تقرير إخباري: غضب فى مصر بعد مقتل 7 من مواطنيها فى ليبيا ومطالبات بالقصاص

القاهرة 25 فبراير 2014/ سادت حالة من الغضب فى مصر اليوم (الثلاثاء)، إثر مقتل سبعة مصريين أمس فى ليبيا، يرجح أنهم مسيحيون، وسط مطالبات بكشف ملابسات الحادث، والقصاص من الجناة.

وذكرت وزارة الخارجية المصرية فى بيان اليوم أنها " تتابع عن كثب من خلال السفارة المصرية في طرابلس، والقنصلية العامة في بنغازي، كافة التفاصيل الخاصة بحادث مقتل سبعة مواطنين مصريين في مدينة بنغازي شرق ليبيا، حيث جرت اتصالات مكثفة في هذا الشأن مع المسئولين الليبيين تضمنت اتصالا مع رئيس الوزراء الليبي" على زيدان.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطى، أن نبيل فهمي وزير الخارجية أجرى اتصالا مع نظيره الليبي محمد عبدالعزيز، ووجه السفارة في طرابلس والقنصلية العامة في بنغازي بمتابعة كافة الإجراءات المتعلقة بشحن الجثامين بعد انتهاء إجراءات الطب الشرعي اليوم، حيث سيتم شحن الجثامين صباح الغد إلى مصر.

وأضاف إن السفارة في طرابلس تتواصل بشكل مستمر مع 12 مواطنا مصريا من أقرباء وزملاء الضحايا الذين كانوا مقيمين معهم في نفس المبنى، تمهيدا لإعادتهم إلى مصر.

وأكد أن الحادث " لا يمكن التساهل معه، ونطالب الحكومة الليبية بضرورة اتخاذ كل الاجراءات المتاحة" لتقديم الجناة للعدالة.

والتقى السفير علي العشيري مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج بمكتبه اليوم بعض أسر الضحايا السبعة، وقدم تعازي الوزير نبيل فهمي لهم، واستنكاره الشديد لهذه الجريمة البشعة.

وطالب السلطات الليبية بسرعة موافاة مصر بالتحقيقات وملابسات الحادث والقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة فى اسرع وقت.

بدوره، أدان الازهر الشريف، أكبر مؤسسة دينية فى مصر والعالم الاسلامي، قتل المصريين العزل في ليبيا.

وأعرب فى بيان عن " ثقته في قدرة الحكومة الليبية على حماية المصريين ومواجهة الإجرام والفوضى".

فيما ووصف القس صفوت البياضي رئيس الطائفة الانجيلية فى مصر قتل المصريين السبعة بـ " الحادث المروع"، مشيرا إلى أن " الدلائل الظاهرية واضحة بانهم قتلوا على هويتهم الدينية فى منطقة متشددة دينيا".

واستنكر أن تنحصر ردود أفعال الحكومة المصرية فى الإدانة على استحياء لقتل سبعة اشخاص لا ذنب لهم ولا خيانة ارتكبوها إلا أنهم مصريون يختلفون دينا أو عقيدة ، ونكتفى بالتعليق أننا ننتظر نتيجة التحقيق.

وطالب بـ" اتخاذ القرار الناجز والسريع، ليبرد نار أهل القتلى، وغضب كل المصريين".

في حين أدان حزب (المصريين الأحرار) ما وصفه بـ " العمل الإجرامي الذي قامت به يد الإرهاب الغاشم ضد مجموعة من المصريين الشرفاء في ليبيا".

وقال فى بيان" نتوقع من السلطات المصرية سرعة التحرك والضغط على السلطات الليبية للقيام بالدور المنوط بهم في حماية الجالية المصرية التي تعمل هناك، ونطالب السلطات الليبية بسرعة القبض على الإرهابيين الذين قاموا بهذا العمل الخسيس ضد مصريين أبرياء لتقديمهم للعدالة".

كذلك طالب حزب (المؤتمر) الحكومة الليبية بالقصاص العادل حتى لا تتكرر هذه الأعمال الارهابية مرة أخرى، وحث وزارة الخارجية المصرية على القيام بدور فاعل فى حماية المواطنين بالخارج.

على الجانب الاخر، وصف رئيس الوزراء الليبي علي زيدان اليوم، استهداف مواطنين مصريين في بنغازي، بالعمل الإرهابي الشنيع، الذي ستعمل السلطات جاهدة لضبط المسئولين عنه.

