تقرير: المحادثات الأمريكية الايرانية، هل تقرب الأعداء؟

أمام إحتمالات توصل محادثات جنيف إلى إتفاق يقضي بإحتفاظ إيران بقدراتها النووية، بدأت كل من السعودية وإسرائيل التفطن إلى المصالح المشتركة بينهما. وذلك حسب ما نشرته وسائل الإعلام الأجنبية مؤخرا.

ونظرا لتعكر العلاقات بين دول الخليج بقيادة السعودية وإسرائيل على مدى العقود الماضية، فإنه من غير المتوقع أن نشهد اختراقا دبلوماسيا كبيرا في علاقات البلدين. لكن السفير الإسرائيلي السابق بالأمم المتحدة غيلمان قال ان القلق المشترك بين البلدين من تأثيرات وطموحات إيران قد دفعتهما لإجراء إتصالات سرية، إلى جانب إقامة "علاقات قوية" في مجال الدفاع ومختلف المصالح الإستراتيجية من خلال الأمم المتحدة وغيرها من المنصات الدولية.

ووصف ذلك محلل الشؤون الأمنية والسياسية في مركز الأبحاث والتحاليل العسكرية في الشرق الأدنى والخليج كارسيك بالمثل القائل "عدود عدوي صديقي". وقال أن الوضع الحالي سيجلب بعض "الإحتمالات المثيرة". حيث تشعر هاتين الدولتين بتهديد سواء من إيران تمتلك سلاح نووي أو من إيران لديها القدرة على إمتلاكه. من جهة ثانية، رغم أن الجانب الرسمي الإسرائيلي يرفض الإعتراف، إلا أن هناك إعتقاد بإمتلاك هذه الدولة للسلاح النووي. لذلك فإن توصل إيران مع الدول الكبرى إلى إتفاق قد يعزز الأصوات المنادية بحظر السلاح النووي في المنطقة، وممارسة الضغوط على إسرائيل. وقد أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي ناتنياهو أن دفاع بلاده على أتم الإستعداد في حال إمتلكت إيران السلاح النووي.

وبالنسبة للدول الخليجية وخاصة السعودية، تعد إيران أيضا جارا خطيرا. ورغم عدم طرحها لدلائل واضحة، ظلت دول الخليج تتهم إيران بإستمرار بدعم مؤامرات لقلب النظام. وبصفتها أحد الداعمين الرئيسيين للمعارضة السورية، فإن التنازل الأمريكي للحكومة السورية أغضب كثيرا المملكة العربية السعودية.

وقال قيلمان أن السعودية وإسرائيل لديها عدو مشترك هو إيران، كما يشعران باليأس من حليفهما المشترك الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا ماقد يؤدي إلى تشكل تحالف غريب بين دول الخليج وإسرائيل.

كما ترى وسائل الإعلام الأجنبية أن التوجس من ايران قد يفتح فضاءات جديدة للعلاقات بين الخليج وإسرائيل.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/