ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟ |
|
بيروت 13 مارس 2014 / مع مرور ثلاث سنوات ودخول العام الرابع للازمة السورية يظل النارحون السوريون إلى لبنان البالغ عددهم أكثر 957 الف نسمة حسب التقرير الأخير للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، يعانون من اسوأ الظروف ويشعرون بالتشاؤم تجاه الوقف القريب للحرب الدائرة فى بلدهم.
فى البقاع شرق لبنان ، يتحلق العديد من النازحين السوريين،حول جهاز تلفزيون صغير،وضع فوق كرسي خشبي مهشم، في زاوية إحدى الخيم القماشية ،يتابعون بكل شغف الأخبار الواردة من جبهات القتال المتعددة في سوريا، تقدم الجيش السوري نحو "يبرود" عند الحدود اللبنانية السورية،الهجوم على "حلب" ،الإشتباكات بين الجماعات المسلحة خاصة بين "داعش" و"النصرة"،الإفراج عن راهبات معلولا،مفاوضات السلام حول بلدهم.
قال النازح عبد المجيد عبود من ريف حلب "إن الوضع لا يطمئن والأخبار لا تشير إلى توافق حول سوريا، والوضع الدولي بشكل عام يمر في أزمة، وهذا سينعكس سلبا على الوضع السوري،فمع انطلاق العام الرابع للأزمة في بلدنا ،أملنا ضعيف بالسلام،وليس بيدنا سوى الدعاء لله، لوقف تلك الحرب ووضع حد للمأساة التي نعيشها".
لم يجد النازح من أدلب عادل العريبي، ولو فرصة صغيرة لإنهاء الحرب في بلده،فقال " كل المؤشرات تبدو معتمة،ولا سلام يجول في الأفق القريب ،لقد دخلنا في العام الرابع للحرب،والخوف أن نجتاز عتبة العام الخامس وربما العاشر ونبقى في هذه الدوامة المغلقة".
ويجهد العديد من النازحين السوريين انفسهم ، في مخيمهم المحاذي لبحيرة "القرعون" في "البقاع" ،للتصدي للرياح العاتية التي تضرب خيمهم القماشية والبلاستيكية،محاولين تدعيمها لمنع انهيارها،الكل مشغول في مواجهة الأحوال الجوية التي تبدلت بسرعة،ليحل الطقس البارد مكان المشمس. وقالت سليمة أبو حميد " الأم لستة أطفال" وقتل زوجها في "الغوطة الشرقية " ،"إننا في وضع حرج ،كان أملنا فى مؤتمر جنيف، حيث اجتمعت الدول لوضع حل لمأساة بلدنا، وكنا نشعر بالتفاؤل ،ولكن انتهى مؤتمر جنيف الأول والثاني والثالث لا نعرف موعده لكننا نعرف نتائجه سلفا،لن يصل إلى شيء حتما،الحرب تبدو مستمرة في بلدنا وكذلك القتل والدمار،مضت 3 سنوات على الحرب ودخلنا في العام الرابع،افق السلم مغلقة،الميزان لا يزال يميل نحو الحرب القذرة، التي أتت على كل شيء ،مأساتنا إلى تصاعد،ونحن نتسول من أجل الحصول على حصة مازوت لمواجهة البرد،أو على حبة دواء لمقاومة المرض".
يسأل النازح من حلب فادي أبو اللهب، والذي يعمل في إحدى مزارع الدجاج في بلدة "جب جنين البقاعية" ،" لماذا الحرب مستمرة في بلدنا للعام الرابع على التوالي،أليس باستطاعة المجتمع الدولى وضع الحد لهذه الحرب ،لماذا تصاعد القتل والتدمير،كل المؤتمرات الدولية والعربية،كل المساعي التي سمعنا بها خلال السنوات الثلاث الماضية ، ذهبت في الهراء،لقد بتنا أمام أمر واقع، لا حل في سوريا قبل تدميرها بالكامل ،هذه خطط الدول المعادية لبلدنا".
