تقرير إخباري: إحكام الطوق على"يبرود" بعد سيطرة الجيش السوري على بلدة " السحل و مزارع "ريما"

دمشق 3 مارس 2014 / أكد مصدر ميداني سوري اليوم ( الإثنين ) أن مدينة "يبرود" بريف دمشق "شمالا" أصبحت محاصرة من ثلاث جهات بعد أن أحكم الجيش السوري سيطرته على بلدة "السحل" ومزارع "ريما" المتاخمة لمدينة "يبرود" والتي تعد خط الدفاع الأول بالنسبة لمدينة "يبرود" ، مشيرا إلى أن الجيش السوري ينفذ حاليا المرحلة الثانية من معركة "القلمون" .

وقال الضابط الميداني الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح للصحفيين خلال جولة نظمها الجيش السوري لوسائل الإعلام العربية والأجنبية المعتمدة في سوريا إلى بلدة "السحل" بريف دمشق بعد إعلان السيطرة عليها إنه " استمرارا لمعركة "القلمون" الذي يحدد توقيتها الجيش السوري ، فهذه هي المرحلة الثانية من العمليات التي تمت بنجاح وهي إعادة السيطرة على بلدة "السحل" بعد السيطرة على التلال المشرفة عليها ".

وأضاف الضابط السوري إن " بلدة "السحل" ذات أهمية كبيرة لأنها خط الدفاع الأول لمدينة "يبرود" ، كما هي مزارع "ريما" من جهة الشرق التي دخلها الجيش أمس واليوم ، ومن هنا نحكم الطوق على مدينة "يبرود" لنوجه رسالة إلى المجموعات الارهابية المسلحة بتسليم أنفسهم لعناصر الجيش السوري ".

وكان الجيش السوري قد نفذ المرحلة الاولى من معركة "القلمون من خلال استعادة السيطرة على بلدة "الجراجير" ، والتلال المحيطة بها ، والمرحلة الثانية تأتي عبر السيطرة على بلدة "السحل" ومزارع "ريما" ، والمرحلة الثالثة ، هي استعادة "يبرود" من مقاتلي المعارضة المسلحة .

وخلال التجول لبضع ساعات في بلدة "السحل" بريف دمشق ، كان الجيش السوري ، ومعه عناصر من حزب الله يقومون بتمشيط البلدة ، بعد استعادة السيطرة عليها ، ويسمع بشكل واضح أصوات لاطلاق نار متقطع بين الجيش السوري وعناصر حزب الله وبين مقاتلي المعارضة المسلحة ، وكان القصف يتركز على التلال المحيطة لمدينة "يبرود" ، حيث يتمركز بعض القناصة هناك ، بحسب مراسل وكالة أنباء ( شينخوا ) بدمشق .

ولاحظ مراسل وكالة ( شينخوا ) بدمشق خلال الجولة تواجد كثيف لعناصر الجيش السوري ومقاتلي حزب الله مع كامل عتادهم وآلياتهم العسكرية من دبابات ، ورشاشات ومدافع هاون منصوبة في عدة أماكن ، بالإضافة إلى وجود حواجز عند مداخل البلدة .

ومن جانبه قال قائد ميداني آخر لوكالة ( شينخوا ) بدمشق إن معركة "القلمون" بريف دمشق بدأت منذ حوالي 20 يوما ، تم السيطرة أولا على التلال العالية المحيطة بمدينة "يبرود" من الجهة الشمالية ، حتى تم اليوم السيطرة على بلدة "السحل" وهي موقع استراتيجي هام بالنسبة للمسلحين".

وأشار القائد الميداني إلى أن عملية السيطرة على بلدة السحل " لم تستغرق سوى عدة ساعات "، موضحا أن الوضع في بلدة "السحل" الآن اصبح " جيدا " ، مبينا أن عناصر الجيش السوري تقوم حاليا بتمشيط المنطقة ، وتطهيرها من العبوات الناسفة .

وأوضح القائد الميداني أن الجيش بدأ يتحرك في اتجاه بلدة "فليطة" غربا وهي بلدة متاخمة لبلدة "عرسال" اللبنانية ، والاتجاه الثاني هي مدينة "يبرود" جنوب شرق ، مؤكدا أن الجيش يقوم بتضيق الخناق على المسلحين من جهة الغرب أي التلال الموجودة من جهة الغرب الملاصقة لبلدة "عرسال" اللبنانية لتصبح "يبرود" محاصرة من 4 جهات .

وبين أن مدينة "يبرود" هي المعقل الاساسي للمسلحين في منطقة "القلمون" بسبب قربها من الحدود اللبنانية ، وطرق الامداد تأتي من جهة بلدة "عرسال" اللبنانية حيث يوجد الكثير من المعابر غير الشرعية بين الحدود المشتركة .

وبلدة "السحل" ومزارع "ريما" وبعض البلدات والتلال التي احكم الجيش السوري سيطرته عليها خلال الأيام الماضية ، خالية تماما من السكان ، وحجم الدمار الموجود في تلك الأماكن يدل على حجم الاشتباكات التي كانت تدور هناك .

وتصاعدت منذ ما يزيد على الاسبوعين، المواجهات والأعمال العسكرية في "يبرود" بالقلمون، التي تعد من أهم المناطق والتي تسيطر عليها قوات معارضة هناك، بعد إعادة الجيش سيطرته على "قارة" و"النبك" و"دير عطية" القريبة منها .

و تأتي أهمية "يبرود" لموقعها الاستراتيجي شمال دمشق والتي تبعد عنه حوالي 40 كيلو مترا و قربها من مدينة "عرسال" اللبنانية، حيث تشكل منطقة عبور للمسلحين و تهريب للأسلحة من لبنان إلى سوريا و بالعكس.

لهذا سيكون لسيطرة الجيش السوري على هذه المنطقة أهمية كبيرة لحرمان المتمردين في الداخل السوري من خط إمداد رئيسي لعملياتهم في المنطقة الوسطى السورية.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/