تقرير إخباري: فصائل فلسطينية تعارض مقترحات عباس نشر قوات الناتو في الدولة الفلسطينية

غزة 4 فبراير 2014 /أعربت فصائل فلسطينية اليوم (الثلاثاء) ، عن معارضتها للاقتراحات التي أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عنها بخصوص نشر قوات من حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الدولة الفلسطينية العتيدة.

واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري، أن مقترحات عباس "تمس بالحقوق الفلسطينية وتنتقص من أي سيادة في الدولة المستقبلية".

وقال أبو زهري لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن مقترحات عباس "هي أفكار شخصية ولا تعبر عن حقيقة موقف إجماع وطني".

وأضاف أبو زهري، أن الموقف الفلسطيني محل الإجماع الوطني "يقوم على رفض المفاوضات وأي أفكار لحل يمكن أن يمثل مساسا بالحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية".

وكان عباس اقترح في سياق مقابلة نشرتها صحيفة (نيويورك تايمز) مساء الأحد، نشر قوة من حلف شمال الأطلسي بقيادة أمريكية في أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية.

وقال عباس، وفق الصحيفة، إن هذه القوة من حلف الناتو سيكون بإمكانها الانتشار في مختلف أراضي الدولة الفلسطينية، وعلى جميع المعابر الحدودية وكذلك داخل القدس.

وأضاف عباس، أن القوات الإسرائيلية سيمكنها البقاء في الضفة الغربية لمدة أقصاها خمس سنوات وليس ثلاث سنوات كما اقترح في الماضي، على أن تتم إزالة المستوطنات خلال فترة مماثلة.

واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (يسارية)، أن فكرة نشر قوات دولية في أراضي الدولة الفلسطينية عند قيامها من شأنه المس بالسيادة الفلسطينية.

وقالت خالدة جرار عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لـ ((شينخوا) ) ، إن الجبهة "تنظر لمقترحات عباس بخطورة بالغة وترفضها كونها تمس بمبدأ السيادة الفلسطينية".

وأضافت جرار، أن الجبهة "ضد استحضار قوات أمريكية ومن الحلف الأطلسي (ناتو) التي تقود الحروب في كل أنحاء العالم ضد حرية الشعوب ولصالح أطماع استعمارية".

واعتبرت جرار، أن وجود مثل هذه القوات في الأراضي الفلسطينية "لن يكون لحماية الفلسطينيين أو خدمة مصالحهم، وإنما لحماية أمن إسرائيل وبالتالي نحن نسعى للاستقلال والسيادة وليس احتلال من نوع آخر".

كما عبر حزب (الشعب) الفلسطيني، عن معارضته لاقتراح عباس بنشر قوات الناتو في أراضي الدولة الفلسطينية المستقلة وعلى المعابر.

وقال الأمين العام للحزب بسام الصالحي في بيان صحفي، إن "هذا الاقتراح الذي يريد به الرئيس عباس إحراج إسرائيل غير موفق"، مضيفا أنه إذا كان لا بد من تواجد دولي لفترة محدودة "فالأجدى أن يكون لقوات الأمم المتحدة وليس من قوات حلف الناتو".

وشدد الصالحي، على أن الأساس في ذلك يتمثل في "ضمان استقلالية دولة فلسطين وليس تكبيلها بوقائع جديدة غير مضمونة التغيير"، داعيا الى تجنب تكرار تجربة المراحل الانتقالية "التي مازلنا نعاني منها منذ اتفاقية أوسلو" مع إسرائيل التي وقعت في عام 1993.

وفي المقابل ، دافعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي عن مقترح عباس، معتبرة أنه يخدم الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وقالت عشراوي في تصريح لإذاعة ((صوت فلسطين)) الرسمية، إن فكرة نشر قوات دولية تستهدف حفظ الأمن على حدود الدولة الفلسطينية وأمن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

في الوقت ذاته شددت عشراوي، على الرفض الفلسطيني لأي وجود عسكري إسرائيلي في أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة ، مشيرة إلى أن إسرائيل "لا تريد نشر قوات دولية لمنع أي سيادة فلسطينية واستمرار سيطرتها على المعابر الفلسطينية".

ولفتت إلى أن الموقف الأمريكي من اقتراح نشر القوات الدولية كان "إيجابيا في البداية"، مشيرة إلى أن إسرائيل "ترفض التعامل بهذه الفكرة مما خلق نوعا من الاستعصاء بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي".

ورأت عشراوي، أن "الجانب الأمريكي يحاول أن يستجيب لكل مطالب إسرائيل الأمنية"، معتبرة ذلك عقبة أمام تقدم مفاوضات السلام الجارية.

واستؤنفت مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل برعاية أمريكية نهاية يوليو الماضي على أن تستمر حتى نهاية أبريل المقبل وذلك بعد توقف استمر أكثر من ثلاثة أعوام.

واشتكى مسؤولون فلسطينيون مما وصفوه بتبني كيري مقترحات إسرائيلية في أفكاره ضمن المفاوضات أبرزها مطلب إسرائيل بالاعتراف بها "دولة يهودية" وهو الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون بشدة.

/مصدر: شينخوا/