تقرير إخباري : مقتل 50 شخصا و 36 مسلحا في يوم دام بالعراق

بغداد 5 فبراير 2014 / قتل 50 عراقيا بعضهم من عناصر قوات الأمن وأصيب 133 آخرون بجروح في سلسلة من الهجمات نفذت أغلبها في بغداد اليوم (الأربعاء)، فيما تمكنت قوات الامن من قتل 36 مسلحا اغلبهم من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش).

وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية لوكالة أنباء (شينخوا) إن سيارة مفخخة انفجرت صباح اليوم في مرآب تابع لوزارة الخارجية العراقية بمنطقة الصالحية الملاصق للمنطقة الخضراء، التي تتخذها الحكومة والبرلمان والدوائر المهمة والسفارات الغربية مقرات لها، وسط بغداد اعقبها بدقائق قيام انتحاري بتفجير نفسه داخل مطعم في منطقة كرادة مريم بالقرب من المنطقة الخضراء، كما انفجرت سيارة مفخخة مركونة قرب امانة بغداد، واسفرت هذه الانفجارات عن مقتل 25 شخصا بينهم عدد من عناصر قوات الامن وموظفي وزارة الخارجية، واصابة 37 آخرين بجروح فضلا عن الخسائر المادية.

وأشار المصدر إلى أن ستة اشخاص اصيبوا بجروح عندما سقط صاروخ كاتيوشا في شارع حيفا القريب من المنطقة الخضراء، بعد ظهر اليوم.

وقبل غروب الشمس تعرضت العاصمة بغداد إلى انفجار ثلاث سيارات مفخخة، اثنان منها في منطقة جسر ديالى جنوبي بغداد، اسفرتا عن مقتل 10 اشخاص واصابة 24 آخرين بجروح فيما اصيب ثمانية اشخاص بجروح بانفجار السيارة الثالثة في منطقة الزعفرانية جنوبي بغداد، وفقا للمصدر نفسه.

وأفاد المصدر بأن شخصين قتلا وأصيب 10 آخرون بجروح بانفجار سيارة مفخخة قرب مطعم شعبي في حي الصحة بمنطقة الدورة جنوبي بغداد، مبينا ان ستة مدنيين اصيبوا بجروح بانفجار عبوة ناسفة قرب مقهى شعبي في حي الطعمة بالدورة ايضا.

وفي محافظة الانبار غربي العراق، قال مصدر في شرطتها إن انتحاريا يقود سيارة مفخخة هاجم مساء اليوم نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي في منطقة النعيمية جنوبي الفلوجة، ثاني أكبر مدن الانبار، ما أدى إلى مقتل خمسة من جنود الجيش واصابة سبعة اخرين بجروح بليغة والحاق اضرار مادية بعجلة عسكرية.

وأضاف المصدر إن انتحاريا يقود سيارة مفخخة هاجم نقطة تفتيش للجيش العراقي في بلدة الصقلاوية (20 كم) شمال الفلوجة، واسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة جنود واصابة 11 اخرين بجروح مختلفة.

اما محافظة نينوى شمالي العراق، فشهدت اربع هجمات انتحارية ثلاث منها استهدفت مديرية شرطة ام الربيعين بمنطقة الزنجيلي غربي الموصل، مركز المحافظة اسفرت عن مقتل اثنين من عناصر الشرطة واصابة 10 آخرين بجروح، وفقا لمصدر في شرطة المحافظة.

وأشار المصدر إلى أن الهجوم الرابع نفذه انتحاري يقود سيارة مفخخة استهدف دورية تابعة للشرطة العراقية ما ادى الى اصابة اربعة منهم بجروح بليغة، مبينا أن سجن بادوش في الموصل تعرض لهجمات مساء اليوم من قبل مسلحين ما ادى إلى سقوط ضحايا دون معرفة اعدادهم، مؤكدا أن الاجهزة الامنية اغلقت الجسور الخمسة في الموصل وفرضت حظرا للتجوال في المدينة.

