تحليل اخباري : خبراء سوريون : مؤتمر أصدقاء سوريا يهدف الى تخريب مؤتمر جنيف 2 ويسعى لاستمرار القتال

دمشق 13 يناير 2014 / أكد خبراء ومحللون سياسيون في سوريا يوم الاثنين أن انعقاد مؤتمر ما يسمى بأصدقاء سوريا في باريس خلال اليومين الماضيين وما تمخض عنه من نتائج، يهدف الى تخريب مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في 22 من الشهر الجاري، ويسعى الى استمرار القتال والتدمير للبنى التحتية السورية.

واعتبر المحللون في سوريا أنه على أصدقاء الشعب السوري أو من يدعون الحرص على الشعب السوري، أن يوقفوا تدفق المال والسلاح الى مقاتلي المعارضة المسلحة ، والتوقف عن العزف على نغمة الجانب الإنساني لاستجرار عطف المجتمع الدولي.

وأعلن مصدر مسئول في الخارجية السورية في وقت سابق اليوم أن التصريحات الصادرة عن اجتماع باريس "أقرب للأوهام "، مشيرا إلى أن الشعب السوري هو "المخول باختيار قيادته", موضحا أن الحكومة السورية "تجدد موافقتها حضور مؤتمر جنيف 2 دون شروط مسبقة، ومن يضع شروط مسبقة يحكم عليه "بالفشل قبل انعقاده".

ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن المصدر قوله إن "سوريا لا تستغرب ما جرى في باريس, وما تمخض عنه من تصريحات أقرب إلى الأوهام منها إلى الحقيقة ولا تصدر إلا عن أشخاص منفصلين عن الواقع وبعيدين كل البعد عن أي منطق سياسي مقبول".

وعقد يوم الأحد والاثنين اجتماع دول "أصدقاء سوريا" في باريس بحضور ممثلي 11 دولة, حيث أعلنت المجموعة أنها ستعتبر أية انتخابات رئاسية يجريها النظام ويكون الرئيس بشار الأسد مرشحاً فيها "لاغية وباطلة".

واعتبر المصدر أن "أي تصريح أو موقف أو إعلان قبل مؤتمر جنيف 2 ما هو إلا كلام لا قيمة له ومحاولات يائسة من البعض تزين هزائم عصاباتهم على الأرض تحت سقف مؤتمر جنيف تؤكد الجمهورية السورية أنها لا تعير بالا لكل من يتحدث نيابة عن الشعب السوري في الخارج سواء عرب أو غربيين".

وقال المحلل السياسي السوري سليمان سليمان إن هدف " انعقاد ما يسمى بأصدقاء سوريا في باريس هو تخريب مؤتمر جنيف 2 الذي تسعى بعض الدول الكبرى الى إيجاد حل سياسي للازمة السورية ، وتسويق منتج جديد وهو الجبهة الإسلامية على أنها تكافح الإرهاب لتجلس على طاولة الحوار مع الحكومة السورية" .

واعتبر المحلل السياسي سليمان في تصريحات خاصة لوكالة (شينخوا) بدمشق إن " أصدقاء سوريا لا يرسلون السلاح والمال الى مقاتلي المعارضة المسلحة لكي تقتل السوريين بمختلف أطيافهم" ، واصفا المجتمعين في باريس بأنهم " أعداء الشعب السوري"، موضحا أن هؤلاء المجتمعين يعاقبون الشعب السوري ويحرمونه من الدواء بحجة الحرص عليه.

وأكد المحلل سليمان أن أصدقاء الشعب السوري الحقيقيين هم روسيا والصين ودول البريكس التي ترفض التدخل الخارجي، وتؤكد أن الحوار هو المخرج الوحيد للازمة .

ومن جانبه، اعتبر الناطق الاعلامي باسم هيئة التنسيق الوطنية المعارضة منذر خدام ان المجتمعين في باريس هم أصدقاء للائتلاف الوطني المعارض وليسوا أصدقاء للشعب السوري ، مؤكدا ان ما خرج عنه من مقررات كانت متوقعة ولم تكن " مفاجئة" .

وقال المعارض السوري خدام في تصريحات مماثلة لوكالة ( شينخوا ) بدمشق " هم للأسف أصدقاء للائتلاف السوري وليسوا أصدقاء للشعب السوري" ، داعيا إلى ضرورة " إنجاح مؤتمر جنيف 2 وليس تخريبه، ووضع العراقيل والعصي في عجلة عقده في موعده.

ودعا خدام الى ضرورة التخلي عن العزف على وتر الجانب الإنساني في سوريا ، والى السماح بإيصال المساعدات الانسانية الى السوريين المحاصرين بسبب الاشتباكات ، والتوقف عن تدفق المال والسلاح الى فصائل المعارضة المسلحة في عموم المناطق السورية.

ومن جانبه قال الباحث السوري معين العماطوري لوكالة (شينخوا) بدمشق إن " توقيت انعقاد المؤتمر لم يكن مناسبا، لان السوريين منشغلين بالتحضير لمؤتمر جنيف 2 وليس النظر الى مؤتمرات باتت معرفة نتائجها هي تعكير الأجواء التي تسبق انعقاد مؤتمر جنيف 2" .

وعبر الباحث السوري العماطوري عن أمله في أن يكون مؤتمر جنيف " محطة هامة بإتجاه ايجاد تسوية للأزمة السورية، وتتوقف دوامة العنف الدائرة في البلاد منذ ثلاث سنوات" .

ويشهد المجتمع الدولي حراكا دبلوماسيا مكثفا لإنجاح مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في 22 الشهر الجاري في مدينة مونتيرو السويسرية، بعد ان تأجل عدة مرات بسبب خلافات حول دور الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية التي دعا إليها "جنيف1"، وخلافات أيضا حول المشاركين بالمؤتمر، في حين وافقت كل من السلطات وأطياف معارضة على حضوره، إلا أن "الائتلاف الوطني" أجل البت في موضوع مشاركته إلى 17 من الشهر الجاري.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/