتماما لأحد، ونحن حاولنا أن نداري ونتحاشى أن يتحارب الليبيين أو يتقاتلوا فيما بينهم".

وأكد زيدان أن "مدينة بنغازي اليوم هي أولى الأوليات الأمنية للحكومة ولذلك تجاوزت الإجراءات المتعلقة بديوان المحاسبة والإجراءات المالية للدولة في سبيل توفيرالنواقص التي تعرقل سير العملية الأمنية بالشكل المطلوب". وأشار إلى أن "هناك من يريد إحداث فوضى بالبلاد وألا يتم بناء أركان الدولة لتتاح له الفرصة ليحكم ليبيا على هواه ويحولها إلى فوضى وإلى صومال أخرى"، لافتا إلى أنه "عندما يكون القتل موجها للجيش وللشرطة وللقضاء فهذا يعني أنهم لا يريدون شرطة تقوم ولا يريدون جيشا وقضاء ونيابة تقوم".

وتابع أن "عملية التأسيس للجيش والشرطة تتم بوسائل مختلفة، وإننا لا نستطيع تسخير أي أحد لهذه العملية إلا الليبيين"، داعيا "جنود وضباط الشرطة والجيش إلى العودة إلى ثكناتهم ومراكز عملهم" مؤكدا أن "الحكومة تعمل على إعادة الروح المعنوية للجيش وللشرطة".

وقالت مسؤولة التواصل ومكتب الإعلام في ديوان رئاسة الوزراء أمل الجراري إن "رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان زار مدينة بنغازي منذ صباح (الإثنين) برفقة عدد من وزراء الحكومة وأجرى اجتماعات موسعة مع مختلف المسؤولين في المدينة". وأوضحت الجراري ل((شينخوا)) أن "رئيس الحكومة جاء لمدينة بنغازي للوقوف على آليات تذليل الصعاب أمام تنفيذ الخطة الأمنية التي تم الاتفاق عليها قبل عشرة أيام بين مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية مع رئاسة الحكومة".

من جهته قال المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي العقيد عبدالله الزايدي إن "رئيس الحكومة المؤقتة وعدد من وزرائه عقدوا اجتماعا موسعا مع مجلس الحكماء والغرفة الأمنية المشتركة وآمر القوات الخاصة والصاعقة ومدير الأمن وعدد من قادة ونشطاء المجتمع المدني والثوار والعسكريين".

وأضاف لوكالة أنباء(شينخوا) أن "الاجتماع الذي يعقد في ملعب شهداء" بنينة" بالقرب من المطار الدولي يتم فيه تدارس آليات تنفيذ الخطة الأمنية الجديدة وتذليل الصعاب أمامها ليتوقف الانفلات الأمني واسع النطاق في المدينة".وأشار الزايدي إلى أن "الزيارة هذه سيعقبها تنفيذا مباشرا لتلك الخطة بعد الاتفاق مع المسؤولين المحليين للمدينة على ذلك". وتأتي هذه الزيارة النادرة لرئيس الحكومة في الوقت الذي تشهد مدينة بنغازي انفلاتا أمنيا واسعا منذ إعلان تحرير البلد من قبضة نظام معمر القذافي في أكتوبر 2011 الذي أطاحت به ثورة شعبية مسلحة انطلقت في 17 فبراير 2011. لكن زيدان قال عقب الزيارة إنه "على الرغم من نصح الكثير من الناس له بألا يقوم بهذه الزيارة نتيجة للتوتر الذي يسود المدينة والحالة العصبية للسكان بها وقد ينتج عن هذه الزيارة تعرضه للأذى،مشيرا إلى أنه مع كل هذا خالفت كل الآراء وحضرت وأنا على إصرار بزيارة بنغازي لأنها بالنسبة لي تعني الكثير دوما". وينعكس الانفلات الأمني في مدينة بنغازي من خلال عمليات الاغتيالات والانفجارات التي تستهدف المباني الحكومية والدبلوماسية بالإضافة إلى شخصيات عسكرية وأمنية وأخرى ناشطة سياسيا وإعلاميا.

/مصدر: شينخوا/