تعليق: المأزق الأمريكي في مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية

قالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم 10 إبريل، إنه يجرى إحراز تقدم في المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي تهدف لمواصلة محادثات السلام. وأضافت جين ساكي الفريق المفاوض ما زال يجري مفاوضات مكثفة مع الطرفين. لقد عقدوا اجتماعا آخر اليوم. الفجوات تضيق ولكن أي تكهنات بشأن التوصل لاتفاق سابقة لأوانها في الوقت الحاضر.

استأنف الفلسطينيون والإسرائيليون المفاوضات المباشرة المتوقفة بينهما منذ ثلاث سنوات برعاية أمريكية في يوليو من العام الماضي. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يهدف إلى التوصل إلى اتفاق بين الجانبين حول قضايا الوضع النهائي في غضون تسعة أشهر.ومع ذلك، شهدت الجولة الجديدة من محادثات السلام صعودا وهبوطا.

ومع اقتراب الموعد النهائي للجولة الحالية من مفاوضات السلام المحددة يوم 29 ابريل الجاري ، وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم 1 ابريل الجاري طلبات الانضمام إلى 15 منظمة ومعاهدة دولية في الأمم المتحدة،وجاء هذا بعد أن رفضت الحكومة الإسرائيلية الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين كما هو متفق عليه أميركيا وفلسطينيا وإسرائيليا، كاستحقاق ملزم لإسرائيل مقابل تأجيل التوجه الفلسطيني للمنظمات الدولية ثمانية أشهر. وفي وقت لاحق، أعربت كبيرة المفاوضين الإسرائيليين تسيبي ليفني، يوم 3 ابريل الجاري عن رفض إسرائيل الإفراج على الدفعة الرابعة من السجناء الفلسطينيين نظرا للإجراءات الأحادية الجانب الفلسطيني يسعى للانضمام إلى الاتفاقيات والمنظمات الدولية.

يعتقد غالبية الأمريكيين أن محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصلت طريق مسدود.وقال جون كيري أنه سوف يعيد تقييم محادثات السلام مع الرئيس باراك اوباما. وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي في بيان يوم 10ابريل الجاري أن اتخاذ محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين منعطفا دراميا أثار قلقا كبيرا بين الأطراف المعنية. كما كان رد ساكي حول آفاق محادثات السلام حذرا جدا، حيث قالت أن آفاق محادثات السلام تعتمد على طرفي المفاوضات.

وقال بعض المحللين في وسائل الإعلام الأمريكية، أن التحديات التي تواجه محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية ليست في إعادة تقييمها فقط ،بل هو اختبار واقع لجون كيري نفسه. حيث شهدت محادثات السلام زيارات دبلوماسية مكوكية لجون كيري، واستمرت العديد من المفاوضات إلى وقت متأخر من الليل. وقال جون كيري خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ : "أن هناك حدودا للوقت الذي يمكن أن تكرسه أمريكا لعملية السلام إذا كان الطرفان غير مستعدين لاتخاذ إجراءات إيجابية".

كما وجه السيناتور الجمهوري جون ماكين، انتقادات إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، واتهمه بأنه يرأس جلب الكوارث السياسية الخارجية خلال كلمته بجلسة استماع في مجلس الشيوخ. وقال ماكين "إن محادثات السلام انهارت بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأيضا محادثات السلام السورية في جنيف انهارت، ومن الصعب أن نجد المحادثات مع إيران تنهار أيضا بعدما أعطينا الإيرانيين حق تخصيب اليورانيوم". ورد كيري بنوع من السخرية وقال "ان القضايا في حد ذاتها صعبة،وقد قال الرئيس روزفلت ذات مرة أن الفضل يعود إلى أولئك الذين حاولوا سابقا". و إن إعلان إسرائيل بناء 700 وحدة سكنية في مستوطنات يهودية جديدة في القدس الشرقية، يمكن أن تجعل جهوده جون كيري تذهب هباء. مما يفسر استياء كيري العام من إسرائيل.

وقال آرثر هيوز مساعد وزير الخارجية الأمريكية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، أن إشارة جون كيري في جلسة استماع لمجلس الشيوخ الأمريكي،إلى إعلان إسرائيل خطة مستوطنات يهودية جديدة أولا،ثم وطلب فلسطين الانضمام لعدد من المعاهدات الدولية،كثير من التعليقات والتغطية الإعلامية لم توضح تطور الأحداث.وبالتالي، فإن المشكلة الرئيسية تكمن في استعداد رئيسي الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمحادثات السلام. وقال آرثر هيوز أن نتنياهو يواجه ضغوطات سياسية داخلية كبيرة أيضا. مضيفا، يبدو أن الجانبين يبحثان في كسر جمود مفاوضات السلام ولا احد يرغب في أن يكون متهم في فشلها.

وذكر في مقال نشر على موقع جريدة صحيفة نيويورك تايمز يوم 4 ابريل الجاري، أنه من أجل مواصلة عملية السلام،قد تحول قلق أمريكا على مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية من الوصول إلى اتفاق إطاري إلى ضمان استمرار التفاوض بين الطرفين بعد انتهاء مدة المفاوضات.

وأعرب مستشار الرئيس الأميركي الخاص لمنطقة الخليج العربي وجنوب غرب آسيا دينيس روس يوم 7 ابريل الجاري عن جمود السياسة الأمريكية في محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية. وأشار روس إلى أنه ينبغي استخدام مقاييس أوسع لتقييم عملية السلام في الشرق الأوسط.أولا، إحراز تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط، الحفاظ أفضل من السماح لتمزق محادثات السلام.ثانيا،النظر إلى البيئة الأمنية السيئة في الشرق الأوسط، تبين عدم رغبة واشنطن في اندلاع حرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين.ثالثا، أمريكا بحاجة إلى أداء السياسة الخارجية بدرجة من الكفاءة، بدلا من الفشل، هذا متعلق بالنفوذ الأمريكي على الساحة الدولية.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/