تقرير إخباري: الهجمات الإرهابية تبرز المعضلة السياسية في مصر

انفجرت سيارة مفخخة بمديرية أمن الدقهلية في مدينة المنصورة شمالي العاصمة المصرية يوم 24 ديسمبر الحالي بالتوقيت المحلي أدى إلى سقوط 14 قتيلا وإصابة 134آخرين.

قال شريف شوقي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء المصري في الحكومة الانتقالية حازم الببلاوى في بيان اصدر فور وقوع الحادث،أن تفجير مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة، هو "حادث إرهابي"، وأن منفذي الحادث " لا يمكنهم الهروب من العقوبات القانونية ". وشدد البيان على أن الإرهاب لن يمنع تنفيذ خارطة طريق للفترة الانتقالية، ولن يعيق المشاركة الفعالة للمواطنين والمواطنات في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد. وأكد الناطق باسم القوات المسلحة المصرية أن مثل هذه العمليات ستزيد الشعب والجيش إصرارا على تطهير مصر من الإرهابيين.

وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ خلال مؤتمر صحفي دوري يوم 24 ديسمبر الحالي بأن "الصين تعارض العنف الإرهابي ضد المدنيين والهيئات الحكومية في مصر". وأن الصين تدعم ضرورة أن يدير الشعب المصري شؤونه بنفسه. وأضافت هوا أن الصين تأمل أن تستعيد مصر النظام الاجتماعي الطبيعي، وان تدفع العملية الانتقالية الشاملة قدما وان تحقق الاستقرار والتنمية الوطنية في وقت مبكر.

يعتبر الانفجار الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية رابع انفجار سيارة مفخخة في مصر بعد محافظة شمال سيناء والإسماعيلية والقاهرة. وهو ما يعني أن المهاجمين يتخذون أساليب سلسلة تفجيرات مماثلة في العراق.
وقد شهد الوضع الأمني في مصر تحسنا منذ أن أصدرت محكمة مصرية قرارا يقضي برفع حالة الطوارئ وحظر التجول في 14نوفمبر هذا العام، إلا أن المواجهات بين أنصار الرئيس المصري السابق محمد مرسي والشرطة المصرية كل يوم جمعة تتسبب في وقوع إصابات.

بالإضافة إلى ذلك، ركزت بعض القوى المعارضة للسلطة الحاكمة أيضا على تحريض الطلاب المتشددين من جامعة القاهرة والأزهر وغيرها من الجامعات المصرية الأخرى على التظاهر والخروج إلى الشوارع، ومنع الطلاب الآخرين من الدخول إلى الفصول الدراسية أو حضور الامتحانات.

ومع قرب موعد الاستفتاء الوطني على مشروع الدستور الجديد في مصر يوم 14 يناير القادم، تفاقمت لعبة مختلف القوى السياسية في مصر. وأعلن التحالف الوطني ل"دعم الشرعية" المؤيد لجماعة الإخوان المسلمين مؤخرا مقاطعة الاستفتاء.

وقال الأستاذ احمد قنديل خبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن هذه العملية الإرهابية الخطيرة تمرر إشارة قوية، بهدف تخويف المواطنين ومنع التصويت على الدستور الجديد. وأضاف، أن الهجمات بسيارات ملغومة هي نادرة جدا في مصر سابقا، ولكن بدأت تحدث أكثر وأكثر بعد عزل الرئيس محمد مرسي من سدة الحكم،مما يدل عدم تجاهل المتطرفين الإسلاميين في مصر. ومن ناحية، يظهر الهجوم أيضا صعوبة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في هذه المرحلة. كما سوف تزيد المعركة مع القوى الإسلام السياسي من تفاقم الانقسام الاجتماعي في مصر.ومع ذلك، قال قنديل أن معظم الشعب المصري والجيش والحكومة سوف تقف معا لمكافحة الإرهاب، ودعم الاستفتاء المبكر للاستقرار والتنمية الوطنية.

ومن جانبها، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانا يوم 24 ديسمبر الحالي، تنفي فيه أي علاقة لها بالانفجار، مؤكدة أن هذا العمل هجوم مباشر على وحدة الشعب المصري، وطالبت بفتح تحقيق وتقديم الجناة إلى العدالة. كما كشفت جماعة الإخوان المسلمين أيضا بأن 450 من سجناء الجماعة في سجن طرة جنوب القاهرة بدأوا الإضراب عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقالهم. ودعت الشعب المصري إلى الخروج في مظاهرات تضامن مع مرسي يومي 24 و25 ديسمبر الحالي.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/