بكين 24 سبتمبر/ اكد انان امين عام الامم المتحدة فى كلمة القاها فى جلسة للدورة ال59 لهيئة الامم المتحدة انه يجب على العالم وجميع الدول ان تحترم وتطبق النظام القانونى.
اشار انان الى انه حاليا, من التعامل التجارى الى مكافحة الارهاب, ومن قانون البحر الى اسلحة الدمار الشامل, وضع المجتمع الدولى فعلا مجموعة من المبادىء والقوانين, ولكن هذا الاطار له عيوب ونواقص, ولكل حسب حاجته عند تنفيذها دائما, او يتم تنفيذها عشوائيا. فى كلمته وضع انان حوادث العنف فى العراق وفضيحة تعذيب الاسرى العراقيين على صعيد واحد, وذلك لا ريب فى ان يجعل بوش الذى يلقى كلمته فى هذه الدورة فى تورط شديد.
انتقد انان سياسات الولايات المتحدة المعنية مرات. وقبل وقت ليس بقليل, اشار انان فى مقابلة صحفية الى ان الولايات المتحدة شنه الحرب العراقية وذلك يخالف الهدف الرئيسى والمبادىء ل// دستور الامم المتحدة//, و// غير شرعى//. ومثل هذه العبارات تناولها انان مرات, ولكنه قال ذلك فى هذه المرة باكثر صراحة واستخدم فى المرة الاولى عبارة // غير شرعى//, مما يصيب موقع الم الولايات المتحدة.
بهذا, اعطت الولايات المتحدة ردا بسرعة. اذ القى مل من مندوب الولايات المتحدة فى الامم المتحدة ووزير الخارجية الامريكى باول على التوالى مقدمين عذرا ورفضا واكدا ان الولايات المتحدة شنت الحرب العراقية ل// تنفذ قرار الامم المتحدة//, وذلك // يتفق مع القانون الدولى//, يجب على انان الا يتابع هذه // المشاكل الفرعية//.
ليس هذا الا نوعا من العذر¸ويعكس شيئا من محاولات التبرير الخداعة, وتجاهل الحقائق.
شنت الولايات المتحدة الحرب العراقية وذلك لا شرعى ولا معقول, هذا لا جدال فيه, وتشهد هذه العبارة اهمية اكبر لانه من فم انان فقط. ان العراق يمتلك اسلحة الدمار الشامل وسلطات صدام لها صلة ب// القاعدة// هما السببان الرئيسيان لشن الولايات المتحدة للحرب العراقية, واصبحا منذ الزمان نكتة شائعة فى العالم.
كما قدم رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى الاتحاد الاوربى انتقادا شديدا مؤخرا لانفراد الولايات المتحدة فى شن الحرب العراقية واتهمها بانها // مكابرة فى طريق الخطأ//, ولا تؤتى السلام والحرية والديمقراطية لهذا العالم. حتى اعرب الرئيس البولندى وهو عضو هام فى // اتحاد المتطوعين// للولايت المتحدة فى الحرب العراقية, اعرب ايضا عن استيائه لسياسة انفراد الولايات المتحدة وقال انه قد حذر الولايات المتحدة من الا تحاول سيطرتها على العالم ولا على العراق. ودلت الاستفتاءات الواردة من الولايات المتحدة على ان نسبة تأييد ما يسمى // اوربا القديمة// للسياسة الامريكية اقل من 10 بالمائة, ونسبة بريطانيا 12 بالمائة فقط, وفى الشرق الاوسط, فتصل نسبة التأييد الى ادنى بكثير.
يرى 67 بالمائة من الناس فى الولايات المتحدة ان الولايات المتحدة // لا تحترم // فى العالم بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل الحرب العراقية. حتى بعض الناس يرون ان العمل الدبلوماسى الامريكى بالانفراد // يخلق الارهاب// فى الواقع.
هذا ليس جديرا بفحص زعماء الولايات المتحدة لانفسهم ؟ حاليا, مع الاقتراب من يوم الانتخاب الرئاسى فى الولايات المتحدة, فان الحكومة الامريكية قلقة بان كلمة انان قد تحدث فعاليات سالبة, يمكن للناس ان يفهموا ذلك, ولكن تجاهل الوقائع والمجابهة العنيدة واستخدام الحجج الواهية ليست سياسة حكيمة, ويصبح ذلك نتيجة معاكسة تماما للامال./ صحيفة الشعب اليومية اونلاين/