وانتقلت عدوى الهجمات إلى محافظة صلاح الدين المجاورة لنينوى، وقال مصدر في شرطتها إن مسلحين مجهولين هاجموا نقطة التفتيش الرئيسة الواقعة شمالي تكريت، مركز المحافظة، واشتبكوا مع عناصر الأجهزة الامنية المتواجدين فيها، لافتا إلى أن هجوما ثانيا وقع بالتزامن مع الأول استهدف نقطة التفتيش الواقعة إلى الغرب من تكريت، اسفرا حتى الآن عن مقتل اثنين من عناصر الشرطة واحد المسلحين واصابة خمسة من عناصر الاجهزة الامنية، مبينا أن الاشتباكات ما تزال مستمرة.

وتابع المصدر أن ضابطا في الجيش العراقي قتل وأصيب جنديان بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدف دورية جيش في الساحل الايمن في الشرقاط (110 كم) شمال تكريت، مبينا ان الانفجار اسفر ايضا عن اصابة ثلاثة من المدنيين صادف مروهم لحظة وقوع الانفجار.

وذكر المصدر أن مسلحين مجهولين قصفوا قاعدة (كي تو للطائرات المروحية) بمنطقة الصينية شمالي محافظة صلاح الدين بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، اعقبها هجوم مسلح على مقر القاعدة حيث تدور حاليا اشتباكات بين المهاجمين وعناصر حماية القاعدة، دون معرفة حجم الخسائر.

على صعيد متصل، قالت وزارة الدفاع العراقية في بيان لها اليوم " إن القوات المسلحة العراقية وجهاز مكافحة الارهاب بالتعاون مع أبناء العشائر والشرطة المحلية، قتلت 35 من عناصر تنظيمات (داعش) الارهابية واستولت على اربع عجلات محملة برشاشات متوسطة في منطقة البو جابر التابعة لمحافظة الانبار غربي العراق".

إلى ذلك هاجم اياد علاوي، رئيس الوزراء العراقي الاسبق، الحكومة العراقية محملا اياها مسؤولية تردي الاوضاع الامنية ودعاها الى اعادة النظر في خططها الامنية.

وقال علاوي في بيان "ان فشل الحكومة في مواجهة تهديدات القاعدة بنقل المعركة الى بغداد يلزم الحكومة إعادة النظر بجميع خططها الامنية التي عجزت، حتى الان عن حماية المواطنين الابرياء والمؤسسات الحكومية المفصلية، مما يؤشر وجود خلل كبير في الجوانب السياسية والامنية".

وتابع "ان تعقيدات الملف الامني، وجذورها السياسية، تثبت بما لايقبل الشك قصور الاجراءات الامنية منفردة عن تحقيق الاستقرار وهو ما يستلزم حشدا وطنيا حقيقيا تدير الحكومة الحالية ظهرها له رغم بحر الدم والخراب".

وخلص إلى القول "اننا اذ ندين بشدة كل الاعمال الارهابية ومن يقف وراءها، ونؤكد تخندقنا المطلق مع الجهد الوطني لدحرها والقضاء عليها، نحمل الحكومة وسياساتها القاصرة مسئولية التردي الامني والانهيارات المتلاحقة في المنظومة الامنية، كما نطالب كل القوى الوطنية بالتحرك العاجل لإقامة جبهة وطنية عريضة للتصدي للارهاب والجريمة".

بدوره، أعرب نيكولاي ملادينوف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، عن إدانته للهجمات الارهابية التي تعرضت لها بغداد وراح ضحيتها العديد من الابرياء.

وقال ملادينوف، في بيان، "لقد عانت بغداد اليوم للأسف من سلسلة إعتداءات ارهابية، ويجب أن يدين جميع الزعماء السياسيين والدينيين والمدنيين في هذا البلد أولئك الذين يخططون للقيام بهذه الهجمات، ويتعين على القادة السياسيين في العراق ان يظهروا الوحدة الوطنية في التعامل مع مثل هذه التهديدات، وان يتحدوا ضد الارهاب".

/مصدر: شينخوا/