عباس يؤكد على رفض أي وجود إسرائيلي في الدولة الفلسطينية المستقبلية

رام الله 20 يناير 2014/ أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الاثنين)، على التمسك برفض أي وجود إسرائيلي في أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية عند تحقيق السلام مع إسرائيل.

وقال عباس، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر بعد اجتماعهما في مدينة رام الله بالضفة الغربية، "عندما تقوم دولة فلسطين لن يكون وجود رسمي إسرائيلي عندنا وهذا من حقنا".

وأكد عباس، على رفض مطالب إسرائيلية بتواجد أمني لها في منطقة الأغوار في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن الأغوار جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 التي يجب إنهاء الاحتلال عنها.

وقال بهذا الصدد "لن نقبل بأي حال من الأحوال أن يقال بأن الأغوار يمكن أن تكون إسرائيلية أو حتى تؤجر للإسرائيليين، نريد دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس بكل أراضيها التي احتلت عام 1967 تعيش إلى جانب دولة إسرائيل بأمن واستقرار".

وأكد عباس، على مضي الجانب الفلسطيني في المفاوضات مع إسرائيل لمدة تسعة أشهر كما حدد لها الراعي الأمريكي، مثمنا "عاليا" جهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ووزير خارجيته جون كيري.

وأعرب عن أمله بأن تفضي المفوضات إلى التوصل إلى حل الدولتين علي أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية "بما يمكن شعبنا من نيل حريته واستقلاله في دولة فلسطين ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية التي نريدها مدينة مفتوحة للعبادة لأتباع الديانات السماوية الثلاثة وبذلك تعيش دولة فلسطين بجانب دولة إسرائيل في أمن وحسن جوار".

وردا على دور كندي محتمل في حل قضية اللاجئين الفلسطينيين عبر استضافة أعداد منهم، قال عباس إن كندا إحدى الدول المسئولة عن ملف اللاجئين وربما سيأتي دورها لاحقا عندما يوضع بند مشكلة اللاجئين كملف للتحقيق والتنفيذ.

إلى ذلك، أعرب عباس عن احترامه لمواقف كندا التي سبق وأن صوتت ضد الطلب الفلسطيني لترقية مكانة الفلسطينيين في الجمعية العامة للام المتحدة إلى صفة دولة مراقب غير عضو في نوفمبر 2012.

وقال بهذا الصدد "نحترم إرادات الدول وقراراتها فهي دول مستقلة ذات سيادة من حقها أن تقرر ما تريد ونحن نعرف أن كندا لم تصوت معنا، ولكن نحترم قراراتها ونتمنى في المستقبل أن تتغير الظروف ونصل إلى علاقات أكثر عمقا مما هي الآن ".

من جهته، أكد رئيس الوزراء الكندي التزام بلاده بحل الدولتين لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وقال هاربر إن "رغبة الشعب الفلسطيني هي مستقبل للأمن والازدهار في دولة فلسطينية قابلة للعيش تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل، ولهذا اختارت كندا أن تساعد بناء المؤسسات في فلسطين لقيام هذه الدولة الفلسطينية".

وأعلن أن كندا ستقدم المزيد من الدعم للفلسطينيين "فنحن على المدى البعيد نؤمن أن الاستقرار والسلام الدائم سيتم بناء على الازدهار الاقتصادي".

وأشار هاربر إلى كندا دعمت الفلسطينيين في مجالات حرجة في المساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية والأمن وعملية السلام وتعتزم مواصلة ذلك.

وقال إن كندا داعم قوي لعملية السلام وموقفها ليس الموقف الإسرائيلي أو الفلسطيني بل الكندي الذي تدعمه الأكثرية الساحقة من الشعب الكندي.

وردا على أسئلة الصحفيين حول مسألة اللاجئين الفلسطينيين، ذكر هاربر أن كندا لم يطلب منها قبول عدد معين منهم ، لكنه أكد استعداد بلاده أن تلعب دورا مساعدا بشأن ذلك باتفاق الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أخيرا، أن كندا ستلعب دورا في حل قضية اللاجئين من خلال استضافة أعداد منهم وذلك ضمن كما يتم بحثه في مفاوضات السلام الجارية برعاية أمريكية.

وزار هاربر قبيل لقائه عباس كنيسة المهد التاريخية في مدينة بيت لحم.

وكان هاربر التقى مساء أمس الأحد، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أشاد بالمواقف الكندية فيما يتعلق بالسعي للتوصل إلى سلام حقيقي مع الفلسطينيين.

واستؤنفت مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل نهاية يوليو الماضي برعاية أمريكية على أن تنتهي في أبريل المقبل وذلك بعد توقف استمر أكثر من ثلاثة أعوام بسبب الحلاف على البناء الاستيطاني الإسرائيلي.

وسبق أن أعلن مسئولون فلسطينيون عن عدم إحراز أي تقدم ملموس في القضايا العالقة في المفاوضات، وسط تكهنات بمسعى أمريكي للتوصل لاتفاق إطار يتضمن تمديد مهلة المفاوضات.

/مصدر: شينخوا/