وأوضح زيدان، في مؤتمر صحفي، " تعرض مواطنين مصريين مقيمين قرب مدينة بنغازي، لعملية إرهابية إجرامية شنيعة فظيعة، لا يمكن إلا ان توصف بهذا الوصف وأكثر وتم قتلهم والتمثيل بهم (...)، الحكومة اليوم والدولة بكل مؤسساتها تدين بأشد كلمات الإدانة والاستنكار، هذا العمل الإرهابي الشنيع الذي لا يليق بإنسانية الانسان ".

وتابع " فور اكتشاف الجريمة اتجهت السلطات الأمنية للمكان وتم نقل الجثث للمستشفى، وبدأت إجراءات الفحص والتحقيق من قبل النيابة العامة، وتبذل الآن جهودا كبيرة للوصول للحقائق لتقديم الجناة إلى القضاء ".

وتوجه زيدان بالتعزية إلى مصر، شعبا وحكومة ورئيسا، وإلى ذوي الضحايا، مجددا أن علاقة ليبيا ومصر هي علاقة وطيدة وأكيدة ورصينة، لن يستطيع المجرمون التأثير فيها، ولن تتأثر بالإرهاب الذي نحن جميعا ضحايا له، بحسب وصفه.

وأشار إلى أن الحكومة والدولة تحرصان على حماية الأجانب الموجودين في البلاد، منوها " وفي طليعتهم احبابنا أبناء مصر الكنانة العزيزة على الليبيين، الذي لا تنفصل عرى علاقتها بليبيا، فتحية لشعب مصر الذي كان دائما معنا وسيظل معنا ".

من جانبه، قال السفير الليبى بالقاهرة محمد فايز جبريل إن حقائق مقتل المصريين السبعة فى بنغازى سوف تعلن للرأى العام بالبلدين فى أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن الشعب الليبى ينتظر معرفة ملابسات تلك الجريمة النكراء مثل أشقائه المصريين.

وأضاف، حسب وكالة أنباء (الشرق الأوسط)، " إن تلك الجريمة البشعة ما هى إلا محاولة للوقيعة بين البلدين الشقيقين وإثارة فتنة طائفية"، مؤكدا " أن أحدا لن يستطيع تغيير حقائق التاريخ والجغرافيا التى تفرض أفضل أنماط العلاقة بين البلدين".

وأوضح " أن تلك الجريمة النكراء سوف تدفع بالتعاون الأمنى والإستخبارى بين البلدين إلى الأمام، وليس تقليصه كما يهدف المجرمون، وأن الجانب الليبى سوف يقدم كل التسهيلات الممكنة لمصر فى إطار معرفة الحقيقة ومنع وقوع مثل تلك الجرائم مرة أخرى".

وأشار إلى أنه أجرى اتصالا مع وزير العدل فى ليبيا حول هذا الحادث الأليم الذى يتنافى مع كل منظومات القيم الليبية، وأن الوزير أكد له أن تحقيقا شاملا وعاجلا يجري حاليا لمعرفة ملابسات الحادث وأن أقصى الجهود يتم بذلها حاليا للتوصل إلى الجناة.

ونوه بأنه من الصعب الآن التكهن بالجهة أو التنظيم الذى يقف خلف هذه الجريمة، إلا أن الجهود الحثيثة للسلطات الليبية على الصعيد الأمنى والقانونى سوف تسفر عن كشف الحقيقة فى أقرب وقت ممكن.

وشدد على أن " مرتكبى تلك الجريمة النكراء لن يتمكنوا أبدا من ضرب إسفين بين القاهرة وطرابلس، لأن أى محاولات للتأثير فى العلاقة بين البلدين الشقيقين سوف تفشل بسبب ما يملكه الشعبان من روابط القربى والنسب والمصالح الممتدة".

وكانت السلطات الأمنية في مدينة بنغازي اكتشفت أمس سبع جثث لمصريين بالقرب من منطقة جروثة (30 كلم) غرب المدينة.

وينتمي القتلى إلى أقباط مصر، بحسب ما أكده مصدر أمني، مع احتمال أن تكون جماعة متطرفة استهدفتهم بسبب معتقدهم الديني وهو مالم يتم تأكيده حتى الآن.

وفى يناير الماضى، تعرض خمسة من العاملين بالسفارة المصرية فى طرابلس، بينهم دبلوماسيون، للخطف ثم اطلق سراحهم لاحقا، ما دفع وزارة الخارجية المصرية آنذاك إلى اجلاء العاملين فى السفارة والقنصلية ببنغازي، فى مقدمتهم السفير.

/مصدر: شينخوا/