ويعيش في طرابلس شمال لبنان نحو 10 الآف عائلة سورية وفق تقارير غير رسمية، ويتوزعون على منازل مستأجرة من قبلهم أو عبر مساعدات مالية من منظمات دولية أو جمعيات اسلامية. ويعاني النازحون السوريون إلى طرابلس شمال لبنان مشاكل عديدة بسبب تراجع حجم التقديمات المالية لدفع إيجار منازلهم والمساعدات الغذائية من قبل المؤسسات الدولية، ما دفع الكثير منهم إلى التفكير جديا بالعودة إلى ديارهم في سوريا.
وقال النازح خالد الدندشي (40 عاما) من حمص "أنا اقيم في طرابلس منذ عامين ونصف العام مع أولادي الثلاثة وزوجتي وانتظر الوقت المناسب للعودة إلى منزلي في سوريا ،خصوصا في هذه الأيام، حيث الأمور باتت صعبة للغاية، فأنا أدفع إيجار المنزل الذي اسكنه 200 دولار أمريكي في الشهر، وكنت أحصل من الأمم المتحدة على 100 دولار كل شهر، ولكن هذا المبلغ لم يعد يصل لي، ولا أعرف الاسباب، فضلا عن أنني كنت أحصل على مساعدات غذائية كل شهر من جمعيات إسلامية، ومنذ ثلاثة اشهر لم أحصل على شيء".
ويتابع" أنا أعمل بائع خضار على عربة، وما أحصل عليه يوميا من أرباح لا يكفي سوى لشراء طعام لعائلتي، وأصبحت اليوم مدانا لصاحب المنزل على إيجار 3 اشهر، وأخشى أن يطردني مع أولادي، وأتمنى أن يتم تسوية وضعي في سوريا للعودة سريعا إلى هناك".
ويقيم معظم النازحون في مناطق شعبية في طرابلس، ويعمل قسم كبير منهم في بيع الخضار أو في تعميرالمباني، وهناك عاطلون عن العمل وخصوصا في صفوف الشباب، بحسب ما أكد طارق الحموي، وهو ناشط سوري يعمل في مجال مساعدة النازحين، حيث أشار إلى "أن مئات الشباب باتوا عاطلين عن العمل في طرابلس، نظرا للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها المدينة، والتي أجبرت أصحاب ورش البناء عن الاستغناء عن العمال".
وقالت عائشة المصطفى (50 عاما) من مدينة "القصير" في "حمص"، "أنا أعيش مع أولادي الأربعة في غرفة في أحد الأحياء الشعبية بطرابلس، ولم نحصل على مساعدات غذائية منذ عدة أشهر، وهو ما دفع ابنتي (18 عاما) إلى ترك دراستها والتوجه للعمل في محل لبيع الألبسة لكي تساعدنا على دفع ايجار المنزل وشراء احتياجاتنا".
وأضافت"زوجي توفي قبل 4 سنوات، وأنا أعمل في أحد المباني لتنظيف السلالم، واتقاضى 200 دولار أمريكي في الشهر، وأولادي الثلاثة في المدرسة، ولكن لا أعرف إن كنت فى العام المقبل سوف أبقيهم في المدرسة أو أدفعهم إلى سوق العمل، أنا أتمنى العودة إلى سوريا، لكن منزلي مدمر هناك، وأمل أن يتم اعمار مدينتي ويعود الأمان لكي نعود جميعا".
ويعلق النازحون السوريون فى لبنان الآمال على المجتمع الدولى وخاصة الدول الصديقة، ويراهنون عليها في الوصول إلى وفاق يعيد لبلدهم الأمن والأمان،مشيرين إلى أنه " حرام أن تبقى لغة السلاح هي السائدة ، فليخرج الجميع من غيهم ،وليجلسوا إلى طاولة الحوار للوصول إلى وفاق يعيد لنا بلدنا ونعود إلى قرانا، قبل انتهاء العام الرابع لهذه الحرب القذرة، التي تضربنا وتنال منا قبل فوات الأوان".
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn