مقالة : مصر تخلد ذكرى شهداء الثورة بنصب تذكاري فى ميدان التحرير

القاهرة 18 نوفمبر 2013/ فى منتصف ميدان التحرير بوسط القاهرة ،الذى شهد انطلاقة ثورتي 25 يناير 2011 ضد الرئيس الاسبق حسني مبارك ، و30 يونيو 2013 ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، أقامت الحكومة المصرية نصبا تذكاريا لشهداء الثورتين والاحداث الدامية التى تخللتهما ، افتتحه رئيس الوزراء حازم الببلاوي اليوم (الاثنين) عشية ذكرى احداث " محمد محمود"، وسط تخوفات من اعمال عنف.

وتشكل النصب التذكاري من عمود خرساني مستطيل الشكل،شيد بحجر هاشمي ، يتوسط واجهته جدارية من الرخام مدون عليها " السيد المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية.. تفضل السيد الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء بحضور اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية والدكتور جلال مصطفى محافظ القاهرة بوضع حجر الاساس للنصب التذكاري لشهداء ثورتي 25 يناير و30 يونيو"، بحسب مراسل وكالة انباء ((شينخوا)).

وشهد ميدان التحرير،الذى اغلقت كافة مداخله بالدبابات، حالة جدل شديدة بين المواطنين حول النصب التذكاري، حيث طالب الشاب الثلاثيني مايكل بلهجة غاضبة بحذف اسماء المسؤولين المدونة على الجدارية ووضع بدلا منها اسماء شهداء الثورة.

وقال مايكل انه لولا الشهداء الذين ضحوا بارواحهم خلال الثورة من اجل الوطن ما اصبح هؤلاء المسؤولون فى مناصبهم الان.

بينما اشاد الشاب الثلاثيني احمد علي باقامة النصب التذكاري الذى اعتبره رمزا للثورة وتخليدا لشهدائها، متوقعا نشوب اعمال عنف غدا فى ذكرى احداث محمد محمود الدامية.

ووسط حالة الجدل هذه، أكد رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى "أن مصر الآن تعيش مرحلة انتقالية بالغة الأهمية، حيث يجرى العمل على صياغة دستور جديد للبلاد يمثل تطلعات وآمال المصريين جميعا بكل فئاتهم وأطيافهم، ثم يعقب ذلك اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية لتكتمل المؤسسات الدستورية المنتخبة وفق ارادة شعبية حرة".

وقال الببلاوى " إن الحكومة تعمل من جهة أخرى على توطيد الأمن والاستقرار وتحقيق سلامة المواطن وحقوقه كأولوية أولى، وعلى الصعيد الاقتصادى الاستجابة للمطالب العاجلة والملحة دون أن نغفل المطالب طويلة الأجل والمتمثلة فى إعادة هيكلة الاقتصاد وتعظيم موارد البلاد وترشيد المصروفات وتحسين مستوى المرافق والخدمات وزيادة الاستثمارات وفرص العمل"، بحسب كلمته خلال الاحتفال بوضع النصب التذكارى.

وأضاف" اننا نمر بمرحلة تأسيسية طريقها صعب لتحقيق ما نصبو اليه من حرية وعدالة وتقدم، ونحن واثقون من النجاح ومن ان ما نتحمله الآن سيجعل حاضر المواطن المصرى أفضل من ماضيه ومستقبله أفضل من حاضره".

واردف "ان ميدان التحرير شهدت كل بقعة فيه على الأيام المجيدة من تاريخ مصر حين هبت جموع الشعب من كل الفئات والاعمار والتوجهات مطالبة بالحرية والحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية".

بدوره، قال محافظ القاهرة الدكتور جلال سعيد ان الهدف من اقامة النصب التذكارى بميدان التحرير هو تخليد ذكرى شهداء ثورتي 25 يناير 2011 ، و30 يونيو 2013، وما بينهما من احداث مثل "محمد محمود"، و"ماسبيرو" ، و"كرداسة"، و"بين السرايات"، وسيناء الى جانب شهداء الجيش والشرطة.

واشار الى ان محافظة القاهرة أطلقت اسماء الشهداء على مدارسها وشوارعها بغض النظر عن انتمائهم السياسي والفكري ، داعيا الى ضرورة الاستلهام من الثورة كل دروس العطاء والتفاني والاخلاص التي نستطيع بها بناء مصر الجديدة.

من جهته، قال الشيخ مظهر شاهين، الذى لقب بخطيب ثورة 25 يناير، إن مصر اليوم أقوى من الأمس بمسلميها ومسيحييها وقواتها المسلحة وشرطتها وقضائها في مواجهة الإرهاب العنيف .

وتابع " لن نفرق بين شهيد من شباب الثورة أو من القوات المسلحة أو من رجال الشرطة البواسل كلهم ضحوا من أجل هذا الوطن "، وشدد على ضرورة استكمال الطريق الذي ضحي الشهداء من أجله بأرواحهم لتحقيق اهداف الثورة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

وعقب ساعات من اقامة النصب التذكاري، تظاهر المئات من شباب الثورة فى ميدان عابدين القريب من ميدان التحرير لاحياء ذكرى احداث محمد محمود.

وردد المتظاهرون،الذين اشعلوا الشماريخ ، هتافات منها " قصاص عدل شهيد مات بالغدر"، واتهموا وزارة الداخلية بقتل شباب الثورة.

وشهد شارع محمد محمود المؤدى إلى مقر وزارة الداخلية فى 19 نوفمبر 2011، ولعدة ايام متواصلة، مصادمات دامية بين متظاهرين وقوات الشرطة، راح ضحيتها اكثر من 70 قتيلا ومئات المصابين. ودعت القوى الثورية الى التظاهر لاحياء الذكرى الثانية للحادث، واعلنت جبهة (الانقاذ الوطني) وهى تكتل للاحزاب الليبرالية والاشتراكية المشاركة فى التظاهرات.

نفس الموقف اعلنته جماعة (الاخوان المسلمين) التى ينتمى اليها الرئيس المعزول محمد مرسي، لكنها دعت انصارها للتظاهر قبالة قصر القبة الرئاسي تفاديا لاى اشتباك مع القوى الثورية.

/مصدر: شينخوا/