دمشق: العدوان الإسرائيلي على ريف "القنيطرة" يبرهن التورط المباشر للإسرائيليين في دعم المجموعات المسلحة

دمشق 5 مارس 2014/ قالت وزارة الخارجية السورية اليوم ( الأربعاء ) ، في رسالتين متطابقتين للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، إن الصواريخ والقذائف التي أطلقتها إسرائيل على ريف القنيطرة "جنوبا" من الجولان المحتل يكشف " التورط المباشر للاسرائيليين في دعم ومساندة المجموعات المسلحة"، معتبرة هذا العدوان يشكل "خرقا لاتفاق فصل القوات ولقواعد القانون الدولي".

وأوضحت الخارجية في الرسالتين، أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت صباح اليوم باطلاق 4 صواريخ من "تلة السطح" و"الخوين" في الجولان المحتل في اتجاه مدرسة وجامع "الحميدية"، كما أطلقت قوات 4 قذائف في اتجاه موقع "الحرية" وفتحت نيران الرشاشات المتوسطة في اتجاه موقع "الحميدية"، ما أدى إلى إصابة وجرح 7 من عناصر قوى الأمن الداخلي و4 مدنيين" بحسب وكالة الانباء السورية"سانا".

وكان مصدر عسكري قال، في وقت سابق يوم "الأربعاء"، إن إسرائيل خرقت اتفاق فصل القوات بإطلاق صواريخ وقذائف على مدرسة وجامع في منطقة "الحميدية" بمحافظة "القنيطرة"، ما أدى إلى وقوع إصابات، فيما أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن قواته أصابت عنصرين قال إنهما من "حزب الله" اللبناني "أثناء محاولتهما زرع قنبلة" قرب الشريط الحدودي في الجولان المحتل.

وكانت مصادرمعارضة أشارت إلى أن إطلاق نار من قبل موقع تتمركز فيه القوات النظامية في بلدة "الحميدية" في اتجاه دورية إسرائيلية في الجولان المحتل أدى إلى رد إسرائيلي بإطلاق صواريخ على الموقع أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

واعتبرت الخارجية أن "العدوان الاسرائيلي يؤكد مجددا حقيقة التورط المباشر للكيان الإسرائيلي في دعم المسلحين، ولقد بات من الواضح أن إسرائيل لا تتوانى عن التدخل المباشر دعما لأدواتها من التنظيمات الإرهابية لتخفيف الضغط عنهم كلما وجدت حاجة لذلك غير عابئة بالنتائج المترتبة على سلوكها العدواني وفي المقدمة منها زعزعة الاستقرار وخلق أجواء من التوتر والتصعيد في منطقة الفصل وحولها".

وتتهم السلطات السورية إسرائيل بدعم مسلحين في سوريا والتنسيق معها، وقال الرئيس بشار الأسد، مؤخرا، إن إسرائيل تدعمهم بشكل مباشر بطريقتين، الأولى تكمن في تقديم الدعم اللوجيستي لهم، والثانية عن طريق تحديد المواقع التي سيهاجمونها وكيفية مهاجمتها.

وطالبت الخارجية مجلس الأمن "بإدانة هذه الاعتداءات الإسرائيلية، باعتبارها تشكل خرقا لاتفاق فصل القوات ولقواعد القانون الدولي وسببا لتصعيد أجواء التوتر وحالة عدم الاستقرار في منطقة الفصل وجوارها"، معتبرة أن "استمرار مجلس الأمن بتوفير الحماية لـ اسرائيل من المحاسبة على سلوكها العدائي يساهم في إضعاف مصداقيته، باعتباره الجهة المنوط بها مسؤولية الحفاظ على السلم والأمن الدوليين".

وتوتر الوضع في الجولان، منذ بدء الأحداث في سوريا، لكن الحوادث بقيت محدودة نسبيا واقتصرت على سقوط قذائف سورية في الجانب الذي تحتله إسرائيل وإطلاق رشقات تحذيرية إسرائيلية، إلا أن التوتر تزايد مؤخرا عقب عدوان إسرائيلي بالصواريخ وغارات جوية على مواقع قرب دمشق، ما دفع السلطات السورية إلى استهداف آلية عسكرية إسرائيلية، الأمر الذي ردت عليه إسرائيل بإطلاق صاروخين على موقع عسكري سوري.

وتم التوقيع على اتفاقية لوقف إطلاق النار في 1974، بوساطة من الأمم المتحدة بين سوريا وإسرائيل، وسط استمرار احتلال إسرائيل لأراضي سورية، وتجاهلها لقرارات أممية تنص على الانسحاب من الأراضي المحتلة.

ودعت الخارجية مجلس الأمن إلى " تنفيذ قراراته ذات الصلة ولا سيما قراراته رقم 242و338و497 الرافضة للاحتلال الإسرائيلي للجولان والقاضية بانسحاب اسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان المحتل إلى خط الرابع من حزيران لعام 1967".

واحتلت إسرائيل الجولان عام 1967 وضمتها عام 1981 في خطوة لم تلق اعترافا دوليا، ومنذ ذاك الوقت يعيش نحو 15 ألفا من أبنائه تحت الاحتلال الإسرائيلي والذين رفضوا الهوية الإسرائيلية، و قاموا بعدة إضرابات.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/